كوارث 10 سنوات كشفت عورات وأقالت وزراء

خطة مصرية لتجديد شباب السكة الحديد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى 10 آلاف كيلومتر مربع تمتد شبكة «سكك حديد مصر»، تقلّ ملايين يومياً 85 في المئة منهم من الفقراء ومحدودي الدخل، إلّا أن هذه الشبكة تعاني أعراض شيخوخة مزمنة، وتسبّبت الكوارث التي وقعت في إقصاء العديد من وزراء النقل خلال السنوات العشر الأخيرة، قبل أن يأتي وزير النقل الجديد سعد الجيوشي، محاولاً وضع خطة تطوير شاملة لهيئة السكك الحديدية، فهل ينجح فيما فشل فيه الآخرون؟

 

ولعل الحجة الدائمة التي لعب على أوتارها مسؤولو الهيئة خلال السنوات الفائتة هي العجز في موارد الهيئة، ومن ثمّ عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات الصيانة والتحديث والنظافة الداخلية للقطارات والمحطات، لكن الحقيقة أنّ الجهات الرقابية كشفت العديد من الملفات الشائكة، منها ملف الأراضي المملوكة للهيئة التي تتجاوز 191 مليون متر مربع معظمها منهوبة، وملف مواجهة جيوش الموظفين الفائضة على حاجة العمل والهيئة، وضبط منظومة النقل التي تعرضت للإهمال والتخريب على مدى سنوات طويلة.

 

أوجه قصور

 

وفي محاولة التصدي لأعراض الشيخوخة المزمنة التي تعانيها الهيئة ومحاولات الإفساد المتعمد، قرر وزير النقل المهندس سعد الجيوشي فتح تحقيق عاجل وموسع لدراسة أوجه القصور والإهمال، ومن بينها كشف سر الحرائق المتكررة في عربات السكك الحديدية، مشدّداً على ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة لضمان عدم تكرار تلك الحوادث مرة أخرى، ومحاسبة من يثبت تقصيره في عمله.

 

ووجه الوزير رئيس هيئة السكك الحديدية أحمد حامد بالمتابعة الميدانية أولاً بأول لجميع مرافق الهيئة من قطارات وأرصفة وشبابيك تذاكر، فضلاً عن عودة الانضباط في مواعيد التشغيل والمتابعة الدورية لحركة القطارات، وتذليل أي عقبات تعترض مصنع «سيماف» الذي يتولى تصنيع القطارات الجديدة ضمن اتفاقية تصنيع 212 عربة جديدة لتعمل على خطوط السكك الحديدية كافة.

وأكد الوزير أنّ «خطة التطوير ستشمل أيضاً تطوير البنية التحتية والأساسية من مزلقانات ومحطات وسكك حديد ونظم إشارات وأسطول الوحدات المتحركة من عربات وجرارات، ويصب ذلك الهدف في تحسين الخدمة المقدمة للمسافرين».

 

قرارات حاسمة

 

بدوره، قال المستشار الإعلامي لوزارة النقل أحمد إبراهيم لـ«البيان» إن «الوزير يعكف حالياً على دراسة كل الملفات الخاصة بوزارة النقل والمرافق التابعة، وعلى رأسها مرفق السكك الحديدية، وتمّ تشكيل لجان وتكليفها بإعداد دراسة موسعة وتفصيلية عن كل أزمة تعانيها السكك الحديدية، وعلى رأسها أزمات الفساد الإداري والمالي، وأزمات الإهمال والعشوائية التي ضربت السكك الحديدة والقطارات التي تقل المواطنين»، لافتاً إلى أنّ «الوزير يتابع عن كثب عمل تلك اللجان وفي انتظار نتائج دراساتها لاتخاذ خطوات وقرارات حاسمة على أسس علمية».

 

تغيير سياسات

 

 

يرى خبير النقل أسامة عقيل أنّ «قطاع السكك الحديد مثل كل قطاعات النقل العام يعاني الإهمال والفوضى والفساد التي تسببت في عشرات الكوارث التي طالتها خلال العقد الماضي، أبرزها الحوادث الحرائق التي تلتهم عربات القطارات بركابها، نتيجة الإهمال والتسيب والسماح بوجود مواد مشتعلة أو قابلة للاشتعال». وشدّد عقيل على ضرورة إعادة صياغة القوانين بدءاً من القوانين الرادعة للفساد حتى القوانين التي يمكن أن توفر حماية لراكبي وعمال القطارات من التجاوزات الجثيمة، مؤكداً أنّ «تغيير منظومة العمل التقليدية من أهم خطوات الإصلاح».

Email