استمرار النزاع بجنوب السودان يبدد أحلام البسطاء في الاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل يوم تشرق فيه شمس جنوب السودان، تزداد معاناة السكان هناك قتامة، فالحرب المشتعلة منذ نحو خمسة أعوام خلفت من الضحايا ما لم تخلفه الحرب الأهلية قبل الانفصال عن السودان البلد الأم، والملايين من البسطاء في الدولة الوليدة تبددت أحلامهم في العيش المستقر بدولتهم المستقلة وبدأوا من جديد رحلة الهروب من الموت البحث عن الأمان والاستقرار.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد الذين فروا منذ اندلاع الصراع في في ديسمبر من العام 2013، بلغ حوالي 2,5 مليون شخص، اتجهوا إلى ست من دول الجوار هي أوغندا وكينيا والسودان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى.

كما أن الصراع وانعدام الأمن أجبر ثلث سكان البلاد إلى الهجرة قسراً، هذا الى جانب الأزمة الانسانية التي يعايشها سبعة ملايين شخص داخل البلاد.

وتتوقع المفوضية الأممية أن يتخطى عدد اللاجئين الـ3 ملايين مع نهاية هذا العام، ما يجعل أزمة جنوب السودان، أزمة اللاجئين الكبرى في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي زار مطلع الشهر الحالي كل من يوغندا وكينيا، إن الكلفة البشرية لصراع جنوب السودان وصلت إلى معدلات كبيرة. وأضاف «إن لم تتوقف الحرب، سيرتفع عدد اللاجئين من 2.5 إلى 3 ملايين عام 2018».

وأطلق غراندي، ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، نداءً تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار لدعم اللاجئين الفارين من الوضع الإنساني المتدهور في جنوب السودان وبقيمة 1.7 مليار دولار للأشخاص المحتاجين داخل البلاد خلال عام 2018.

ويعد الاطفال والنساء أكثر الشرائح تأثراً بما جرى ويجري في البلاد، وتبلغ نسبة اللاجئين من تلك الشرائح 90 في المئة، 65 في المئة منهم دون سن الـ18 عاماً، وتؤكد وكالات الأمم المتحدة الاغاثية أن الاحتياجات الإنسانية في جنوب السودان مستمرة في الارتفاع بشكل كبير.

حيث ما زال هناك حوالي 7 ملايين شخص، بينهم مليونا شخص نازح داخلياً، بحاجة للمساعدة الطارئة والحماية في البلاد، عدد كبير منهم هم في خطر الإصابة بالمرض وسوء التغذية.

وفي السودان، تواصل تدفق اللاجئين الجنوبين، ووصل خلال يناير الماضي إلى ما يقدر بنحو 3000 لاجئ بحسب إحصائيات مكتب تنسيق الامم المتحدة للشؤون الانسانية بالخرطوم الذي توقع أن يصل إلى السودان في عام 2018 ما يقدر بـ200 ألف لاجئ جديد، فيما تقول الحكومة السودانية إن ما مجموعه 1.3 مليون لجأوا إلى البلاد وصلوا منذ اندلاع الصراع في الجنوب.

 

Email