صراع

الصين الرابح الوحيد في أوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

على امتداد جيل كامل، ظلت العلاقات الأميركية الروسية تعتبر صفحة من التاريخ. فمنذ نهاية الحرب الباردة وروسيا تحتلّ هامشاً ضيقاً من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، وكثير من دول العالم، لاسيما مع اعتبار قوتها وأهميتها على الساحة الدولية أمراً من الماضي. إلا أن تلك الحقبة قد وصلت الآن إلى نهايتها.

فمن المؤكد أن الصراع الجاري بين الولايات المتحدة وروسيا حول أوكرانيا غير متكافئ، في ظل تفاوت موازين القوى بين جهتي النزاع. لا يمكن لروسيا كما لا يسعها أن تدعي ندّيتها للدولة المسيطرة على العالم.

ويمثل مصير أوكرانيا أهمية كبرى لدول أوروبا الشرقية الأخرى كما لوسط وغرب أوروبا. حيث إن تصاعد المخاوف الأمنية في القارة الأوروبية سيؤدي إلى تراجع التجارة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، ويسفر عن أزمة ثقة.

تخرج عن سياق النفوذ الأميركي متصاعد الوتيرة دولة وحيدة، هي الصين. فالتراجع الحاد في الروابط الاقتصادية الروسية مع الدول المتقدمة يجعل الصين الاقتصاد الأساسي الوحيد الواقع خارج إطار نظام العقوبات الذي تقوده أميركا. ويضاعف هذا من أهمية الصين بالنسبة لروسيا، ويعد بوصول أكبر إلى مصادر الطاقة الروسية، والتكنولوجيا العسكرية لديها.

ما من شك في أن روسيا ستدفع ثمن أفعالها في أوكرانيا، أما السؤال بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها فيبقى: هل سيكون الثمن المحدد متوافقاً مع ذاك الذي وضعته؟

Email