مدرسة استقطبت أساتذة جامعات وأطباء ورجال أعمال

تونسيون يعززون المناعة بيوغا الضحك

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفرح والبهجة يطاردان الكل من كل عرق وجنس، مشرب ودين، لكن السبيل إليهما ليس بالسهل لاسيّما في بلدان تضج بالفوضى والاضطراب اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً أيضاً، واقعٌ يعيشه التونسيون وغيرهم أقوام، لكن «يوغا الضحك» خلقت لبعض سكان «الخضراء» حلاً مستورداً أدخلته أخصائية التنمية البشرية دليلة الغرياني التي انخرطت منذ أكثر من عشر سنوات في تأسيس نواد وتنظيم دورات للضحك، بعد أن كانت وراء بعث أول مدرسة متخصصة في هذا المجال بتونس والوطن العربي وإفريقيا.

ولا يحل الضحك المشكلات فقط وفق الغرياني بل يذيبها ويبددها تماماً، مشيرة إلى أهميته القصوى في حياة الإنسان بما يبثه من طاقة إيجابية في الفرد والجماعة وما يوفر من فوائد نفسية وفيزيولوجية، مؤكّدة أنّ «الضحك علاج دون مواد كيميائية وسلاح ضد الحزن وطريقة مثلى للتخلص من المشاعر السلبية بما يمنح من ثقة بالنفس وتقوية لجهاز المناعة وتقليل مشكلات التنفّس ومرض الربو، فضلاً عن مساهمته في الحد من الضغط النفسي وتعديل نبضات دقات القلب، إذ إنّ الضحك 10 دقائق يعادل العدو 35 دقيقة، ودقيقة واحدة من الضحك تعادل 30 دقيقة من الاسترخاء».

ضحك جنوني

وبشأن بداية رحلتها مع «يوغا الضحك» تقول دليلة الغرياني، إنّه صادف وأن عاشت لحظات ضحك جنوني في صيف 2004 أحست على إثرها بارتياح كبير فكان ذلك منطلقاً للتفكير في الالتحاق بدورة تكوينية للدكتور الهندي مادان كاتاريا مكتشف تقنية «يوغا الضحك» ومؤسس أول ناد له في العالم في مارس 1995».

وتضيف الغرياني إنها شاركت في الدورة التدريبية التي أقيمت في لندن في سبتمبر 2004 ثمّ في دورة ثانية بسويسرا 2005، ما جعلها تجمع بين التكوين النظري والتطبيقي، وتتمكن من الحصول على شهادة الأستاذية كأول امرأة عربية مختصة في «يوغا الضحك» وهو ما جعل د. كاتاريا نفسه يستضيفها في ندوة دولية ببرلين 2007 ويمنحها بالمناسبة لقب سفيرة يوغا الضحك في العالم العربي، لاسيّما بعد زيارته الأولى إلى تونس 2006 ومتابعته عن كثب أنشطة المشاركين في مدرسة الضحك وتأثيرها عليهم.

ريادة

وقامت دليلة الغرياني ببعث مدرسة الحياة وهي الأولى من نوعها في الوطن العربي، هدفها مساعدة طلبتها على اكتشاف طريق الوصول إلى السعادة المختزنة في ذواتهم، وتقول: «كوني حاصلة على شهادة مدربة حياة، وبعد أن أدركت حجم المعاناة التي أصبحنا نعيشها في مجتمعنا بسبب الضغط النفسي والتفكّك الأسري وانتشار السوداوية في التفكير وارتفاع معدل الاكتئاب».

استقطاب

قامت الغرياني بتأسيس مدرسة الحياة التي نجحت في استقطاب العشرات من الروّاد أغلبها من أصحاب المستويات التعليمية والثقافية والوظيفية الراقية، حيث يوجد من بينهم أساتذة الجامعات والأطباء ورجال الأعمال والاقتصاد، ومديرو مؤسسات وغيرهم ممن جاءوا ليعلموا كيفية حب النفس والتعامل الإيجابي مع مكنوناتها والتصالح معها.

وبادرت الغرياني ببعث مدرسة الحظ وهي فكرة إنجـــليزية تقول إنّها تأثرت بها من منطــلق أنّ الحظ يكتسب بالتدريب والمجهود مثله مثل الذكاء والذاكرة، وأنّ أساس الحصول عليه هو النجاح في التوصّل إلى اكتشاف الطاقة الإيجابية في الفرد والقدرة على استثمارها في التواصل مع الآخرين وفي تحقيق الذات وتوجيهها التوجيه السليم لبلوغ غاياتها سواء أكانت مادية أم اجــــتماعية أم عاطفية أم صحيّة ونفسية.

Email