«الصحة» تُعلن الحرب على الظاهرة

80 مليار سيجارة يدخنها 13 مليون مصري سنوياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

80 مليار سيجارة يستهلكها 13 مليون مدخن مصري سنوياً، لتقفز الدولة إلى المركز العاشر بين نظيراتها الأكثر استخداماً للتبغ عالميا، ما دفع وزارة الصحة لإعلان الحرب على التدخين، خاصة وأن معاناة أغلب المواطنين ترتكز على أمراض الحساسية وسرطان الرئة. وبدأت الوزارة حربها عبر عددٍ من الحملات الإعلامية للتوعية بأخطار التدخين وسلبياته، وسوف يقيم قطاع الطب العلاجي بالوزارة بالتعاون مع البرنامج القومي لمكافحة الدرن احتفالية كبرى، تزامناً مع اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين غدا 31 مايو الجاري، بمشاركة الجمعية الوطنية لأمراض الصدر، ومنظمة الصحة العالمية.

وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، قد كشف أخيراً أن متوسط نصيب الأسرة من الإنفاق السنوي على التدخين حتى العام الماضي بلغ 1062 جنيهاً من إجمالي الدخل، أي4.1% من الإنفاق الكلي للأسرة. وأوضح الجهاز في بيان له، أن نحو 15% من إجمالي عدد سكان مصر مدخنون، منهم 6 ملايين في الحضر، وما يقرب من 7 ملايين في الريف، كما أكد أن نحو 20 مليوناً من غير المدخنين هم عرضة للتدخين السلبي داخل الأسرة بسبب وجود فرد أو أكثر مدخن.

وأكد وزير الصحة دكتورعادل عدوي، أنّ دول العالم كلها تقوم بجهود كبيرة لمكافحة التدخين، الذي يتسبب في كثير من الأمراض وفي مقدمتها أمراض الجهاز التنفسي مثل الانسداد الشعبي المزمن والدرن وسرطان الرئة، والتدخين ثاني أهم أسباب الوفاة عالميا، وأنه يتسبب في وفاة خمسة ملايين شخص كل عام، بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان، وأشار إلى أن وزارته ماضية في حربها ضد التدخين من خلال التوعية بأضراره وحظره في الأماكن العامة.

انعكاسات سلبية

وفي السياق نفسه أوضح أستاذ أمراض الصدر والحساسية بطب الأزهر، دكتور طه عبدالحميد عوض أن للتدخين آثاراً سلبية عديدة، وذلك ما تركز عليه أغلب الأبحاث الطبية، بينما هناك إهمال للتدخين السلبي الذي يعد الأكثر خطراً، خاصة على الأطفال وكبار السن، فالتدخين السلبي هو استنشاق لا إرادي للتبغ الذي ينفثه المدخنون، ومن ثم يكون خليطاً بين الذي يخرجه المدخن وذلك الناتج عن احتراق التبغ نفسه في السيجارة، وتدخين الأم الحامل يؤثر على الجنين بشكل مباشر، وقد يكون سبباً قوياً في ولادة طفل مشوه، مشيراً إلى أن التدخين السلبي من الأسباب الرئيسة للإصابة بالتهابات الشعب الرئوية، كما يقلل كفاءة الرئتين ويؤثر سلباً على وظيفتهما عند الأطفال في جميع الأعمار، أيضاً من العوامل التي تساعد على الإصابة بحساسية الصدر وزيادة حدتها.

وأضاف عوض، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، أن أطفال الأمهات المدخنات هم عرضة للموت المفاجئ أثناء الحمل، أكثر بثلاث مرات من أطفال غير المدخنات، الأمهات أيضاً أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل سلوكية تصدر عن أبنائهم مثل فرط النشاط، إضافة إلى تقليد الآباء المدخنين في سن مبكرة.

أساس كل الأمراض

في الاتجاه ذاته أكد أستاذ الأمراض الصدرية دكتور ياسر مصطفى، أن التدخين سبب رئيسي في كل الأمراض المنتشرة بين المصريين، حيث يسبب عدداً من أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، وأمراض السرطان خاصة الرئة، كذلك تأثيره على بعض الحواس مثل حاسة التذوق والبصر والشم، مشيراً إلى أنه يسبب الشيخوخة المبكرة لكلا الجنسين، حيث تأثيره البالغ الضرر على وظائف الدماغ، في ظل عدم وجود أنظمة تغذية قوية وصحية حيث تعوض المواد الضارة التي تدخل للجسم بسبب عملية التدخين، والتي من أشهرها النيكوتين وهو مادة سامة تستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية.

لغة الأرقام

أظهر تقرير أن 46% من إجمالي المدخنين بين 25 و44 عاماً، و13% شباب من 18 إلى 24 عاماً، و57% من إجمالي المدخنين اصحاب شهادات أقل من المتوسط ونصف عدد النسبة تقريباً من الأميين، في حين أن 8% من المدخنين من الحاصلين على مؤهل جامعي أو أعلى، ونحو 57% من المدخنين يعملون بأجر نقدي، بينما 17% من أصحاب الأعمال.

Email