العالم تجاهل مأساة أفريقيا باستجابته البطيئة لـمواجهة «إيبولا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من مجمل الأشخاص الذين توفوا من فيروس إيبولا، وعددهم بالألوف، فإن ثماني وفيات تخبرنا أكثر من غيرها عن الكارثة وحجم الوباء الذي يواجه السلطات في جميع أنحاء العالم. ففي منتصف سبتمبر، كان موظف في الإدارة المحلية واثنان من مسؤولي الخدمات الطبية، وواعظ، بصحبة ثلاثة صحافيين، يتنقلون عبر القرى النائية في جنوب شرق غينيا حيث بدأ تفشي المرض أولا. كانوا يحاولون تعليم السكان المحليين عن كيفية انتشار المرض، والحد من عدد الأشخاص المصابين، لكن الأمور لم تسر وفقا للخطة.

وبدلا من تقديم رسالتهم والانتقال إلى القرية التالية، فُقد أثرهم. وجثثهم وجدت بعد ذلك في مرحاض القرية. فقد قتلهم القرويون. ومثل هذا العنف ليس حدثاً معزولاً. وكانت هناك تقارير أخرى عن محليين هاجموا مستشفيات وعمال إغاثة وأطباء على امتداد غرب إفريقيا. والمحليون لا يثقون بالغرباء ويخافون منهم. ومع الفقر المدقع يأتي الجهل والخوف والخرافات. ويفضل كثيرون استشارة أطباء القبيلة.

عامل مشترك

وهناك عامل مشترك بين كل بلدان غرب إفريقيا المحاصرة بالفيروس. فقد أوجد الفقر المدقع، وسوء الصرف الصحي، وسوء التغذية مجموعة الظروف لنمو الفيروس.

وفشلت منظمة الصحة العالمية في اطلاق تحذيرات بشأن خطورة تفشي الوباء لعدة أشهر، فيما حاولت حكومة ليبيريا إلقاء اللوم على شعبها، بحجة عدم ثقتهم بعمال العناية الصحية وممارسات الدفن وعدم احترام نصائحها، لكن شعوب تلك الدول الفقيرة خذلتهم حكوماتهم بإخفاقها في إعطاء أولوية للتعليم وتطوير البنى التحتية، والعالم الآن يشهد النتائج.

لو بدأ تفشي إيبولا في دولة غربية، بدلاً من إفريقيا، لكانت الاستجابة العالمية مختلفة. ورد الغرب كان قصير النظر بشكل مخيف. ولن ينحسر هذا المرض إلا عندما يعدي كل شخص مصاب، في المعدل، أقل من شخص واحد بالعدوى. لكن المرض كان يقفز فيما سلطات الصحة العالمية كانت تسير متثاقلة. ولا يمكننا إلا أن نأمل أن لا يكون الوقت قد فات للحاق به.

Email