«الآمش» رقم صعب في انتخابات الرئاسة الأميركية

 ترامب متحدثاً خلال تجمع انتخابي في كاليفورنيا | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم انعزالهم واختيارهم العيش على هامش المجتمع الأميركي في المناطق الريفية البعيدة عن المراكز المدنية وعن صخب الحياة الحديثة، قد يتحول «الآمش»، وهم مجموعة دينية مسيحية لا يزيد تعداد المنتمين إليها في الولايات المتحدة عن 300 ألف شخص، إلى رقم صعب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

فالجزء الأكبر من مزارع «الآمش» وأماكن إقامتهم هي في ولايات بنسلفانيا وأوهايو وإنديانا، حيث يعيشون في محميات طبيعية خالية من كل مظاهر التكنولوجيا الحديثة. فيعتمدون عربات الخيل بدل السيارات ويلبسون الأثواب المسيحية المحتشمة، ولا يستخدمون الكهرباء ولا يشاهدون التلفاز، أضف إلى ذلك أن عقيدتهم الدينية لا تشجعهم على المشاركة في الانتخابات الأميركية، وتحثهم على اجتناب الإدلاء بأصواتهم وتأييد أي من المرشحين.

لكن في عامي 2000 و2004 سجل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، سابقة تاريخية بإقناع مجموعات من «الآمش» بالاقتراع والتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية، إلا أن نسبة هؤلاء الناخبين لم تتجاوز العشرين في المئة ممن يحق لهم التصويت، ما ساعد بوش حينها علاقته الجيدة بكنائس الآمش، وانتماؤه إلى الجناح المسيحي المحافظ في الحزب الجمهوري.

وتستعد الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب لإطلاق حملة دعائية تعتمد الوسائل التقليدية كالمناشير واللوحات الإعلانية والصحف المكتوبة في ولايتي بنسلفانيا وأوهايو، في محاولة لإعادة تجربة بوش وإقناع الناخبين الآمش بالتصويت لصالح ترامب.

ورقة رابحة

ويرى الخبراء في الانتخابات الأميركية أن أصوات هذه الأقلية الدينية المسيحية في ولايتي بنسلفانيا وأوهايو اللتين تعتمدان النظام الانتخابي الأكثري، ستكون الورقة الرابحة التي قد تحدد الفائز في معركة نوفمبر بين ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

ويشكك هؤلاء الخبراء بفاعلية الحملة الدعائية للملياردير النيويوركي الليبرالي وسط مجموعة دينية لا تعتقد أصلا بجدوى العملية الانتخابية، ويتعارض نمط عيشها مع نمط الحياة الأميركي. كما تتعارض معتقداتها الدينية الداعية إلى الزهد والتواضع والسلام، مع كاريزما ترامب الغوغائية، وصورته كرجل ثري متفاخر يبحث عن الأضواء والشهرة.

Email