مساعد البشير يؤكد أن السودان جزء من أي تحالف ضد الإرهاب

إبراهيم حامد لـ«البيان »: علاقاتنا مع الخليج في أفضل حالاتها

■ مساعد البشير خلال حواره مع «البيان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد إبراهيم محمود حامد مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، أن الحكومة السودانية لن تتهاون تجاه أي أعمال إرهابية تقوم بها الحركات المتمردة في الجامعات السودانية، في ذات الوقت الذي وصف فيه قادة التمرد بأنهم أمراء حرب لا يريدون السلام..

كما طالب حامد زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي بتحديد موقفه، هل هو مع العملية السلمية أم أنه مع البندقية والحل العسكري الذي تتبناه الجبهة الثورية المتمردة..

فيما سخر من دعوات القوى السياسية المعارضة للشعب السوداني بالتظاهر، وقال بأن القوى السياسية فشلت طيلة حكم الإنقاذ الممتد لـ27 عاما في تحريك الشارع، وتحدى حامد تلك القوى بإخراج مظاهرة واحدة، وقطع بأن الحكومة لن تسمح بتخريب منشآت الشعب السوداني.

وحول علاقات بلاده الخارجية أكد مساعد الرئيس السوداني في حوار مع «البيان» ان علاقات السودان مع دول مجلس التعاون الخليجي في أفضل حالاتها.

مشيرا إلى أنها تشهد تطورا مطردا في كافة المجالات، مجددا حرص بلاده لتكون جزءا من أي تحالف إقليمي من اجل مكافحة الإرهاب والحد من تمدده في المنطقة، وكشف عن تحوطات فكرية وأمنية وضعها السودان لمنع تسلل الأفكار والحركات الإرهابية إلى السودان.

فيما يلي نص الحوار:

العلاقات الخارجية

الإقليم يموج بالأحداث والانفلاتات أين يقف السودان من ذلك..؟

السودان ينعم بأمن واستقرار في محيط يشهد اضطراباً غير مسبوق ويشهد انهياراً للحكومات والأنظمة وينفرط فيها عقد الأمن بصورة كبيرة جدا، وهذا يجعل التحدي أمامنا كبيرا جدا، فالسودان يعيش في محيط مضطرب تتعاظم فيه التحديات ونحن نبذل قصارى جهدنا ليستمر الأمن والاستقرار في السودان وهو مطلب أساسي.

هناك مخاوف من تسلل المجموعات الإرهابية الى السودان من دول الجوار ما تحوطاتكم لذلك..؟

نحن ترتيباتنا على المستوى الاستراتيجي تعتمد على الأمن الفكري كيف نحصن شبابنا ومواطنينا ضد الأفكار المتطرفة، وهذا يبذل فيه جهد كبير على مستوى مؤسساتنا التربوية والتعليمية والدعوية والعلماء والمساجدو كلها تسير في برنامج للتحصين الفكري،..

كذلك لدينا ترتيبات من الجوانب الأمنية الداخلية والخارجية عبر التنسيق مع الدول في محيطنا الإقليمي على المستويين الافريقي والعربي وعلى المستوى العالمي.

ما هي قراءتكم للتحالفات التي تشكلت في المنطقة، وماذا تعني مشاركة السودان في تلك التحالفات..؟

السودان يدرك أن التطرف والإرهاب ليس له حدود، لذلك يسعى للتنسيق المستمر لذلك تجد السودان جزءاً من عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، لأننا ندرك خطورة ما بدأ باليمن والذي سنتأثر منه كلنا إذا لم نتحرك بالسرعة المطلوبة..

وكذلك نحن جزء من التحالف الإسلامي، لأننا نعتقد بأن كل هذا الخلل الأمني أو جله يجري في دول إسلامية لأسباب مختلفة، لكنه في النهاية إما تطرف يأتي من الخارج أو فتنة داخلية، وجزء من هذا الإرهاب المنظم يستهدف الدول الإسلامية، ونحن جزء من محاربة أي أعمال إرهابية على مستوى الإقليم والدول الإسلامية ونتعاون مع كل العالم في ذلك.

هل طرح لكم في التحالف العسكري الإسلامي التدخل البري في الحرب ضد تنظيم داعش..؟

لم تعرض على السودان حتى الآن المشاركة في أي حرب ضد تنظيم داعش في أي دولة في إطار خطط التحالف.

رغم الانفتاح الذي حدث في علاقات السودان الخليجية إلا أن البعض ينظر لتلك العلاقات بأنها دون الطموح ما تقييمكم..؟

علاقاتنا مع السعودية ودول الخليج العربي الآن هي في أفضل حالاتها وتمضي الى تمتين العلاقات الاستراتيجية في كل المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ونحن ننظر لتلك العلاقات بعين الرضا، سواء كانت العلاقات التي بيننا والسعودية أو الامارات وقطر وغيرها من دول الخليج ونسعى لتقويتها أكثر.

الحوار الوطني

تجاوز الحوار سقفه المحدد ولم تظهر حتى الآن نتائجه، ما هي أسباب تأخر إعلان توصيات الحوار..؟

الحوار لم يتجاوز سقوفه الزمنية.. الحوار الآن انتهى من المرحلة الأولى وهي مرحلة نقاش القضايا وهو ليس حوارا للمحاصصات وقسمة السلطة والثروة، وإنما هو حوار حول القضايا الاستراتيجية للدولة السودانية والمطلوب ليس الخروج بتوصيات فقط، بل الخروج بوثيقة وطنية تتضمن المصالح الاستراتيجية لدولة السودان..

لذلك هو حوار لإنجاز اكبر مشروع وطني في تاريخ السودان، هو أن يتوافق أغلبية اهل السودان على وثيقة وطنية تبقى هي الأساس لدستور دائم وحكم البلاد..

وهذا ما نسعى لإخراجه، الآن الحوار بدأ مرحلة تبويب التوصيات وإعداد الوثيقة الأولية والعمل الحقيقي يأتي في المؤتمر العام الذي يشرك فيه رؤساء الأحزاب لمناقشة التوصيات ومقترح الوثيقة، وعملية الحوار لا تزال مستمرة وحتى نهاية الشهر كنا في نقاش مع الرافضين.

زعيم حزب الأمة ذكر أخيراً بأن هناك مساعي لتعديل خريطة الطريق الأفريقية..؟

الصادق المهدي حتى الآن لم يقل لماذا يرفض التوقيع على خريطة الطريق.. إنها واضحة وهي طريق للسلام وليست اتفاقاً والذي يرفض الطريق هو الذي يرفض السلام ولم يقل سببا واحدا مقنعا حتى الآن، فالحكومة ملتزمة بالخريطة، فحجج المهدي غير مقنعة حتى للاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، وكذلك الحركات المسلحة لم تقل لماذا لم توقع على خريطة الطريق.

برأيك ما هي الأسباب التي منعتهم من التوقيع..؟

السبب برأيي هو اعتقادهم بأن المضي في طريق العنف والحرب والدمار، وأن الخيار العسكري يمكن ان يحقق أهدافهم حتى لو تطاول أجل الحرب.

ولكن الحركات المسلحة أعلنت عقب اجتماعهم بباريس وقف إطلاق النار حتى اكتوبر المقبل..؟

هؤلاء أمراء حرب، إذا كانوا حقا يريدون وقف إطلاق النار لوقعوا على خريطة الطريق التي نصت على أنه وبمجرد التوقيع على هذه الخريطة يعلن الطرفان وقف العدائيات ووقف إطلاق نار بشكل دائم، هم يريدون ان يطلقوا البيانات السياسية للإعلام فقط، فعندما أعلن الرئيس عمر البشير وقف إطلاق النار كان لديهم أكثر من 117 خرقاً لذلك، ومعظمها خروقات لنهب السودانيين.

دعاكم زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي للاقتداء بالرئيس الأسبق إبراهيم عبود والتنازل عن السلطة وحرض الشعب السوداني على الانتفاض..؟

على الصادق المهدي تحديد موقفه، هل هو مع السلام والطرق السلمية أم هو مع البندقية، لا يمكن أن تكون في تحالف مع المتمردين الخارجين على القانون من الإرهابيين وحزبك يعمل داخل السودان..

فالدولة ستضع حدا لذلك إما أن يكون حزب المهدي مع الأحزاب التي تسعى لتحقيق أهدافها بالوسائل السلمية أو تكون مع الذين يتبنون الخيار العسكري لإسقاط النظام، وكذلك عليه أن يحدد موقفه هل هو مع العلمانية وفصل الدين عن الدولة كما قال ياسر عرمان أم هو مع خيار معظم الشعب السوداني فهو موقفه غير معروف حتى الآن.

بالتزامن مع دعوة المهدي توالت الدعوات للتظاهر على خلفية مقتل طالبين بالرصاص داخل جامعتيهما..؟

نحن نعلم تماما بأن الشعب السوداني لا تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب، طوال الـ27 سنة الأخيرة لم يستطع حزب الأمة ولا الأحزاب العلمانية العنصرية ان تخرج مظاهرة..

وأتحداهم أن يستطيعوا إخراج مظاهرة واحدة في أي من مدن السودان، فقط يستخدمون الطلاب لتحقيق أهدافهم بزجهم في عنف تزهق فيه أرواح الطلاب ثم يؤثر على استقرارهم ومستقبلهم الأكاديمي، لم يستطيعوا أن ينفذوا ولا عملاً سياسياً واحداً ولكن نحن نقول لهم إذا كانت لديكم جماهير يجب ان توقعوا على السلام وتأتوا لانتخابات ديمقراطية، ماذا فعل المهدي حتى يقول للشعب السوداني بأنه سيأتيهم بالمن والسلوى.

هم يبررون خروجهم بأن الدولة تواجه تظاهرا سلميا بقمع وقوة مفرطة..؟

نحن لا زلنا نذكر زعيم الحزب الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نقد عندما خرج لمظاهرة دعا لها قادة المعارضة ورفع لافتة كتب عليها «حضرنا ولم نجدكم» وأعتقد أن تلك اللافتة لا تزال مرفوعة، الآن يقولونها في الوسائط، اقرأ وسائط المعارضة كلهم يتحدثون، حضرنا للمقابر ولم نجدكم، وحضرنا للمشرحة ولم نجدكم، الشعب السوداني يعلم أين مصلحته.

الإجراءات ستطال كل من يتعاون أو يتعامل أو له علاقة مع الحركات الإرهابية، سواء كان حزب الأمة أو أي حزب آخر، وكل طالب يحاول استخدام الجامعات كمنصة لحركات إرهابية سوف يتم حسمه ولن يتم التهاون في ذلك..

هل اتخذتم أي إجراءات وتحوطات تحسبا لأي تظاهرات محتملة..؟

الجامعات عانت من الأعمال التخريبية والمؤسسات التعليمية، بنيت بعرق الشعب السوداني تحرق بأي حركة يقوم بها الطلاب الإرهابيون في الجامعات ولن نسمح منذ الآن بتخريب منشآت الشعب السودانيو ولن نسمح باستغلال الجامعات للأعمال الإرهابية.

التزام سوداني ببناء مجتمع المعلومات

أعلن السودان التزامه التام بإعلان المبادئ الصادر عن قمتي جنيف وتونس للأمم المتحدة في ما بخص بناء مجتمع المعلومات، تقديرا لما له من دور في تعضيد جهود تحقيق التنمية المستدامة.

واستعرضت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تهاني عبدالله عطية في مداخلاتها خلال جلسات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي انعقد أخيراً بجنيف، ما حققه السودان من إنجازات على مستوى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق أهداف بناء مجتمع المعلوماتية.

وطالبت عطية في هذا الصدد الاتحاد الدولي للاتصالات وأعضاء المؤتمر بإصدار توصيات بشأن حرية إدارة التكنولوجيا للحصول على أحدث التقنيات وتقليل الفجوة الرقمية ولتعزيز بناء القدرات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتعزيز التنافسية وزيادة النمو الاجتماعي وتوليد فرص عمل جديدة وتقليص الفقر.

جهود سودانية

وتطرقت عطية في حديثها أمام القمة لما بذله السودان من جهود لتحقيق الأهداف الكلية للقطاع بتحقيق الانتقال والتطبيق الكامل للحكومة الذكية من أجل حوكمة رشيدة وشفافية مطلقة في المعاملات الحكومية.

وأشارت إلى أن السودان يعد من الدول السباقة والمتقدمة في مجال التشريعات والقوانين والمعايير المنظمة لاستخدام الاتصالات والمعلومات أهمها قانون حق الحصول علي المعلومات وقوانين جرائم المعلوماتية والمعاملات الإلكترونية وتنظيم الاتصالات والبريد وغيرها، بالإضافة لما تم من إنجازات على مستوى البنيات التحتية، مشيرة إلى مد شبكة ألياف ضوئية بطول 31 ألف كيلومتر..

فيما بلغ عدد النشط من شرائح الهاتف السيار حوالي الـ 28 مليون شريحة نشطة واشتراك أكثر من 11 مليونا في خدمات الإنترنت من جملة عدد السكان المقدر بـ35 مليونا. وكشفت عطية عن سعي السودان بصورة جادة لجعل شركات الاتصالات شركات مساهمة عامة لإتاحة الاستفادة من جزء من أموالها في تنمية وتطوير البلاد.

تطبيقات عديدة

وقالت ان الحكومة بالاستفادة من هذه البنيات التحتية أطلقت عددا من التطبيقات لتقديم الخدمات للجمهور إلكترونيا في مجالات المال والصحة والتعليم والانتقال برقم المشترك وإجازة سياسات وطنية للاتصالات والمعلومات والبريد وإطلاق خدمة الجيل الرابع.

وأضافت أن هذا يأتي في إطار خطة للحكومــة الإلكترونية والانتقال للحكومة الذكيــة بحلــول العــام 2020.

السودان: علاقاتنا مع مصر أزلية

شدد إبراهيم محمود حامد مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، أن علاقة بلاده مع مصر أزلية، ولكن هذا لا يعني التنازل عن حلايب، فنحن متمسكون بسودانية حلايب وستظل سودانية..

وكل الوثائق والتاريخ يثبت أن حلايب جزء من الأراضي السودانية. وأضاف: إن خيارنا أن تعالج الأزمة بالطرق السلمية والتحكيم الدولي والطرق المعروفة لحل مثل هذه النزاعات، ولكن ليس من مصلحة الدولتين اللجوء لأي خيارات أخرى غير الطرق السلمية. الخرطوم ــ البيان

سعي سوداني لاستقرار جاره الجنوب

أكد السودان أنه سعى مع كل الأصدقاء حثيثاً من أجل توفير الأمن والاستقرار في الجارة الجنوبية، لأنها دولة مهمة جداً.

وقال إبراهيم محمود حامد مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، إن السودان تربطه علاقات ومصالح مشتركة مع جنوب السودان بحكم أننا كنا دولة واحدة، لذلك نحن كنا ولا زلنا حريصين على أن يستتب الأمن والاستقرار في جنوب السودان، وما تم خطوة في الطريق الصحيح، وسندعم ذلك وسنسعى لأي جهد يؤدي إلى المصالحة الاجتماعية في جنوب السودان.

اتفاق سعودي سوداني على استخراج المعادن من البحر الأحمر بحلول 2020

أعلن وزير المعادن السوداني، أحمد صادق الكاروري، أن بلاده والمملكة العربية السعودية، اتفقتا على بدء استخراج الموارد المعدنية، بما فيها الفضة والذهب من البحر الأحمر بحلول عام 2020.

ويدرس البلدان المطلان على البحر الأحمر، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، كيفية استغلال الاحتياطيات المعدنية التي يعتقد أنها موجودة على عمق ألفي متر تحت سطح البحر.

وقال المدير العام بوزارة المعادن السودانية، محمد أبو فاطمة، إن من المتوقع أن يحقق مشروع التعدين المقترح، الذي سيشمل الذهب والنحاس والفضة، إيرادات تقارب 20 مليار دولار.

وكان وزير النفط السعودي، علي النعيمي، زار السودان الأربعاء الماضي، ووعد بزيادة الاستثمارات في هذا البلد.

وصرح النعيمي للصحافيين لدى وصوله الخرطوم: «هذه الزيارة هي جزء من تحركاتنا للاستثمار في المنطقة». وأضاف: «في السودان، سنركز على الاستثمار في قطاع التعدين». الخرطوم-الوكالات

Email