مؤشرات

أزمة أوكرانيا يمكن أن تؤدي إلى صدام يندم عليه الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد أوكرانيا الأزمة التي يبدو أنها ليست في سبيلها إلى الانتهاء. فمن جديد تتضاعف المؤشرات الحافلة بالنذر، مع تصاعد أعداد القوات على الجانب الروسي من الحدود، والمناورات العسكرية التي يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها إلى اشتباكات، واشتداد حدة القتال الدائر حول جيوب المتمردين شرقي أوكرانيا.

وقد بدا مرتين فقط أن طريقاً للابتعاد عن المواجهة ينفتح، وكان انتخاب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو تجسيداً لمثل هذه اللحظة، حيث تجاذب أطراف الحديث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعقد اجتماعاً قصيراً معه، وأشاد الجانب الروسي بتفكيره الإيجابي، ولكن الفرصة سرعان ما تلاشت.

وقدم إسقاط الطائرة الماليزية فرصة أخرى لإعادة تقييم الموقف، حيث كانت المأساة صادمة للغاية، بحيث إن تغييراً سياسياً لم يكن يمكن النظر إليه باعتباره هزيمة روسية، بينما كان بمقدور حكومة كييف وحلفائها أيضاً تغيير موقفهم، من دون أن يبدو أنهم ضعفاء.

وقد شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في حواره الهاتفي أخيراً مع بوتين، على الرغبة في التوصل إلى حل دبلوماسي، وهي نغمة غالباً ما نسمعها، ولكن هل هي أكثر من مجرد خطاب؟ إن مثل هذه الدبلوماسية لا يتعين أن تكون علانية، وربما لا يمكن أن تكون كذلك، والآمال معلقة على أن تكون هناك على الأقل مشاورات عبر قنوات خلافية تحرز تقدماً، وإلا فإننا يمكن أن نكون إزاء صدام سيندم عليه الجميع طويلاً.

Email