رخيصة السعر وبديل للوطني والمستورد

سجائر «الهيشة».. تجارة منتشرة في فلسطين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت سجائر «الهيشة» المصنوعة محلياً في فلسطين من تبغ تتم زراعته خصيصا ويلف في ورق بفرا وقيمة العلبة منه نحو

خمسة شيكل، تحظى باهتمام وانتشار واسعين في الأسواق بفعل الارتفاعات الحادة والمتتالية لأسعار التبغ الوطني والمستورد، وتفوق إمكانات المواطنين المادية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وضعف مستوى الدخل وتدني معدلات الأجور، في بلد يعرف أهله بارتفاع نسبة المدخنين في أوساطه. وشهدت الهيشة نهضة في زراعته في محافظة جنين وتحديدا بلدة يعبد.

ولا يقتصر انتشار تدخينه بين العمال وكوادرالقطاع الخاص، بل اجتاح المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية، رغم محاربة الجهات الحكومية المختصة لتجارته التي لا تجني الخزينة العامة ضريبتها منه بأي فلس، وفي الوقت نفسه شكلت ضربة قاسية للشركات المنتجة للسجائرالوطنية والمستوردة..

حيث انخفضت مبيعاتها وألحقت أيضا خسارة كبيرة بالحكومة إذ انخفضت عائداتها من الضرائب التي كانت تجنيها من تجارة التبغ. بعد عزوف الكثيرين عن تدخين السجائر مرتفعة الثمن واللجوء إلى الهيشة المحلية رخيصة القيمة رغم جودتها المتردية ورائحتها الكريهة.

بديل مناسب

يقول الموظف الحكومي مؤمن يحيى بعد الارتفاع المتواصل بأسعار الدخان ووصول سعر أرخص صنف إلى 21 شيكلا: أصبحت بحاجة لتوفير 700 شيكل لتدخين علبة سجائر واحدة يوميا، وراتبي متواضع «2200 شيكل»..

وتدخين الهيشة أفضل لسعره أقل المنخفض، وكيلو غرام واحد يكفي شهرا وسعره لا يزيد على 60 شيكلا، وحتى لو اشتريت علبة جاهزة من الصنف الجيد فثمنها خمسة شيكلات، يعني سأصرف شهريا 200 شيكل فقط.

وقال زميله خليل شقير، الدخان المحلي بات المتنفس الوحيد لأبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، وفي السابق كنت نادرا ما تشاهد شخصا يدخن سجائرالهيشة، فالكل كان يدخن الوطني أو المستورد، وبعد الزيادة المستمرة في أسعارها أصبحت غالبية الناس تدخن الأرخص وبسعر علبة دخان LM أشتري 5 علب من الهيشة.

انتشار الزراعة

ولما بات الدخان المحلي بديلا لا مفر منه انتشرت زراعة «الهيشة» في الضفة الغربية خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير، وساهم رواج زراعته في تشغيل الآلاف من الأيدي العاملة، فصارت آلاف الأسر تعتاش من مردودها المادي، اذ يعمل في زراعة وتصنيع وتجارة الدخان في البلاد أكثر من 60 ألف شخص يعيلون حوالي 12 ألف أسرة.

وتميزت جنين بهذه الزراعة وتقدر المساحة المزروعة فيها بالتبغ بين 10إلى 12 ألف دونم، ويتراوح إنتاج الدونم الواحد من 80 إلى 100 كيلو غرام، إلا أن بلدة يعبد تشكل موطنًا أساسيا لزراعته، حيث يعمل 60% من سكان البلدة البالغ عددهم 15 ألف نسمة في هذا المجال، واستطاع المزارعون تحسين جودة بعض الاصناف والتغلب على رائحته الدخان السيئة.

عائد مالي جيد

ورغم تميز سجائر الهيشة بالسعر الرخيص إلا أن زراعته والتجارة فيه تدر عائدا ماليا جيدا نتيجة ارتفاع الطلب عليه والزيادة المطردة في كمية استهلاكه، الأمر الذي شكل عاملا أساسيا في رواج زراعته وسرعة انتشارها لتلبية حاجة السوق. ويشيرالمزارع مصطفى بدارنة وهو من التجارالمتحكمين في سوقه، إلى أن هناك مردودا ماديا جيدا، ما شجعنا على استثمار أرضنا ،ووقتنا في الزراعة .

وعلى سبيل المثال لقاء تعبئة عشر علب فيها ألف سيجارة بحاجة إلى وقت أقل من ساعة ، نكسب بعدها 50 شيكلا وهو مبلغ جيد، خاصة وكل أفراد العائلة يساهمون في العملية، وله جدواه المادية، مقارنة مع معدلات الرواتب المنخفضة في فلسطين، رغم ساعات العمل الطويلة .

ومن سلبيات انتشار زراعة الهيشة في جنين الأثر الكبيرعلى إنتاج المحاصيل الأخرى لاسيما الخضراوات والحبوب، وأيضا أدى رواج تجارته غير الرسمية الى احتجاج شركات السجائر الوطنية والمستوردة التي تلتزم بدفع الضرائب لخزينة الحكومة بعد أن نافستها الهيشة بشكل كبير، وبطريقة غير رسمية بل دون دفع ضرائب مثلها، إلا أن الجهات الرسمية لم تتمكن من إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.

Email