%8 من الفرنسيين خضعوا لعمليات تجميلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُمثّل القوام الرشيق والمتناسق والملامح الشابة عنواناً لفصل الصيف في فرنسا، حيث تملأ صور عارضات الأزياء النحيفات ذوات الوجه الملائكي، صفحات المجلات والجرائد، فالنساء أكثر ارتباطاً بمظهرهن الخارجي وفق ما نصّت الطبيعة البشرية منذ الأزل، وتعاليم الجمال التي سايرت تطور المجتمع الفرنسي الغربي صارت تفرض نفسها على المرأة في البيت والعمل والشارع، ما جعل جراحات التجميل التي كانت وإلى وقت قريب نوعاً وحكراً على نجمات الفن والسينما، تقتحم وتدخل قاموس المرأة الفرنسية حتى البسيطة منها، لتصير بعدها ظاهرة اجتماعية.

ولعل كثرة الإقبال على جراحات التجميل جعل العرض يتنوّع ومعه الأسعار، ما سمح بإضفاء حركية ونشاط على هذا السوق وجعله يزدهر أكثر من أي وقت مضى إلى درجة أنه صار يغري الكثيرين من دول أوروبية مجاورة وحتى العربية المجيء من أجل الاستفادة مما تقدّم العيادات الفرنسية.

كسر احتكار

وتشير إحصاءات حديثة للمؤسسة الفرنسية للجراحين التجميليين ومقرها باريس والمعتمدة من قبل المجلس الفرنسي للأطباء الفرنسيين، بأن آلاف الفرنسيين يلجؤون إلى الجراحة التجميلية كل عام، وأنّ إقبال الرجال كسر احتكار النساء بعد التزايد المستمر من قبلهم على هذه الجراحات في أعقاب اكتشافهم نتائجها الجيدة.

ووفق إحصاءات حصلت عليها المؤسسة الفرنسية من شركات التأمين المهنية، فإن ما لا يقل عن 3500 طبيب يمارسون الجراحة التجميلية في البلاد.

وعمل المشرع الفرنسي على تأطير نشاطاتها بفضل قانون الرابع من مارس 2002 الذي ينص على حقوق المرضى وحقهم في جودة النظام الصحي الذي يقدم لهم، دعمه بعد ذلك مرسوم 11 يوليو 2005، والذي جاء لينص بأن عمليات جراحات التجميل لا يمكن أن يؤديها إلاّ الأطباء المتخصصون في الجراحة التجميلية الترميمية أو الجمالية، ما يغلق الباب أمام الأطباء العامين من دون هذا الاختصاص الدخول إلى هذا المجال بسبب مغريات الأرباح التي قد تجنى من ورائها.

لا تأمين

كما أن هذه العمليات غير مؤمنة من طرف صندوق التأمين الصحي التابع للدولة، ويجب على الطبيب إبلاغ الشخص بظروف إجراء العملية، والمخاطر والمضاعفات المحتملة والأسعار بالتفصيل عبر وثيقة تسلم للمريض في أول موعد.

ويتوجب على الطبيب احترام فترة لا تقل عن 15 يوماً يتركها للمريض لكي يفكر في العملية وما قد تغيرها في حياته، قبـــــل تحديد موعد نهائي لإجرائها.

ثورة حقيقية

وخلصت دراسة أجراها المرصد الفرنسي للصحة إلى أنّ ثلث الفرنسيين مستعدون إلى اللجوء لجراحات التجميل لزيادة الثقة بأنفسهم إلا أسعارها المرتفعة، وإمكانية حدوث تعقيدات من وراء هذه الجراحة هي الهواجس الكبرى، بينما أشار استطلاع للرأي أعده «يوغوف» العام الماضي فإن ثمانية في المئة من الفرنسيين اعترفوا بلجوئهم لجراحات التجميل ولو مرة في حياتهم.

وترى تراسي كوهان مديرة عيادة شانزيليزيه بباريس إحدى أشهر عيادات التجـــميل بالعاصمة الفرنسية، أنّ «الحديث عن اللجوء لجراحات التجميل بدأ يتحرر أكثر فأكثر في المجتمع الفرنسي، ولكن الأمر الحساس يبقى يتعلق بأي نوع من الجراحة يتم اللجوء إليها وما هي المنطقة من الجسم»، مضيفة: «هذا ما يفضل الفرنسيون عدم الحديث عنه، بل وأكثر ينفون لجوءهم إلى عمليات التجميل إذا سئلوا مثلا إذا أجروا جراحة على الأنف أو الفم أو حتى لتكبير الصدر أو المؤخرة، ما يعرف ثورة حقيقية عند الفرنسيات في السنوات الأخيرة».

Email