الحمادي نقيب أخلص لوطنه البحرين فاغتالته أيادي الغدر

■ مراسل «البيان» في لقطة مع أسرة الفقيد هشام الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن 28 يناير الماضي يوماً كسائر الأيام على أسرة الحمادي وفي البحرين عموماً حيث شهد ذلك اليوم اغتيال الابن البار النقيب هشام الحمادي، والذي طالته أيادي الغدر بأربع رصاصات، أثناء تواجده في مزرعة استأجرها ليربي الماشية والخيول في قرية «البلاد القديم» بهواية عشقها منذ الصغر، إلا أن عملاء إيران لم يتركوا له المجال.

الشهيد الذي يعمل بوحدة جناح الأثر، بوزارة الداخلية، ترك وراءه ثلاثة أطفال دون الرابعة من العمر، وإخوة وأخوات، فجعوا لخبر استشهاده بعملية إجرامية غادرة.

«البيان» التقت بوالده حسن محمد الحمادي بمسكنه بمدينة الرفاع وألقت معه الضوء على حياة الفقيد. يقول حسن الحمادي عن ابنه هشام إنه كان محباً لروح المغامرة منذ أن كان طفلاً صغيراً، وبسمة ميزته عن الكثيرين من معارفه، وأقرانه، مضيفاً «كان شجاعاً جداً لا يخاف». وأضاف «من الهوايات التي كان يحبها هشام وهو لا يزال طفلاً، تربية الحيوانات وركوب الخيل».

وتابع «أذكر أنه وأثناء حضوره لامتحان في المدرسة، وهو لا يزال صغيراً، أن اصطحب معه ثعباناً صغيراً، وحصل بأن تسلل الثعبان من جيبه بهدوء، من دون أن يشعر، وما إن اكتشف ذلك، حتى ترك أوراق الامتحان، وبدأ يبحث عنه بالفصل، وحين اكتشف المدرس، والطلبة حقيقة الأمر، دب الرعب بينهم، وحدثت الفوضى».

ويزيد مبتسماً «لك أن تتخيل، كم من المرات، التي كنت أزج بها بمواقف محرجة مع هذا وذاك، بسبب إقدام هشام، واختلافه عن الآخرين، ربما كان يسبب لي الأمر حينها ضيقاً ما، ولكن وبعد أن يكبر الأولاد، تكتشف أن أكثر لحظات المشاغبة لهم حين كانوا صغاراً، هي أجملها بالذاكرة».

الرحيل الموجع

وعما كان يميز الشهيد هشام مع أسرته، قال والده «كانت له معزة خاصة لدى الجميع، وكان قريباً ولصيقاً جداً بأخيه محمد، والذي لا يزال حتى اليوم شديد التأثر لرحيله، كما أن شقيقاته يستذكرنه دائماً، وبرحيله أوجعنا كثيراً، لكنه هو معنا بكل وقت». ولهشام ثلاثة أطفال صغار، يحدثنا عنهم الوالد حسن الحمادي بقوله «الأكبر وهو محمد وعمره 4 سنوات ونصف السنة، وكان محمد متعلقاً بوالده بشكل كبير جداً، كما أنه يحمل ملامحه، وبوادر شخصيته، والثاني حسن وعمره سنتان، والثالث حمد وعمره أكثر من سنة».

وفي سؤال «البيان» عن كيفية تلقي الخبر المؤسف، قال «كنت أقضي إجازة في الهند، مع والدة هشام، وتلقيت الخبر من ابني محمد، وكنت متماسكاً بفضل من الله عز وجل، ومحتسباً حين بلغني الأمر».

عظيم الأثر

ويردف الحمادي «أراد الله عز وجل، أن يكون رحيله صاخباً، كشهيد، فأنا عجزت عن دخول البيت مدة شهر كامل، بعد استشهاده، بسبب اكتظاظه بالنساء اللاتي توافدن من كل أنحاء المملكة». ويقول «اغتياله كان مفاجئاً، وغادراً، ولكنني ووالدته، وجميع إخوته، صبرنا، محتسبينه في الدرجة العليا من الجنة، فرحم الله هشام، ورحم الله كل شهدائنا الأبطال».

Email