استطلاع « البيان »: تدخّلات الخارج تزيد من تعقيد الأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت ثلاثة استطلاعات أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وموقعي «فيسبوك» و«تويتر»، إجماعاً كاسحاً على أنّ التدخّلات الخارجية في سوريا تزيد من تعقيد الأزمة، إذ أكّد 66 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان»، أنّ التدخّل الخارجي في الأزمة السورية زاد من تعقيداتها، فيما ذهب 34 في المئة إلى أنّ هذه التدخّلات تهدّد وحدة البلاد.

وأعرب 72 في المئة من المستطلعة آراؤهم على «فيسبوك»، أنّ الصراع الدولي على المسرح السوري يطيل عمر الأزمة ويزيد من تعقيداتها، بينما أوضح 28 في المئة عن أنّ من شأن التدخّل وضع وحدة سوريا على المحك. وفي استطلاع ثالث على موقع «تويتر»، شدّد 68 في المئة على أنّ الأزمة ذاهبة إلى مزيد من التعقيد بفعل التسابق الدولي على التدخّل في سوريا، مقابل 32 في المئة ذهبوا إلى أنّ التهديد الحقيقي للتدخّل الخارجي يظل على وحدة البلاد. ويرى محلّلون أنّ أزمة سوريا قد تطول بسبب التنازع وصراع المصالح بما حوّل المشهد السوري إلى ما يشبه «رقعة شطرنج»، لافتين إلى أنّ التدخّلات متباينة الأهداف والمرامي.

صراع نفوذ

وأكّد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بالقاهرة الدكتور سعد الزنط، إلى أن ّالتدخلات الخارجية في سوريا جميعها تؤدي في النهاية إلى إطالة أمد الأزمة، مشدداً على أن كل تلك التدخلات من الصعب إيقافها على اعتبار أنّها تدخلات من قوى دولية وإقليمية مؤثرة، مضيفاً: «لا أظن أنّ هناك دولة خالصة التوجه في محاربة الإرهاب ولديها نية سليمة في ذلك في سوريا، سواء أميركا أو تركيا أو فرنسا أو غيرها».

ولفت الزنط إلى أنّ الملف السوري صعب والأزمة مرشحة لأن يطول أمدها بصورة أكبر، مشيراً إلى أنّه كلما زادت التدخلات الخارجية كلما حدث نوع من أنواع تنازع وصراع المصالح لتتحول بذلك الساحة السورية إلى ما يشبه رقعة الشطرنج.

استعادة دور

وأبان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية خلال مشاركته في استطلاع «البيان»، أنّ الولايات المتحدة الأميركية تحاول استعادة دور سياسي افتقدته على الأرض منذ دخول روسيا في المشهد السوري، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأوضاع على الأرض. وقال الزنط إنّ التدخّلات الخارجية تنطلق من أجندة تتبناها تلك الدول وفق مصالحها الخاصة وأهدافها، سواء اتفقت تلك الأهداف مع مصالح الشعب السوري أم لا.

تباين أهداف

إلى ذلك، أشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية رخا أحمد حسن، إلى أنّ التدخلات الخارجية في سوريا متباينة الأهداف والمواقف، مضيفاً: «فيما هناك تدخلات من قبل بعض الدول والقوى الإقليمية والدولية تهدف في جوهرها إلى استمرار الأزمة وتهديد وحدة واستقرار سوريا، فإنّ هناك تدخلات أخرى تستهدف القضاء على الإرهاب في سوريا، على اعتبار أنّ الإرهاب يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم».

وأوضح حسن في معرض مشاركته في استطلاع «البيان»، أنّ التدخلات الخارجية في سوريا ينظر إليها من منطلق أنّ هناك مواقف حقيقية تهدف لتخفيف وطأة الضغوط الممارسة على سوريا والقضاء على الإرهاب، وألّا تبقى هنالك سيطرة للجماعات الإرهابية على أراض في سوريا، مردفاً: «هناك أيضاً جهود تسعى لإعطاء النظام السوري فرصة للسيطرة».

Email