أربع مؤبدات للأسير عمر.. و«كوبر» ما زالت تتعذب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أربع مؤبدات، وتعويض مالي قوامه 800 ألف شيكل (227 ألف دولار)، ومنع من التحرر بأي صفقة تبادل أسرى مقبلة. هكذا قضت محكمة الاحتلال العسكرية الأسبوع الماضي، على الأسير عمر العبد (19) عاماً، من بلدة كوبر شمال رام الله، دون أن تلوح في الأفق، نهاية للقبضة الحديدية التي فرضتها سلطات الاحتلال على قريته، منذ تنفيذه عملية طعن ضد ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، يقطنون في مستعمرة «حلميش» المقامة على أراضي كوبر، وعدد من القرى المجاورة، ما أدى إلى مصرعهم، وكان ذلك في 21 يوليو الماضي، إبان موجة الغصب، والاحتجاجات الفلسطينية على قرار سلطات الاحتلال، وضع بوابات إلكترونية، على مداخل المسجد الأقصى المبارك.

ومنذ تلك العملية، لم تسلم عائلة العبد، من اعتداءات قوات الاحتلال، التي أدمنت على اقتحام منزل العائلة، والعبث وتخريب محتوياته، علاوة على الاعتداء بالضرب على كافة أفراد العائلة، ولم تكتف بذلك، بل إنها اعتقلت والديه وشقيقه، وأخضعتهم للتحقيق والتعذيب، وهدمت منزل العائلة.

عقاب جماعي

في الطريق إلى قرية كوبر، تلحظ آثار المتاريس الحجرية، والإطارات المطاطية التي عادة ما يشعلها شبان القرية، لإعاقة تحركات قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها المتكررة للقرية، فمنذ العملية التي نفذها عمر، لا تنفك تلك القوات من التربص بشبان القرية، إذ اعتقلت كل من له صلة قرابة، أو علاقة صداقة مع عمر، في محاولة لقتل الروح المعنوية، التي ارتفع منسوبها لدى أهالي القرية، الذين حلقوا في سماوات المجد والرفعة، وأصبحوا يفاخرون، بأن ابن قريتهم، كان له كبير الأثر في دعم صمود أهل القدس، المرابطين في باب الأسباط، وغيره من أبواب المسجد الأقصى، وإجبار سلطات الاحتلال على التراجع عن نصب البوابات الإلكترونية، وكاميرات المراقبة على مداخل الأقصى.

الأحوال في القرية انقلبت رأساً على عقب، بعد العملية، والكشف عن هوية منفذها، هكذا يقول أهالي كوبر، الذين ضاقوا ذرعاً بممارسات سلطات الاحتلال، خصوصاً وأن مثل هذه الاعتداءات غالباً ما تنتهي، عقب معرفة هوية الفاعل، ومن ثم اعتقاله أو اغتياله، أو مطاردته، لكن في كوبر، الأمر مختلف هذه المرة، فمنذ نحو سبعة أشهر، تعيش القرية أوضاعاً صعبة، ويعترض جنود الاحتلال شبان القرية على الحواجز العسكرية، بعد التدقيق بها.

يقول محمـد فحل، أحد أبناء كوبر لـ«البيان» إن جنود الاحتلال المنتشرين على الحواجز العسكريةيتعمدون احتجاز شبان القرية دون غيرهم، بهدف الانتقام منهم، وهذا يندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي، المخالف للقوانين والأعراف الدولية.

ويضيف: «كان عمر شاباً لطيفاً وهادئاً، وغير انفعالي، لكن ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال من محاولة تغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى المبارك، في يوليو الماضي، استفز مشاعره، وأجبره على تنفيذ العملية، انتصاراً لحرائر القدس، اللواتي تعرضن للقمع، أثناء اعتصامهن على أبواب الأقصى».

تضامن

عضو مجلس قروي كوبر، عزت عدوان، أوضح أن أحد ضباط جيش الاحتلال، توعد بعد العملية، أن يذيق الجحيم لأهالي كوبر، وأن يجعل «ليلهم نهار ونهارهم ليل» في كل مرة يقتحم فيها جيشه القرية.

Email