المخاطر السياسية مرشحة لمزيد من التفاقم في تركيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما الذي يوضحه لنا المستوى المتواضع لإقبال الناخبين على الانتخابات الرئاسية التركية فيما يتعلق بوضعية الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان؟

إننا نعرف أن عدد الأتراك الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، في أول انتخابات رئاسية مباشرة في تاريخ تركيا، أقل بنحو 13% من عدد الناخبين في الانتخابات البلدية التي أجريت في 30 من مارس الماضي.

وبالحصول على 51.69% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تجنب أردوغان وحزب العدالة والتنمية جولة إعادة في هذه الانتخابات. وقبل الآن، كان البرلمان التركي المُنتخب هو من يُعين رئيس البلاد.

وبينما يتضح أن نسبة صغيرة من المصوتين لحزب العدالة والتنمية لم تحول أصواتها هذه المرة لجهة أخرى، إلا أن بعض الأتراك ممن صوتوا لحزب الحركة القومية في مارس الماضي صوتوا أخيراً لحزب العدالة والتنمية.

ويتعين على أردوغان، في كل الأحوال، الأخذ في الحسبان بمسألة مستوى الإقبال، فقد خسر 50% من الناخبين المُؤهلين الذين تبدو الحاجة ماسة لهم لإجراء استفتاء الإصلاح الدستوري الذي يعطي الرئيس صلاحيات أكبر.

يعد خصم أردوغان السياسي أكمل الدين إحسان أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري التوافقي، وحزب الحركة القومية، الضحية الحقيقية لانخفاض الإقبال في الانتخابات الرئاسية. ورأى أوغلو يوم الانتخابات أن دعمه قل، تماماً كما لاحظت مجموعة الأحزاب السياسية الأخرى الأصغر حجماً. ويبدو أيضاً أن أوغلو كان المرشح الذي واجه أكبر خسائر جذرية.

ويصب الفوز الثاني في هذه الانتخابات في مصلحة المرشح الكردي صلاح الدين دمرتاش، من حزب السلام والديمقراطية. فقد حصل على نحو 10% من الأصوات.

وكان ما يزيد بقليل على نصف هؤلاء الذين توجهوا للتصويت أخيراً قد صوتوا لأردوغان في أول انتخابات رئاسية يتم التصويت عليها مباشرة. وهذا يشير إلى ارتفاع المخاطر السياسية في تركيا في المستقبل.

Email