منعطف خطير في الحرب بين روسيا وأوكرانيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لن يكون أمراً مفاجئاً إذاً، كما كانت تخشى كييف، أن تحتوي قافلة المساعدات المُرسلة من روسيا باتجاه شرق أوكرانيا، أكثر من مجرد المواد الغذائية والإمدادات الأساسية.

فنحو 280 شاحنة انطلقت فيما يبدو من قاعدة عسكرية، دون موافقة كاملة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كان من المفترض أن تُؤخذ موافقتها، أو من الحكومة الأوكرانية. وساد التوتر مع وصول القافلة إلى الحدود. وأعلنت كييف أنها ستسمح بإدخال المساعدات، إلا أن جميع الشاحنات رفضت الدخول.

وفي الوقت الراهن، يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعداً لاستغلال أي انقطاع متصور للإمدادات. وكان الأمين العام لحلف "ناتو" أقر بأن هناك الآن "احتمالاً كبيراً" بأن تغزو نحو 45.000 من القوات الروسية المتمركزة على الحدود، البلاد.

وتعتبر القافلة أسلوب الرئيس الروسي بوتين التقليدي للاستعراض، حيث لا يعرف أحد تماماً ماذا يوجد وراء ستار العرض، فضلاً عن أنه تهديد خطير للسيادة الأوكرانية. وبهذا مارس بوتين حتى الآن، بخبرة عالية، وسيلة تهديد بالصراع لتحقيق مكاسب سياسية.

ولكن إذا سعى نحو حرب شاملة، فلن تكون هناك حاجة كبيرة إلى إدارة القضية مرحلياً. وتحيط قوات كييف حالياً بمدينة دونيتسك، التي تعتمد عليها روسيا، والتي تتجه إليها أغلب المعونات، وعليه فمثل هذا الحصار سيكون ذريعة كافية للتدخل "الوقائي"، وخاصة عندما تصف وسائل الإعلام الرسمية الروسية الجيش الأوكراني بالفرقة الفاشية المتعطشة للدماء.

وبقدر ما سيكون من الحماقة توقع أي شيء من بوتين، فإنه على الأقل يمكن أن تعلق الآمال على أنه سيلعب مرة أخرى لعبة "السياسة المسلحة"، التي تسعى لزعزعة استقرار أوكرانيا ودعم المتمردين، من دون ترجيح الإقدام على غزو واسع النطاق.

ومع ذلك، فقد وضع الرئيس الروسي الوضع الحالي على المحك. وباتت الوسائل الدبلوماسية تعنون طريق مسيرته. ويتوجب على القادة الغربيين تقديم كل مساعدة ممكنة لتحقيق التوازن لصالح حكومة بوروشينكو، لتمكينها من قمع الانفصاليين.

Email