3 مناسبات غالية على قلوب الكويتيين خلال الشهر الجاري

الكويت.. مسيرة عطاء متواصل

الكويت في ظل قيادة أميرها الشيخ صباح الأحمد شهدت تنمية وتطوراً ملحوظاً في شتى المجالات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد فبراير الشهر الأكثر تميزاً في حياة الكويتيين، لاسيما أنه يحمل 3 مناسبات غالية على قلوبهم هي: اليوم الوطني الـ57 والذكرى الـ27 للتحرير والذكرى الـ12 لتولي أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، مما شكل علامة فارقة في مسيرة وطنهم، إذ تشهد البلاد في هذا الشهر من كل عام احتفالات تتجمل خلالها كل مناطق الكويت بكل مظاهر الزينة من الأعلام واللافتات والصور والإضاءة التي تزدان بها معظم المباني الرسمية والخاصة وحتى المنازل والمركبات، بما يعبر عن مشاعر الفرح والبهجة وحب الوطن.

ويعتبر 19 يونيو عام 1961 التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت عن الاحتلال البريطاني، حين وقع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الـ 11 للبلاد الذي لقب بـ «أبو الاستقلال» و«أبو الدستور» وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي آنذاك السير جورج ميدلتن.

وفي 1964 تم تغيير تاريخ الاحتفال بيوم الاستقلال ليكون في 25 فبراير من كل عام، والذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح، تكريماً له.

إنجازات وتطورات

وعلى مدى 57 عاماً حققت الكويت العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، فقد سعت منذ استقلالها للدخول إلى المجتمع الدولي وفق سياسية متوازنة تتعاون خلالها مع مختلف دول العالم لتحقيق السلام في إطار الأخوة والصداقة بين الدول والشعوب، حيث انضمت الكويت إلى عضوية جامعة الدول العربية في يوليو عام 1961، كما حصلت على عضويتها في منظمة الأمم المتحدة عام 1963.

ويعد الدستور الكويتي من أبرز الإنجازات السياسية المحققة للبلاد، حيث صدر في عهد الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح عام 1962 ولا يزال معمولاً به إلى الآن، وحدد أسس قيام الدولة، وسياستها ونهجها الديمقراطي ودورها في خدمة القضايا القومية وخدمة السلام العالمي والحضارة الإنسانية، كما تأسس مجلس الأمة الذي أطلق عليه في بدايته المجلس التأسيسي عام 1962، وكانت مهمته وضع الدستور وترسيخ مبادئه، ومن ثم أصبح يقوم بالرقابة والتشريع، لتترسخ بذلك المسيرة الديمقراطية في البلاد بتوالي المجالس النيابية إلى يومنا هذا.

ومن الإنجازات السياسة الكويتية على الصعيد الخليجي المساهمة الأولى في تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حيث كان كل من المغفور لهما: الشيخ جابر الأحمد الصباح والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من أصحاب فكرة إنشائه، بغية تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الخليجية في جميع الميادين.

وفي السياسة الخارجية، حرصت الكويت على إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم والمساهمة في معالجة مختلف القضايا العربية والدولية، مستغلة ما تملكه من مقومات تمكنها في حل تلك الأزمات.

وقد توجت هذه السياسة لتعود الكويت بعد 40 عاماً لتولي عضويتها غير دائمة في مجلس الأمن مدة سنتين (2018-2019)، إذ ترتكز هذه العضوية على أربعة محاور هي البعد الإنساني ومنع نشوب النزاعات، وتحسين أساليب عمل المجلس إضافة إلى الدبلوماسية الوقائية.

ثورة اقتصادية

وعلى المستوى الاقتصادي، اهتمت دولة الكويت بالثروة البترولية منذ اكتشاف النفط، وتنميتها واستغلالها بالشكل الأمثل، حيث تم تطوير الصناعات البترولية، وتحديث المصافي ووحدات التكرير، وتشجيع إقامة العديد من الصناعات التي تعتمد على هذه الثروة، والتي يتم استغلالها بشكل اقتصادي واستثماري أمثل.

ويعتبر الدينار الكويتي الذي صدر عام 1961 خلفاً للروبية الهندية التي كانت متداولة قبل ذلك التاريخ، صاحب أعلى سعر صرف في العالم الآن.

أما الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية فقد تأسس في ديسمبر عام 1961 ويعد من أبرز إنجازات الدولة في هذا المجال، إذ يقوم بتوفير وإدارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية، دعماً لسياسة الكويت الخارجية ومكانتها العالمية.

منارات تنويرية

وفي الحقل الثقافي تعد مجلة العربي منذ صدورها في من ديسمبر عام 1958 من أبرز الإنجازات في مسيرة الثقافة الكويتية والعربية، وقد واصلت دولة الكويت ممثلة بوزارة الإعلام بتوفير الدعم والرعاية للمجلة، ومنح صفحاتها مناخاً من الحرية جعلها منارة فكرية وتنويرية على الساحة الثقافية العربية.

وأخذت الكويت على عاتقها الدور الرئيس في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية، ورعاية الثقافة والفنون والنهوض بها، وتهـيئة المنـاخ المـناسب للإبداع الثقافي عبر تنمية النشاطات الثقافية، فأنشأت المجـلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عام 1973، الذي من أبرز أهدافه حفظ وتوثيق التراث الشعبي والعربي، وتشجيع الاهتمام بالقراءة والكتابة، ودعم ورعاية الإبداع الفكري والثقافي والفني والموسيقي المحلي، ونشر الثقافة العامة من خلال إصداراته المتنوعة.

ومن أبرز الأنشطة الدورية للمجلس، معرض الكويت الدولي للكتاب، ومهرجان القرين الثقافي، والمهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، ومهرجان الكويت المسرحي، ومهرجان الموسيقى الدولي، وإقامة أسابيع ثقافية كويتية خارج الكويت، واستقبال أسابيع ثقافية عربية وعالمية داخل الكويت.

التنمية الشاملة

قضية التنمية تعتبر من أولويات دولة الكويت لتطوير الاقتصاد، وبناء الإنسان الكويتي، وقد حققت البلاد في هذا الإطار منذ استقلالها، العديد من الإنجازات والنجاحات في الكثير من المجالات وبأحدث المواصفات العالمية، مثل التعليم والصحة والشباب والرياضة والإسكان والاتصالات وشبكة الطرق وغيرها.

كويت جديدة

وأطلقت حكومة الكويت بداية العام الماضي حملة (كويت جديدة 2035) وهي خطة تنمية وطنية منبثقة من رؤية وتطلعات القيادة السياسية لتحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري عالمي لتعود الكويت كما كانت «عروس الخليج».

وتنفيذاً لهذه الرغبة، تم إنجاز العديد من المشاريع العملاقة في مختلف القطاعات الخدمية في البلاد، ومنها مدينة (صباح الأحمد البحرية) التي تعد أول وأكبر مشروع يشيد بالكامل من قبل القطاع الخاص.

ويأتي ميناء مبارك الكبير كأحد أهم وأكبر مشاريع خطة التنمية التي تقوم بها وزارة الأشغال العامة الكويتية، إذ سيكون محوراً رئيساً للنقل الإقليمي ويربط الأرض بالبحر بوسائط نقل متعددة بما يعزز مكانة الكويت كمركز مهم للنشاط الاقتصادي الإقليمي، كما سيمثل خطوة مهمة في إحياء طريق الحرير عبر بوابة الكويت.

نقلة نوعية

وفي مجال النقل والطيران، يتوقع لمشروع مبنى الركاب الجديد، في مطار الكويت الدولي أن يحدث نقلة نوعية في مجال النقل في البلاد لتصبح محوراً إقليمياً رئيساً في المنطقة، حيث تم تصميم هذا المشروع في موقع استراتيجي ليكون قابلاً للتوسعة في المستقبل، على أن يكون قادراً في مرحلة لاحقة على استيعاب أكثر من 50 مليون راكب سنوياً.

 

المرأة الكويتية..57 عاماً من الشراكة التنموية

تؤكد دولة الكويت دائماً على حقوق المرأة واحترام إنسانيتها وعدم انتهاك أو انتقاص أي من حقوقها، استناداً إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فهي تحترم في هذا الإطار المواثيق الدولية وما تضمنته نصوص الدستور الكويتي الذي يخاطب الرجل والمرأة على حد سواء.

وتنص المادة 29 من الدستور الكويتي على أن «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، ولا تمييز في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين».

وصادقت دولة الكويت على الاتفاقية المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والحفاظ على حقوقها المرأة، فقامت في هذا الصدد بتفعيل بنود الاتفاقية التي أصبحت جزءا من القوانين الوطنية في البلاد.

وإلى جانب العديد من القوانين الخاصة بالمرأة، فقد تم افتتاح مركز استماع للنساء المعنفات، ومركز إيواء لمساعدة ضحايا العنف وتقديم الحماية والمساعدة القانونية، إضافة إلى إنشاء محكمة للأسرة، وإقرار العديد من التشريعات واللوائح والنظم الخاصة بالمرأة.

مساهمات ملموسة

وللمرأة الكويتية مشاركة فعالة في كل مجالات التنمية منذ استقلال البلاد عام 1961 وبحسب الإحصائيات الرسمية للعام الماضي، فإن المرأة الكويتية تشكل أكثر من نصف السكان في دولة الكويت بحوالي 51 في المئة، كما أن لها مساهمات ملموسة في النشاط الاقتصادي وسوق العمل، حيث تمثل المرأة الكويتية حوالي 55.7 في المئة من إجمالي القوى العاملة الوطنية، كما تشكل النساء الكويتيات العاملات في القطاع الحكومي نحو 57 في المئة، ونحو 51 في المئة في القطاع الخاص.

ومن مظاهر القضاء على التمييز ضد المرأة في الكويت تعيين 22 سيدة في النيابة العامة تمهيدا ليصبحن قضاة في المحكمة الكلية، علاوة على مشاركة المرأة الكويتية في التحقيق بالقضايا الجنائية وفي رئاسة لجان الإشراف على الانتخابات العامة التي أجريت في نوفمبر 2016.

دعم سياسي

وتحظى المرأة الكويتية أيضاً بدعم سياسي كبير، ما ساعدها على المشاركة في صنع القرار وتقلدها مناصب قيادية عليا مثل الحقائب الوزارية، وفي رئاسة مجالس إدارات ومؤسسات مهمة في القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب دخولها البرلمان، والتحاقها بالسلك الدبلوماسي لتمثل دولة الكويت في الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.

 

 

ذكرى التحرير 27.. خطوة جديدة للسير نحو التنمية الشاملة

تعود ذكرى تحرير الكويت من غزو قوات النظام العراقي الأسبق عام 1990، محملة بمعان وعبر كبيرة لأبناء الكويت، لتشكل درساً لهم على مختلف أطيافهم بضرورة العمل والتعاون من أجل مصلحة الوطن العليا، وليكون عيد التحرير مناسبة وطنية لانطلاقة للجميع إلى الأمام، ولتؤكد لهم أهمية التلاحم والتكاتف لبناء مستقبل بلاد وتحقيق التنمية الشاملة له.

وفي هذا العام تحتفل الكويت بالذكرى الـ 27 للتحرير، لتتجدد فيها مفاهيم الوحدة الوطنية وتعزيز المواطنة، ويستذكر الكويتيون في هذه المناسبة شهداء الوطن الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الوطن، كما يستذكرون في هذه المناسبة الوطنية الوقفة الشجاعة للدول الشقيقة والصديقة والمواقف المشرفة إزاء تحرير البلاد، والتي ساهمت في عودة الشرعية إلى أصحابها.

أبطال التحرير

وهنالك العديد من الأشخاص الذين يطلق عليهم في الكويت (أبطال التحرير) الذين ساهموا في تحرير البلاد، وعلى رأسهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي قاد نهضة الكويت وقادها أيضا للتحرير وعودتها لأبنائها، إلى جانب الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، الذي اهتم منذ اللحظة الأولى للاحتلال بتنظيم أوضاع الحكومة الكويتية في المنفى وتحديد أولوياتها وأبرزها تأمين الحياة الكريمة للكويتيين في الخارج ورفع روحهم المعنوية، وتأمين حياة المواطنين في الداخل ودعم المقاومة الكويتية، وذلك بالتوازي مع الحراك الدبلوماسي لدعم الحق الكويتي.

ومن القادة الذين لن ينسى الكويتيون مواقفهم المشرفة تجاه محنة بلادهم، المغفور لهما خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سواء من حيث استقبال القيادة الكويتية وأبناء الكويت موفرين لهم جميع التسهيلات ليشعروا بالأمن والأمان، ومن ناحية دعمهم السياسي لعودة الحق الكويتي إلى جانب مشاركة قواتهم في دحر الغزو العراقي وتحرير البلاد.

 

100

كان الهجوم البري لتحرير الكويت بمثابة نهاية الحرب التي قام على إثرها النظام العراقي بسحب قواته من الأراضي الكويتية في 26 فبراير 1991، ليعلن بعدها بيوم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب عن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية.

Email