أم أزيد.. ضحية الاستغلال والجشع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصة أم أزيد السورية البالغة من العمر 50 عاماً ينطبق عليها المثل السوري الشهير «فوق الموت عصة قبر»، وهو يعني تراكم المشاكل على الجسد النحيل.

عرفت قصة أم أزيد في العاصمة دمشق في أحد الأحياء البعيدة عن المركز، وهو جرمانا، بشكل واسع، حتى صارت متداولة على منابر التواصل الاجتماعي.

تعيش أم أزيد في أحد أحياء جرمانا، ولديها أزيد الوحيد الذي يعاني من تفتت في الركبة، وقد هجرها زوجها الذي كوّن عائلة من زوجة ثانية، ولجأ إلى أوروبا، وبقيت أم أزيد وحيدة في دمشق، لم تتمكن من تأمين قوت يومها، ولجأت إلى مهنة «تلميع الأحذية في الشوارع».

تفاعل

أحد الأشخاص الذين رأوا في حالة أم أزيد منفعة واستغلال، ذهب إليها وقال لها: سأكفيك هذا العمل فقط أريد أن التقط صورة لك وأنت تعملين وسأجمع لك مالا يكفيك من هذا العمل، وبالفعل وافقت أم أزيد التي لم تجد سوى هذه المهنة للعمل، وحين نشرت الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجد هذا الشخص تفاعلاً كبيراً من المجتمع إلى درجة جمع التبرعات بشكل وفير يمكنها من العيش في بيت جيد.

وفي كل يوم يأتي هذا الشخص إلى أم أزيد ويقول لها: نريد أن نلتقط صوراً أخرى لبيتك وحياتك الشخصية، ويكون رد أم أزيد الموافقة مع الدعوات لهذا الشخص، ولا تعلم هذه المرأة المسكينة أن ثمة من يكسب من حالتها المال ويسرق نصيبها من التبرعات.

صدمة

توقفت أم أزيد عن العمل لمدة أيام بعد وعود من ذلك الشخص المحتال أن يأخذها إلى بيت جديد، وهي تردد «الله يوفقك.. الله يحيمك»، وما هي إلا أيام حتى أبلغها أحد الأشخاص بأن ذلك الشاب استخدمها من أجل أن يحتال عليها وعلى الآخرين. كانت الصدمة كبيرة على أم أزيد التي اضطرت أن تعود إلى مهنة تلميع الأحذية، وتصارع موظفي البلدية الذين يمنعونها في كل مرة العمل بالشارع.

ضاعت تلك التبرعات لأم أزيد على يد شاب محتال، وغاب عن المشهد بعد أن خصص التواصل مع أهل الخير عبر تليفونه الخاص، زاعماً أن أم أزيد هي من فوضته في أمرها.

Email