الحرب الأهلية تضع جنوب السودان على شفا المجاعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه عدد مذهل يصل إلى 3.7 ملايين نسمة، أي حوالي ثلث سكان جنوب السودان، خطر المجاعة، حيث سببت الحرب الأهلية باندلاع كارثة إنسانية في البلاد. لكن عدداً كبيراً من الدول تجاهلت نداء الأمم المتحدة العاجل طلبا للمساعدة، أو لم ترتق إلى المستوى المطلوب في استجابتها، وينبغي على تلك البلدان أن تقوم بما هو أفضل من ذلك.

ومن أصل مبلغ مليار و27 مليون دولار كانت قد طالبت به الأمم المتحدة عام 2014، فإنه لم يرد إلا 385 مليون دولار. ويقول المسؤولون: إن جنوب السودان بحاجة إلى 230 مليون دولار على مدى الشهرين المقبلين لتفادي أسوأ مجاعة في إفريقيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما هلك مئات الألوف في أثيوبيا.

ولم يكن من المفترض حدوث ذلك. عندما أعلن جنوب السودان استقلاله منذ أكثر من سنتين عن السودان، كان الجميع مدركا أن النضال من أجل بناء دولة فاعلة سيكون عملا طويلا وشاقا. لكن البلاد الجديدة كان يؤيدها انصار أقوياء، بينهم الولايات المتحدة، التي دعت بشدة إلى استقلال جنوب السودان، وقدمت مساعدات كبيرة له، وكانت على استعداد للعمل مع قادة جنوب السودان عندما حاولوا حل النزاعات مع السودان بشأن الحدود والموارد النفطية، التي بدت حينها أنها التحديات الرئيسية أمام الدولة الجديدة.

لكن منذ ديسمبر الماضي، كان التهديد الأكثر زعزعة للاستقرار من منشأ محلي. عندما أدى تنافس سياسي بين رئيس جنوب السودان، سلفا كير من قبيلة الدينكا، ونائبه الأسبق رياك مشار من قبيلة النوير إلى اندلاع أعمال عنف. وقد اتهمت الأمم المتحدة الجانبين بارتكاب فظائع جماعية. واتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيرا خطوة هامة بإصداره أمراً تنفيذياً يسمح بفرض عقوبات على مسؤولين سودانيين جنوبيين، وقادة من المعارضة ينظر اليهم على أنهم يشكلون تهديداً للسلام.

لكن دعونا نواجه الأمر، يمكن الاعتماد في العادة على الجهات المانحة نفسها (الغرب واليابان) للرد على نداءات الطوارئ. أما الصين وروسيا، فتكادان لا تظهران على لوائح المساعدات. ويفترض بهما الانضمام إلى باقي العالم لضمان حصول شعب جنوب السودان على ما يكفيه من طعام. وستكون مأساة فوق الوصف إذا نال هذا الشعب استقلاله ليموت من الجوع بسبب قادته.

Email