حشد كبير من الحلفاء يمكنهم التصدي بنجاح لتنظيم «داعش»

صقور واشنطن مذعورون من داعش

أداء الجيش العراقي في القتال كان محبطاً أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

تسببت مكاسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أخيراً، بتزاحم الصقور الجمهوريين على البرامج الحوارية. وقال النائب بيتر كينغ: «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة الأميركية»، ودعا السيناتور جون ماكين إلى ضرب التنظيم في سوريا والعراق.

وقال السيناتور ليندسي غراهام إن استخدام القوة الجوية لمنع التنظيم المتطرف من الاستيلاء على العاصمة الكردية، أربيل، وبغداد لا يكفي، وأضاف: «يجب أن نستمر في مهاجمته». وقال لقناة فوكس نيوز: «ليست هناك من قوة في الشرق الأوسط يمكنها تحييد أو احتواء أو تدمير تنظيم الدولة الإسلامية، دون مساعدة القوة الجوية الأميركية على الأقل».

التهديد الوجودي لأميركا

وأضاف جراهام إن تنظيم الدولة الإسلامية «تهديد وجودي لوطننا»، متسائلاً «هل نريد حقاً السماح بمهاجمة أميركا؟».

ومن ثم جاء هذا التحذير من السيناتور غراهام: «إذا لم يُقدم (أوباما) على مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو سم رجالها بما شئت، فإنهم سيأتون إلى واشنطن. وهذا الأمر لا يتعلق ببغداد فقط، ولا بسوريا، وإنما بوطننا».

وأضاف: «أفكر أن أميركا قد تقع في مرمى النيران بسبب قدرة الإرهابيين على العمل في سوريا والعراق»، وقال غراهام «السيد الرئيس... ما هي استراتيجيتك لثني هؤلاء الأشخاص عن مهاجمة وطننا؟».

الكلام شبه الهستيري المتعلق بـ«التهديد الوجودي» لـ «وطننا»، وشبح الخوف من القول بأن «أميركا في مرمى النيران»، هو حرب حزبية، مُصممة لتخويفنا من شن حرب جديدة. ولكن قبل السماح لهذه «التحذيرات المتشائمة» بدفعنا مرة أخرى إلى حروب الشرق الأوسط الأهلية، الطائفية، التي نتجت عن التدخلات السابقة لنا، دعونا نتفحص عن كثب ما يقولون.

إذا كانت مكاسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هي حقاً «تهديد وجودي» للجمهورية ولمدننا التي توشك على الاحتراق، فلماذا صقور الجمهوريين لا يطالبون الرئيس الأميركي باراك أوباما باستدعاء الكونغرس مرة أخرى من عطلته الممتدة لخمسة أسابيع، للتصويت على شن حرب جديدة على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام؟

وفي نهاية المطاف فإن كينغ وماكين وغراهام، ينتمون إلى حزب يقاضي الرئيس الأميركي لاغتصاب سلطات الكونغرس. على الرغم من ذلك، فإنهم يطالبون الرئيس الأميركي باراك أوباما ببدء قصف دول ليست له أي سلطة عليها تخوله فعل ذلك، حيث إن تنظيم الدولة الإسلامية لم يهاجمنا.

كينغو ماكين وغراهام يريدون أن يلعب أوباما دور الرئيس الإمبراطور، وأن يشن حرباً استباقية لا يُخول الكونغرس الذي ينتميان له شنها.

أي نوع من الدستوريين، وأي نوع من المحافظين هم هؤلاء؟

هل غراهام محق بشأن قرب وقوع «التهديد الوجود لوطننا»؟ هل وجودنا كأمة في خطر؟ يقول غراهام لا قوة في الشرق الأوسط يمكنها وقف تنظيم الدولة الإسلامية بدوننا، هل هذا صحيح؟

بديل التدخل الأميركي

تركيا، وهي أمة تتألف من 76 مليون نسمة، لديها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومجهزة بأسلحة الولايات المتحدة، ولديها قوة جوية غير موجودة لدى داعش.

إذا نجح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالاحتفاظ بشمالي سوريا وغرب العراق، فمن سيعترف بهذه الخلافة؟ من سيتاجر معها؟ كيف ستحتفظ بولاء الشعوب، التي تفرض عليها أحكاماً إرهابية؟

حتى متى سيتحمل الأتراك والسوريون والعراقيون والأكراد والإيرانيون دولة «طالبانية» مجاورة؟ وهل يجب على تنظيم الدولة الإسلامية مهاجمة الولايات المتحدة؟ لدينا أكثر من وسيلة كافية للرد، من دون إرسال قوات أميركية. دعوا الشرق أوسطيين يأخذون زمام المبادرة في شن هذه الحرب الجديدة في الشرق الأوسط.

حرب شرقية

الحكومة السورية والجيش، وحزب الله في لبنان، والحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق، وإيران المؤلفة من 70 مليون نسمة، والأكراد في سوريا وكردستان كلهم ضد الدولة الإسلامية وعلى استعداد لقتاله.

كلهم حلفاء محتملون في الائتلاف لاحتواء أو سحق تنظيم «داعش»، كما هي حال روسيا فلاديمير بوتين، في حال لم تجمد الدبلوماسية الأميركية على غرار ثمانينات القرن العشرين.

Email