خط ساخن لكبح النواب المتفلتين

مجلس العموم .. وكر للتحرش

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد فضائح إساءة استغلال المخصصات المالية الحكومية التي تُطارد عدداً من نواب البرلمان في بريطانيا، والتي أجبرت بعضهم على الاستقالة، تفجرت خلال الأيام الماضية فضيحة ذات طابع جنسي هذه المرة؛ هزت مقر مجلس العموم، ودفعت رئيسه جون بيركاو إلى الإعلان عن إنشاء خط ساخن لمساعدة ضحايا التحرش.

وأشار إلى أن الخط سيمنح الفرصة للمساعدين البرلمانيين والباحثين العاملين في المجلس للإبلاغ عن أي شكوى تتعلق بالتعرض لمضايقات من أي نوع من قبل النواب الذين يعملون معهم.

وفي الإطار نفسه، كشف قادة حزب المحافظين الحاكم عن بدء تطبيق "مدونة سلوك" جديدة، وتفعيل مجموعة من التدابير التي تمكن الموظفين من تقديم شكاوى ضد النواب المنتمين للحزب، حال تعرضهم لأي تحرش.

جاءت تلك التطورات إثر بث تحقيق استقصائي تلفزيوني كشف النقاب عن تورط العديد من أعضاء مجلس العموم، في عمليات تحرش بمساعديهم والباحثين العاملين معهم، سواء من الرجال أو النساء.

ومن خلال التحقيق الذي بثته القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني نهاية الأسبوع الماضي؛ قال ثلث الباحثين والمساعدين العاملين في مجلس العموم، إنهم كانوا "ضحايا لعمليات تحرش جنسي".

وأوضح نحو 25% من أولئك الباحثين إلى أنهم شاهدوا "شخصاً آخر يتم التحرش به جنسيً، أو أسرّ لهم صديق بأنه كان عرضة للتحرش". وحمل التحقيق عنوان "س منستر" في محاكاة لاذعة لقصر ويستمنستر، وهو اسم المقر الذي يقع فيه مجلس العموم؛ الغرفة الأقوى من حيث النفوذ والصلاحيات في البرلمان البريطاني.

وخلال التحقيق التلفزيوني، كشف العديد من الباحثين الشبان عن أن هناك مجموعة من النواب الذين يعاقرون الخمر في أروقة المجلس إلى حد الوصول إلى درجة الثمالة، وأن من بين النواب من يستخرج تصاريح دخول لباحثين رجال بصفة خاصة.

نواب منفلتون

وروت إحدى الباحثات أنها شاهدت نواباً يتقربون بشكل فاضح وأسلوب مخز من موظفين في البرلمان، وآخرين يسعون لتوظيف باحثين شبان من أجل أهداف دنيئة معهم، وعندما كنت أعمل في ويستمنستر، رأيت أعضاء كباراً في السن وهم يتحرشون بشبان صغار. وقال مساعد برلماني آخر إن أحد النواب دعا ذات مرة كل موظفي مكتبه للتوجه إلى حانة يرتادها الشواذ ، واقترب مني هناك ووضع يده حولي، وحاول ملامستي بطريقة تخدش الحياء.

وكشف التحقيق الاستقصائي التلفزيوني النقاب عن أن الباحثين والمساعدين البرلمانيين من صغار السن، العاملين في مجلس العموم البريطاني، أكثر عرضة لـ"التحرش " من النساء. وبحسب الأرقام التي وردت في التحقيق، تعرض نحو 40% من الباحثين والمساعدين لمحاولات تقرب ذات "طابع مقزز" لم يكونوا يرغبون فيها.

محاكمة إيفانز

جرى بث التحقيق التلفزيوني بالتزامن مع إسدال الستار على محاكمة النائب السابق لرئيس مجلس العموم نايجل إيفانز والذي كان متهماً بالاغتصاب وارتكاب اعتداءات جنسية. وبالرغم من تبرئة ساحته من التهم الموجهة إليه، فإن جلسات نظر القضية شهدت الكشف عن تفاصيل مخزية بشأن إقامته حفلات لمقارعة الخمور في أروقة ويستمنستر بمشاركة بعض الموظفين الشبان.

وكانت فضائح التحرش الجنسي في مقر البرلمان البريطاني قد طفت على السطح بشكل مكثف العام الماضي، بعد اتهام عضو بارز في حزب الديمقراطيين الأحرار بمحاولة إقامة علاقات حميمية مع ناشطات منتميات لحزبه.

الشرطة تحقق

 

دفعت تلك الاتهامات الشرطة البريطانية إلى التحقيق في الأمر، ومن جانبه فتح حزب الديمقراطيين الأحرار تحقيقاً داخلياً، حول الكيفية التي يتعامل بها أعضاء الحزب من الرجال مع زميلاتهم.

Email