بروز مودي يثير مخاوف الأقلية المسلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوجه الناخبون في الهند إلى صناديق الاقتراع خلال شهري أبريل ومايو لفترة انتخابية من خمسة أسابيع من المتوقع أن تؤدي إلى إيصال الحزب القومي الهندي، نارندرا مودي، إلى السلطة. وبائع الشاي السابق الذي يقود حزب بهاراتيا جاناتا اليميني، "حزب الشعب الهندي"، لطالما ربط هوية الهند ومصالحها بالدين السائد في البلاد، الهندوسية، وهذا النهج في الحكم يثير قلق الأقلية المسلمة ذات الحجم السكاني الكبير في البلاد، فضلاً عن العديد من الدول المجاورة.

في عام 2005، على سبيل المثال، رفضت الولايات المتحدة إعطاء تأشيرة دخول لمودي إلى أراضيها، استنادا إلى تقارير أفادت أنه عندما كان رئيس وزراء ولاية غوجارات غض الطرف عن أعمال الشغب التي تسببت بمقتل مسلمين عام 2002. لكن الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، قامت بإعادة العلاقات معه، حيث تبين أنه قد يصبح رئيس وزراء الهند المقبل.

ويحسب لمودي أنه اكتسب شهرة أيضا لبنائه اقتصاد دولته مع الحفاظ على سجل نظيف نسبيا. وتنتج غوجارات الآن حوالي ربع صادرات الهند، على الرغم من أنها تحوي نسبة 5% من سكانها. والعديد من الناخبين الهنود من الذين ضاقوا ذرعا بالتضخم، وانخفاض نمو فرص العمل، والفساد، هم على استعداد لدعم حزب "بهاراتيا جاناتا"، وفي الوقت نفسه إلحاق الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني الهندي الحاكم، والسلالة المتلاشية لعائلة نهرو غاندي.

ويشير مودي إلى أنه وضع ارتباطاته الطويلة الأمد بالنزعة الشوفينية الهندوسية جانبا لصالح الإدارة العملية للاقتصاد الهندي، ويقول في هذا الإطار: "أنا معروف بكوني زعيماً هندوسياً قومياً، لكن فكرتي الحقيقية تتمثل في "المراحيض أولاً، والمعابد في فترة لاحقة".

قوة إقليمية

لكن مودي يلمح في تصريحاته القليلة حول السياسة الخارجية أنه قد يحول الهند إلى سلطة إقليمية أكثر قوة. وقد وبخ الصين بسبب "عقليتها التوسعية" على سبيل المثال، وغالبا ما ينتقد باكستان. وقد ظهرت نزعته القومية اليمينية عندما أدعى أن أحد المعارضين السياسيين المعروفين هو "عميل باكستاني" لمجرد استخدامه نوع من الخرائط في حملته الانتخابية.

 وقد خاضت الهند ثلاث حروب مع باكستان، كما خاضت مناوشات على الحدود مع الصين. والبلدان الثلاثة جميعها الآن تمثل قوى نووية. لذلك من المهم دراسة ما إذا كان مودي سيشدد بحزم على المصلحة الوطنية على أساس معتقدات حول السيادة الهندوسية، الأمر الذي من شأنه أن يسيء أكثر إلى العلاقات مع تلك البلدان.

وما يثير القلق بشأن مثل هذه التعريفات للمصلحة الوطنية هو أن كلاً من روسيا والصين على حد سواء اعتمد عليها جزئيا لتبرير العدوان على الدول المجاورة.

وحاليا، أصبحت الطريقة التي تعتمدها الأمم في تعريف مصالحها الوطنية أكثر تعقيداً.

مصالح معقدة

في عهد الإمبراطوريات، كان تعريف المصالح الوطنية يجري إلى حد كبير من جانب حاكم ذي سيادة. وخلال الحرب الباردة، أكد كل طرف نموذجه الاقتصادي بأنه الأفضل (الشيوعية مقابل الرأسمالية). ومنذ ذلك الحين، ساعدت العولمة ونمو الديمقراطية وتوسيع التحالفات مثل الاتحاد الأوروبي، في إسكات القومية المستندة إلى الأيديولوجية، أو الأسلاف والنسب، أو الدين، أو حتى الأراضي.

والدول التي تحدد المصالح بناء على قيم شاملة أوسع نطاقا، مثل الحرية الشخصية وحكم القانون، اخذة في الازدياد من حيث العدد. وربما يكرر مودي هذا السطر في حملته الانتخابية، لمعرفته بهذا التحول: "الحكومة الهندية لها دين واحد فقط: الأمة أولا، الهند أولا. وكتاب مقدس واحد فقط هو الدستور".

ونظراً لكونها أكبر ديمقراطية في العالم، وهو إنجاز في حد ذاته نظراً لمستوى الفقر في البلاد، فإن الهند ربما ساعدت في تقليم أظافر مودي القومية المستندة إلى الهندوسية. اذا اصبح الزعيم المقبل للهند، سيكون عليه إبراز رؤية أكثر شمولاً للمصلحة الوطنية مما فعل في الماضي. فمزيد من الدول تعتمد على الهند في أن تكون قوة سلمية في العالم.

Email