استطلاع «البيان »: رؤى متعددة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف استطلاعان لـ«البيان»، الأول على موقعها والثاني على حسابها في «تويتر»، عن رؤى متعددة بشأن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة والجهود المصرية في هذا الشأن، إذ ذهب 52 في المئة من المستطلعة آراؤهم على «تويتر» أن الليبيين سينجحون في توحيد مؤسستهم العسكرية قريباً مقابل 48 في المئة ذهبوا إلى أن مسألة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية تحتاج إلى وقت أطول، نظراً إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعيشها ليبيا، وهو ما عبّر عنه 65 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان»، في حين أشار 35 في المئة إلى أن فرصة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية قريبة.


وفي قراءة لنتائج استطلاعي «البيان»، أكد محللون وباحثون في الشأن الليبي أن الجهود المصرية الأخيرة في ليبيا ما هي إلا خطوة نحو الأمام، من أجل تعجيل توحيد المؤسسة الليبية، معتبرين أنها خطوة ضرورية جداً، خاصة في هذه المرحلة، من أجل استعادة الأمن في هذا البلد وفي المنطقة بصفة عامة.


ويرى الباحث المصري في الشأن الليبي سامي عبد الخالق أن الليبيين يسيرون نحو النجاح في توحيد المؤسسة العسكرية قريباً، تكليلاً للجهود التي بذلت خلال الشهور الأخيرة في ذلك الاتجاه برعاية مصرية.


5 جولات
وقال عبد الخالق لـ«البيان» من القاهرة إنه خلال الأشهر الأخيرة أجريت خمس جولات لتوحيد الجيش الليبي، وجاءت تلك الجولات تحت رعاية مصرية، كان آخرها الاجتماعات التي انعقدت يوم الخميس الماضي بالعاصمة المصرية.


وأوضح أن الاتفاق الذي تم هو أن يكون خليفة حفتر قائداً للجيش، يقود مؤسسة مرتبة مثل أي جيش نظامي، بها مختلف الأفرع والقطاعات والقوات، وذلك بتوافق بين الليبيين، ومن المرتقب أن يكون لذلك الأمر تداعياته الإيجابية على الملف الليبي.


وشدد الباحث المصري في الشأن الليبي على أنه في فترة لاحقة سوف يتم إصدار بيان رسمي عن أن الجولات الأخيرة كُللت بالنجاح في سياق الاتفاق على توحيد الجيش الليبي، وأن مكونات الجيش الليبي توافق على ذلك، في ظل الاتجاه لتشكيل جيش نظامي موحد.


وتابع: «جاءت تلك الخطوات برعاية مصرية على مدى الشهور الأخيرة، والشعب الليبي يؤيد تلك الخطوات بأن يتم التئام الشرق والغرب، وأن يكون هناك جيش موحد من الشرق والغرب تحت قيادة حفتر».


جهود متواصلة
ومن الأردن، أوضح الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر، لـ«البيان»، أن مصر ستسعى بكل الجهود لإنجاح عملية توحيد المؤسسة العسكرية، وبالفعل ومنذ عام تقريباً، هناك جهود مصرية متواصلة، والمسؤولون في الجيش المنقسم وصلوا إلى مرحلة بات من المهم فيها لملمة شتات الجيش لأسباب عديدة، من أهمها تخليص ليبيا من الإرهابيين، ومحاولة استعادة الاستقرار فيها، وهم مقبلون على عملية انتخابات واستفتاء على الدستور، ومن دون توحيد المؤسسة العسكرية، التي يتبع أحدها مجلس النواب والأخرى حكومة الوفاق، لن تكون هناك عملية إصلاحية حقيقية.


ويضيف أبو بيدر: «وكما شهدنا، فإن المحكمة الإدارية العليا الليبية رفضت الطعن على إحالة مشروع الدستور من الهيئة التأسيسية إلى مجلس النواب، وهو مؤشر يعكس بداية نهاية الانقسامات الليبية، وتوحيد المؤسسة العسكرية هو النافذة الأهم في كل الجبهات والمؤسسات في ليبيا».


تضافر جهود
يعتقد الخبير الاستراتيجي د. أيمن أبو رمان أن نجاح توحيد المؤسسة العسكرية لن يكون على المدى القريب لوجود عقبات، ومن بينها المنازعات المختلفة بين الجيش والحكومة، إضافة إلى وجود المنظمات الإرهابية التي تجد في الأزمة الليبية فرصة لتحقيق مصالحها بشكل سهل.

ويؤكد أبو رمان أن الطريقة المثلى لإعادة الاستقرار لليبيا هي تضافر الجهود الدولية تحت هدف واضح وهو إعادة إعمارها، ووضع الصلاحيات في الهيكل التنظيمي لتصبح دولة مؤسسية قائمة بالدرجة الأولى على القانون، حتى يتم إنهاء مرحلة المزاجية في اتخاذ أي قرار.

Email