اكتشفها الفرنسيون عام 1935

مغارة «افريواطو» .. أسطورة عشاق المغرب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في منطقة تحيط بها الجبال كما السوار بالمعصم وفي شرق المغرب عند منطقة «دوار شيكر» تقع «مغارة افريواطو» واحدة من نحو مئة مغارة تعج بها المنطقة التابعة لجماعة «باب بودير» والتي لا تبعد عن مدينة تازة ذات الطبيعة الساحرة جنوب غربي المملكة سوى 26 كيلومتراً.

أسطورة عشق

وتحمل المغارة حسب الأسطورة اسم فتاة أمازيغية تدعى «ايطو» وهي ابنة زعيم قبيلة بجبال الأطلس المتوسط، كانت تعاني من مرض عضال لن يشفيه حسب الأطباء إلا عسل جبلي من مكان مهجور، فطلب والدها من جميع الشباب البحث عن هذا العسل الذي اهتدى إلى طريقه راع فقير، وكان مكان وجود العسل في الفوهة التي تطل على المغارة من الأعلى، وحين احضر الراعي العسل للشابة تناولته وشفيت ووقعت في حب الراعي، مما جعل والدها يأمر بإلقائه من أعلى فوهة المغارة، الشيء الذي جعل «ايطو» لا تتحمل الأمر فألقت بنفسها من نفس الفوهة، لكن الحبيبين وحسب الأسطورة لم يموتا بل التقيا داخل المغارة وتمكنا من الخروج عبر سراديب في أعماق الأرض، وخرجا منها الى منطقة «إملشيل» الواقعة بين جبال الأطلس الكبير، وقد ذرف العاشقان حسب رواية أخرى دموعاً تركت بحيرتين رائعتين اسمهما «اسلي» و«تيسليت» مازالتا الى يومنا الحاضر، حيث تشهد «إملشيل» سنوياً موسماً للخطوبة والزواج، يخلد العشاق حبهم في طقوس احتفالية مهيبة.

اكتشاف مغارة

اكتشفت «مغارة افريواطو» بالمغرب في العام 1935، على يد مغامرين فرنسيين ومغاربة، حيث تمّ الدخول إليها عبر فوهتها الكبيرة باستعمال الحبال الطويلة، بعد ذلك قامت وزارة الأشغال العمومية بفتحها أمام الزوار بعد تثبيت سلالم من الحديد لتأمين النزول إليها وتسهيله، وللمغارة ثلاثة مداخل رئيسية أولها مضاء بفضل الفوهة التي تدخل الى المغارة نور الشمس، ويمتد على عمق 160 متراً تحت الأرض، بينما المدخل الثاني لديه 200 من الدرج وهو ضيق ومظلم ويتعيّن استعمال مصابيح يدوية في النزول إليه، ويمتد المدخل الثالث في مساحة واسعة طولها ثلاثة كيلومترات، ولا يسمح بزيارتها إلّا بمرافقة مرشد سياحي إذ يستغرق وقت النزول إليها نحو أربع ساعات.

أسرار

وتحتوي المغارة على مناظر وأشكال وزخارف طبيعية وصواعد ونوازل وبلورات على الجدران وتجاويف وأحواض من الماء، ويبقى اتجاه سراديب المغارة مجهولا، رغم أن خرائط المستكشفين توضح أنها متجهة نحو الشمال، إلّا أنها تبقى سراً يستعصي على أكبر المغامرين، كما حصل مع مجموعة منهم في العام 2006 والذين اختفوا في جوف المغارة تاركين على بابها سياراتهم الرباعية دون أن يظهر منهم أحد إلى يومنا هذا!!.

Email