ملفات داعش والمناخ وايبولا في نيويورك تكشف النزعة للتحكم بالرأي العام

الزعماء يخفون المعلومات وُيخضعون البشرية لرؤيتهم

أوباما ناشد دول العالم التعاون مع أميركا ضد »داعش« أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل قادة العالم استقطاب الأنظار في مدينة نيويورك في إطار المشاركة في جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وقد أخرج بعضاً منهم حصانته الدبلوماسية وسجلات حقوق الإنسان الخاصة به من الظلال لإخضاعها للنقاش والجدل. وتناوب القادة، في هذا العرض الاحتفالي التقليدي، لعب أدوار غير متنازع عليها في التعبير عما يريدون أن تفكر فيه الجماهير، وخاطبوا الناس من مقر الأمم المتحدة. وولد حضور هؤلاء فحسب زحمة سير خانقة مثيرة للأعصاب، وبعث وجودهم ترددات حركة لا تنتهي، وكأنك رميت حجراً في مياه بركة متعكرة. تمحورت موضوعات جدول أعمال اجتماع هؤلاء القادة حول النقاط التالية:

عود على بدء

تشكل مسألة تغير المناخ موضع الاهتمام الرسمي للأمم المتحدة، إنها حيلة تبييض الأموال حول العالم المعروفة سابقاً بـ»الاحتباس الحراري العالمي من صنع الإنسان«، وقد عادت في جولة أخرى من التكليف بنشل الضرائب. وتشكل حقيقة احتلالها الأولوية على أجندة أعمال هذه السنة، في ظل الأزمات الفعلية، الممتدة في أنحاء العالم، مسألة ينبغي أن تثير المخاوف حيال الدافع الحقيقي لمقترحيها.

ويعمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نفسه على إبراز مسألة تغير المناخ، في مسعى منه لجعل الكادحين يصابون بالذعر من غضب المناخ ،ويقدمون طوعاً على إفراغ جيوبهم في صندوق التبرعات، على أن تتم إعادة توزيع التبرعات على دول العالم الثالث، تحت غطاء أحد برامج إنقاذ المناخ الصورية المزيفة. ليس هناك من مشكلة جوية تجد حلاً لها في الأموال المرسلة إلى دول العالم الثالث.

محاربة التنظيم

وتناقش الجمعية كذلك مسألة تنظيم »داعش«، حيث ناشد الرئيس الأميركي باراك أوباما الدول الأخرى لمدّ اليد والتعاون معه، عقب التوصل أخيراًإلى قرار بقصف أهداف التنظيم في سوريا وتسليح الثوار، لحشد التأييد وبث التوتر في أوساط الآخرين حيال الأجندات المستترة. منذ عام واحد فقط، كان يعتبر قصف سورية وتسليح الثوار بهدف عزل الرئيس السوري بشار الأسد فكرة سيئة على نطاق واسع. وقد بدّل بروز »داعش« الوضع تماماً.

محاولات محو الوباء

تستغل الأمم المتحدة الوقت على النحو الأفضل، إذا ما فكرت في طريقة لمواجهة حرب العصابات التي يتبعها »داعش« بشكل يكون مقبولاً لدى كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. على الرغم من أن ذلك قد يستحوذ على تذمر بعض الأطراف حيال الرغبة في إرسال الجانب الرابح إلى لاهاي. وقد أجبر تنظيم »داعش« في أحدث فيديو دعائي له، الرهينة البريطاني الجنسية، جون كانتيل على القول: »لم نشهد منذ حرب فيتنام مثل هذه الفوضى الكامنة، التي تلوح في الأجواء«. وينطوي هذا القول على تهديد على جبهتي الصورة والدعاية، كما يحمل تهديداً عسكرياً.

وتوجد على قائمة أعمال الجمعية، مسألة تفشي وباء إيبولا. وتقف بوجه محاولات احتواء الوباء، من إيجاد محاجر صحية وإجراء فحوصات طبية، مزاعم جماعات الحقوق المدنية، التي تعتبر أن أي شكل من أشكال احتجاز الحريات القسري ينبعث من مخططات حكومية شريرة، سيما بغياب معلومات واضحة عن النوايا الاستراتيجية ذات العلاقة.

أرسل أوباما ثلاثة آلاف عنصر من الجيش الأميركي إلى إفريقيا بهدف محاربة »إيبولا«. لكن، بما أنه لا توجد استراتيجية عسكرية للوباء، فلن يخسر أوباما شيئاً من استغلال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شرح كيف يمكن للمساعدة العسكرية أن تخدم الأجندة المقررة.

يتعين على القادة المجتمعين أن يقوموا بمحاولات صادقة تُعنى بالموضوعات المطروحة كل، من أجل تزويدنا بمعلومات تجدي نفعاً أكبر من محاولاتهم إخبارنا بما يجب أن نفكر.

 

تحديات

لن يتم استبعاد حيلة تغير المناخ بسهولة، وذلك بسبب عدد من الأشخاص، الذين باتوا معتادين على تفسير أي تغيّر مناخي بسيط أو أي تبدل غير مألوف في حالة الطقس على أنه إشارة حتمية على زوال محدق، ولا يمكن تجنبه إلا من خلال كرم تبرعات الأعضاء.

وعلى صعيد آخر يشكل تنظيم »داعش« تهديداً حقيقياً، إلا أن شروط الانضمام ونطاق المهمة يحتاجان لتحديد والتزام واضحين، ذلك أن روسيا والصين وآخرين لا زالوا يتذكرون كيف تمدد نطاق المهمة في ليبيا، وأدى إلى توريط البلاد في حالة الفوضى التي تعيشها اليوم.

من ناحية أخرى شاهدت مرةً فيلماً يحكي قصة فيروس خيالي خبيث شبيه بـ»إيبولا« موطنه إفريقيا، ويمحو من الوجود كل ما يلامسه بشكل مريع. كنت ممتناً حينها أن الأمر لا يقتصر إلا على حدود الخيال. لكن، مع تفشي وباء إيبولا الفعلي اليوم في إفريقيا واكتشاف بعض الحالات في أمكنة أخرى من العالم، يبدو أن الرعب يصبح حقيقة.

Email