300 قتيل بينهم عشرات الأطفال في قصف «جنوني» للأسد

أبرياء الغوطة تحت جحيم براميل الموت

سوري يبكي بحرقة أثناء النظرة الاخيرة على طفله الذي قضى بقصف على عربين أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت قوات النظام السوري أمس، قصفها العنيف على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ما تسبب منذ الأحد الماضي، بمقتل نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً على الأقل، فيما حذرت الأمم المتحدة من «الأثر المدمر» للتصعيد على السكان، وطالب الصليب الاحمر بالسماح لطواقمه بدخول الغوطة لعلاج الجرحى.

وأورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات النظام جددت أمس، غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل 24 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وإصابة أكثر من مئتي مدني آخرين بجروح. وقتل معظم ضحايا الأمس في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة كفربطنا.

ومنذ بدء التصعيد، قتل نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً وأصيب أكثر من 1400 آخرين بجروح. وسجل المرصد في اليومين الماضيين حصيلة يومية «تعد الأكبر في الغوطة الشرقية منذ أربع سنوات».

ولم تسلم مستشفيات الغوطة الشرقية من القصف، إذ نددت الأمم المتحدة باستهداف ستة مستشفيات، خرج ثلاثة منها من الخدمة وبقي اثنان يعملان جزئياً.

ودعت الامم المتحدة الى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية المحاصرة والتي وصف الامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريس الوضع فيها بانه بات "جحيما على الارض".

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس في بيان «أفزعتني وأحزنتني جداً تقارير حول اعتداءات مرعبة ضد ستة مستشفيات في الغوطة الشرقية خلال 48 ساعة، ما خلف قتلى وجرحى».

وطال القصف مستشفيين في مدينتي عربين وحمورية ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، بحسب المرصد السوري. وقال بلال أبو صلاح (22 عاماً) أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية «ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها». وأضاف «كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت فيه خمس أو ست عيل (عائلات). ما في أكل ولا أسواق».

نفي روسي

ونفت موسكو أمس، ضلوعها في القصف على الغوطة الشرقية بعدما كان أورد المرصد أن طائرات روسية استهدفت المشفى في عربين. فيما أفاد الجيش الروسي في وقت لاحق أن المحادثات لحل الأزمة في الغوطة سلميا انهارت. وقال طبيب في مشفى حمورية: إن كل الأقسام الموجودة فوق الأرض خرجت عن الخدمة، وتحديداً أقسام العيادات والعمليات والحواضن ورعاية الأطفال.

وتعمل سيارة إسعاف واحدة تابعة للمستشفى على نقل المصابين من الأحياء القريبة. من جهته، قال مصدر في الدفاع المدني في غوطة دمشق الشرقية إن أكثر من 480 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح أول من أمس، جراء القصف.

فيما سقطت أكثر من مئة قذيفة على أحياء العاصمة دمشق. وأكد المصدر «وجود عشرات الجثث والجرحى تحت الأنقاض». وقالت وزارة الدفاع الروسية «أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية».

الصليب الأحمر

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسماح لفرقها بدخول الغوطة لعلاج الجرحى. وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سوريا ماريان غاسر في بيان «يبدو أن القتال سيتسبب بمزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى». وأضافت أن «الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب».

ودعا الصليب الأحمر الدولي إلى «ممارسة ضبط النفس»، وقال أيضاً «تقف الطواقم الطبية في الغوطة الشرقية عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات. ولا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية في خضم القتال».

ويثير التصعيد خشية الأمم المتحدة على مصير نحو 400 ألف شخص محاصرين في المنطقة.

وكشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن أن موسكو تعمل على مشروع قرار حول الغوطة. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه القول إن بلاده «تعمل على إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، حول الغوطة الشرقية».

وأضاف: «في ما يتعلق بالهدنة الإنسانية، فهذا يعتمد على كيفية سير إعداد مشروع هذا القرار، أعتقد أن هذه المسألة ستحل أيضاً. إنه قرار حول المسائل الإنسانية بشكل عام».

Email