تتحدى الموضة وتنافس الأزياء العالمية

العباءة الخليجية.. تقليد يواكب الحداثة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تجمع العباءة الخليجية بين الأناقة والاحتشام وينتشر لبسها في دول عربية عدة، وتعتبر دول الخليج عامة وفي سلطنة عمان تحديدا ذات دلالة ثقافية وتراثية متجذرة بل وخصوصية ترتبط بالتقاليد.

وأصبحت الآن تتحدى الموضة وتنافس الأزياء العالمية بقوة، إذ لم تعد مجرد لباس تقليدي ترتديه المرأة، ما جعلها تستحوذ على اهتمام المصممين العرب والعالميين الذين طوروا وأبدعوا في تصميماتها، وأضافوا الكثير لخطوطها وألوانها، واعتمدوا التمازج بين صيحات الموضة العالمية والذوق الشرقي الأصيل.

وترى مصممة الأزياء العمانية هدى ناصر أنه بات من الضروري إدخال أساليب مستحدثة من التطوير على العباءة الخليجية وإضافة الألوان على تصاميمها لتساير الموضة، حتى تبقى رمزا لزي المرأة في منطقة الخليج، تحسبا لعدم وضعها بزاوية غير المرغوب فيها عند ارتداء الازياء اليومية. وتحكي عن مبادراتها التي طوعت من خلالها مواهبها في التصميم..

واستثمرت ذائقتها الجمالية لتشكل اضافة أخرى في سوق التصميم الخاص بالعباءة الخليجية، والتي ظلت رغم التجديد في معالم تصاميمها الأصلية، محافظة على هويتها وخطوطها وطابعها الموغل في التقليدية.

وتعرف العباءة السوداء أو العباية، بفخامتها وهيبتها وهي اللباس الرسمي للسيدات بدول الخليج، ومع تطور الثقافات والانفتاح على كل ما هو جديد في عالم الموضة كان لا بد للعباية أن تواكب التطور لتناسب الفتيات والسيدات في جميع مراحلهن العمرية.

ولأنها من رائدات تصاميم العباية العمانية والخليجية، ترى هدى ان وجود العباءة خليجيا، يمثل حضورا لثقافة المكان وأصالته، ومواكبة للموضة وحفاظا على رمزيتها التي تمثل الجمال والتراث وتميز نساء المنطقة مقارنة بالأخريات في بقية الدول خاصة العربية.

لذا لم تنهزم أمام زحف الموضة العالمي، ماجعلها تلبس في مصر والسودان والمغرب العربي والعراق ودول الشام وغيرها في بلدان إسلامية مثل باكستان والهند باعتبارها لباساً محتشماً وأنيقاً.

أفكار وابتكار

حول التغييرات التي تحمل أفكارا وابتكارا بالعباءة الخليجية والعمانية تقول المصممة هدى: هناك إقبال على الملونة واتجاه لارتدائها أكثر من السوداء، خاصة بين الشابات وأشجع هذا الاتجاه، فالألوان تعطي أبعادا جمالية أكثر، والاسود في أجواء الخليج بطقسها المشمس ورطوبتها العالية يصبح مزعجاً.

وقد صممت عباءات ملونة وحظيت بإقبال لا يوصف. وأفضل كثيرا القصات الكلاسيكية سواء في العباءات او الفساتين، فلها محبوها ومتذوقوها وزبائنها المتميزون.

وهناك علاقة قوية بالعباءة لأنها تفوح منها رائحة الأصالة والجمال معاً، ليس لأنها زينا الرسمي بل لأبعادها الثقافية والتاريخية وامتزاج ثيمتي التراث والثقافة التي تبحث عنها المراة في الخليج..

لذا نحن مطالبون بالحفاظ على تلك العلاقة الراقية، بخلق تصاميم جديدة تزيد ارتباط الجيل الجديد من شابات الخليج بالعباءة، دون المساس بهويتها الأصيلة فهو جيل متابع جيد للموضة وللتصمايم والابداعات الحديثة، وواعٍ بكل جديد.

الزي التقليدي

وعن رأيها في الزي العماني التقليدي وهل لا يزال الاقبال عليه كما كان من قبل، تقول هدى: لم تعد المراة العمانية خاصة العاملة ترتدي الزي التقليدي سوى في المناسبات، فقد دخلت عليه الكثير من الاكسسوارات والالوان وأصبح غيرعملي لأوقات الدوام، وشخصياً أحب مزج الالوان وخلطها بحثاً عن الجمال، وبما يضفي أبعادا مبتكرة وجديدة لتستقطب أذواق النساء.

والمنافسة في سوق التصميم والمنتجات النسائية يعتمد على الأفكار الجديدة والابتكارالحديث، ويلاحظ أن الأسواق أصبحت تكتظ بالتصاميم المتشابهة وغير المتجددة، مع استخدام أقمشة متواضعة وقليلة التكلفة.

والتصميم يعكس عادة جزءا من شخصية المصمم وأغلب تصميماتي تميل إلى الجانب الكلاسيكي وعدم التكلف الذي قد يفقد العباءة جمالها والتميز وسط المنافسة يتحقق لصاحب أي مشروع، من خلال التنويع في الأفكار والروعة في الابتكار. وبالنسبة للعباءة فيأتي من خلال التصميم الذي يلائم جميع المناسبات والفئات العمرية ومن أسلوب التعامل مع الزبون وفهم رغباته وتنفيذها بطريقة تواكب الموضة، وفي فترة زمنية معقولة.

عادات دخيلة

تؤكد المصممة العمانية: نشعر بسعادة عندما نرى غير الخليجيات يرتدين العباءة فهن بذلك ينقلن بعضاً من حضارتنا الى شعوب وأمم أخرى ليتعرفوا على موروثنا وثقافتنا، إلا أنه للأسف هناك من أسأن إلى العباية .

حيث أدخلن عليها اكسسوارت غير مرغوبة وبعضهن اردتينها بشكل يبرز مفاتنهن وهي يفترض أن تلبس للاحتشام. !! وظهرت أيضا عبرها ممارسات غريبة ودخيلة على مجتمعاتنا، فبعض النساء يتجولن بها في الحواري وبين البيوت ليمارسن التسول والشحاذة وأخريات لأمر ممجوج ومنفر وشاذ بل وغير مقبول.

 

Email