الديمقراطيون يتساءلون عما إذا كانوا أخطأوا في اختياره للرئاسة

أوباما لم يرتقِ إلى التوقعات في السياسة الخارجية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا حلّ بالرجل الذي كان من المفترض أن يخلص الأميركيين من بؤسهم؟ هذا الذي رقص له الأميركيون في الشوارع وهم يهتفون «نعم نستطيع!» في ليلة الانتخابات التي لا تنسى منذ ست سنوات فقط.

الآن، ونحن نقترب من انتخابات الكونغرس النصفية في 4 نوفمبر المقبل، فإن المرشحين الديمقراطيين لا يرغبون في أن يراهم العالم برفقته، حيث تدنت معدلات شعبيته إلى نسبة تقرب 40%.

فكيف سارت الأمور في الطريق الخطأ؟ أم أن هذا التدني الجديد في الشعبية غير واقعي مثلما كان الارتفاع الأصلي في الشعبية؟ من الواضح أنه يمكن أن يحدث الكثير في غضون أكثر من سنتين متبقيتين من ولايته، لكن أوباما ربما قام بمعظم الأشياء المهمة التي كان يريد تحقيقها على الأرجح، والآن بعد أن علا الشيب رأسه، وانعزل، وبات يحاضر بشكل ممل، فإنه يبدو، على نحو متزايد، كما لو أنه يفضل أن يكون في ملعب الجولف.

ظروف صعبة

ومن المهم أن نتذكر أنه لم يسبق لرئيس منذ عام 1945 أن قوبل بمثل هذه الظروف الصعبة. جاء إلى السلطة في مواجهة أسوأ أزمة مالية منذ ثلاثينات القرن الماضي، وتركة حرب بوش الكارثية في العراق، ونظام سياسي مختل مرتبط بكونغرس مستقطب جرى التلاعب بدوائره الانتخابية ويهيمن عليه المال..

وفي تحول في ميزان القوى العالمي لا يحصل إلا كل ألف سنة. وكنت قد كتبت عموداً صحافياً بعد انتخاب أوباما رئيساً، عبرت فيه عن شكوكي حيال ما إذا كانت روح الأمل كافية لتجاوز كل هذه العقبات.

وعقبة واحدة لم أتوقعها بما فيه الكفاية، وهي أنه في الوقت الذي أشيد بوصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض باعتباره تجاوزاً لأكبر وصمة عار في أكبر ديمقراطية في العالم، اتضح أن الكثير من التحامل مازال قائماً.

وبعد قول هذا كله، فماذا كان كشف الحساب المرحلي لأوباما؟ وجوابي هو جيد باعتدال في السياسة الداخلية، وسيء للغاية في السياسة الخارجية. فالاقتصاد الأميركي في وضع أفضل من أي دولة متطورة رئيسية أخرى، وقد نما بما يقرب من نسبة 8% منذ الربع الأول من عام 2008. أما معدل البطالة فقد انخفض إلى ما دون 6%، وكان العجز في الميزانية الفيدرالية للسنة المالية 2014 ما دون 3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وفيما كان إدخال مشروع الرعاية الصحية «أوباما كير» كارثة بالمعنى الإداري، وهو يتحمل مسؤولية ذلك، إلا أن البرنامج بأكمله جلب ربما 10 ملايين شخص بالفعل ضمن تأمين الرعاية الصحية للمرة الأولى. وأوباما تحدث أقل عن الفقراء لكنه فعل المزيد لهم. لم يجر إصلاحات شاملة للهجرة بعد، لكن هذا سببه أساساً السياسيون الجمهوريون. وما فعله يعد سجلاً محلياً محترماً في الأوقات الصعبة.

وفي السياسة الخارجية، على نقيض ذلك، فإن الرئيس الذي توقع منه العالم الكثير قدم القليل جداً. ربما لم «يقدم على أشياء تتسم بالغباء» مثل غزو العراق، لكن هذا كل ما فعله. ورجل الدولة صاحب الرؤية في خطاب القاهرة عام 2009 اخفق في اغتنام فرصة الربيع العربي لا سيما في مصر، حيث أكثر من مليار دولار من المساعدات تمنح الولايات المتحدة نفوذاً حقيقياً.

خطأ انتخابي

وعلى صعيد التنمية، فإن الرجل الذي جاء إلى السلطة بوصفه شمال – جنوب بدلاً من شرق-غرب، لم يفعل أكثر مما فعل جورج دبليو بوش على صعيد مساعدات التنمية الأميركية إلى دول جنوب العالم. ولم يغلق غوانتانامو.

وكل هذا يؤدي إلى سؤال مهم: هل كانت الأولوية التاريخية التي وضعها الناخبون في الانتخابات التمهيدية للرئاسة للحزب الديمقراطي عام 2008 في الترتيب غير الصحيح؟ انتخاب أول أميركي أفريقي قبل انتخاب أول امرأة. فهيلاري كلينتون لديها المزيد من الخبرة..

وربما كانت ستكون أكثر صرامة في معظم النواحي كرئيسة للبلاد. كانت في السن المناسب حينها، فيما سيصبح عمرها 69 عاماً إذا فازت في عام 2016. وأوباما، بعد ثماني سنوات، ومع المزيد من الوقت في مجلس الشيوخ، وقضاء مدة وزيراً للخارجية أو نائباً للرئيس، كان يمكن أن يكون أفضل إعداداً لمواجهة تحديات عالم خطر.

سياسة ضعيفة

سمح الرئيس الأميركي باراك أوباما بتجاوز «الخط الأحمر» الذي وضعه على الأسلحة الكيماوية في سوريا، ومتابعة الرئيس السوري بشار الأسد تركيز نيرانه على المعارضة السورية المعتدلة، التي حضت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الرئيس أوباما على دعمها بقوة أكبر..

وهذا سمح لـ «داعش» بأن تحصل على موطئ قدم أكثر قوة. كما أن ضعفه في التعامل مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي كان يعني أن بعضا من السنة المستائين تحولوا إلى «داعش»، والآن يعود الأميركيون ليشاركوا عسكرياً مرة أخرى في العراق.

والفائز بجائزة نوبل للسلام قبل أوانه لم يزيل بعد كل العوائق أمام تحقيق حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين. وكان ضعيفا في الرد على عدوان بوتين في أوكرانيا. وفضيحة الرقابة الإلكترونية الواسعة النطاق من قبل وكالة الأمن القومي الأميركي أبعدت حلفاء رئيسين، خصوصا الألمان.

Email