الطفلة ليال تنتظر عودة والدها وتحاكي صورته على الجدار

■ نشأت عصفور مع أطفاله قبل استشهاده | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الطفلة الفلسطينية ليال تنتظر عودة والدها الشهيد نشأت عصفور، الذي قبّلها وخرج قبل عامين، إبان هبة القدس لمواجهة جنود الاحتلال، الذين كانوا يعيثون فساداً في بلدته سنجل، إلى الشمال من مدينة رام الله، ولم يعد إلا على أكتاف المشيّعين.

ما إن تسمع الطفلة البالغة 5 سنوات، أصوات أعمامها لدى عودتهم من أعمالهم، حتى تتسلّق نافذة المنزل، كي ترى والدها، وتبدأ بالنداء عليه، بعد أن كانت اعتادت هذا الأمر مع حلول مساء كل يوم، قبل أن تغتال رصاصات الاحتلال فرحتها المعتادة بعودته.

تقول زوجة الشهيد، إن أطفالها الثلاثة الذين يكبرهم جمال 8 سنوات، ومحمـد 7، وليال، تنقبض قلوبهم يومياً مع هبوط الليل، عندما يعود أعمامهم إلى منازلهم القريبة من منزلنا، بينما والدهم الذي كان شريكاً لإخوته بمشروع صغير تملكه العائلة، لا يعود. تضيف لـ«البيان»: «الابن الأكبر جمال يعلم حالياً بأن والده استشهد ولن يعود، أما الأصغران محمد وليال، فلا يزالان يجهلان الحقيقة، وكل ما يعرفانه بأن والدهما مسافر، وأنه سيعود وسيجلب لهما الهدايا والألعاب».

قبّلها ورحل

شقيق الشهيد عبدالرازق يوضح أن ليال، تسأله بشكل دائم عن والدها، وكثيراً ما تلح عليه بالسؤال «متى سيعود؟».. وفي أحيان كثيرة تناجي صورته المعلّقة على واجهة المنزل، وتتوجه بالسؤال إليه: «ليش ما رجعت؟».

ويضيف: «أصبحت ليال شاردة الذهن، فمن جهة تشعر بالسعادة لدى رؤيتها صور والدها التي تملأ شوارع البلدة، وتغمرها مشاعر الفرح عندما يخبرها الكبار بأنه ذهب إلى الجنة، ولكن في ساعات المساء، تنقلب فرحتها إلى كآبة وضجر، عندما تتذكر أن والدها لم يعد».

رجل البيت

والدة نشأت الثكلى، تسمع هي الأخرى من أحفادها الأسئلة الصعبة ذاتها، عن عودة والدهم، وغيبته التي طالت، موضحة أن الابن الأكبر جمال بدأ يتخلّى عن طفولته، ويشعر بأنه أصبح رجل البيت، فهو يرفض أن يتوجه إلى مدرسته، قبل أن يؤمّن كل ما تحتاجه والدته وجدته.

أما والد الشهيد جمال عصفور فأكد لـ«البيان» أنه كان يتوقع استشهاد نجله ذات يوم، كونه كان مواظباً على المواجهة مع الاحتلال، لافتاً إلى أنه حاول ثنيه عن ذلك مراراً، رحمة بأطفاله، لكنه لم يستجب لطلبه.

Email