مجلس الأمن يفشل في إعلان هدنة إنسانية مؤقتة بسوريا

الغوطة تحت قصف متواصل والحصيلة إلى 300 قتيل

عناصر «الخوذ البيض» يحملون مصاباً جراء القصف | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنّت طائرات حربية سورية أمس سلسلة غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لليوم الخامس على التوالي من القصف لترفع حصيلة الضحايا من المدنيين إلى 300 قتيل.

وفي وقت تشهد الغوطة الشرقية على هذا التصعيد العسكري، فشل مجلس الأمن في دعم نداء منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة طالبت بهدنة إنسانية لمدة شهر على كامل الأراضي السورية.
وحصدت الضربات التي يشنها النظام السوري منذ بداية الأسبوع على الغوطة الشرقية نحو 300 قتيل بينهم 58 طفلاً.


وبعد ساعات قليلة من الهدوء حتى صباح أمس، استأنفت الطائرات الحربية السورية قصفها، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وشهدت الشوارع حركة خفيفة صباحاً، إذ استغل بعض السكان الهدوء لإزالة الأنقاض من أمام منازلهم ولشراء الحاجيات قبل الاختباء مجدداً.


وعند منتصف النهار في مدينة دوما، بدأت مآذن المساجد، التي ألغت صلاة الجمعة منذ أيام خشية من القصف.
على صعيد آخر، أعلنت قوات النظام السوري السيطرة على كامل المنطقة التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش وفصائل المعارضة في ريفي حماة وادلب.

إخفاق أممي
وأخفق مجلس الأمن في اجتماع عقده أول من أمس في التوصل إلى نتيجة ملموسة حول قضية إعلان هدنة إنسانية في سوريا، حيث يزداد الوضع خطورة في مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وخرج عدد كبير من سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهمة من دون أن يدلوا بأي تصريح لوسائل الإعلام. وكانت السويد والكويت طلبتا عقد الاجتماع.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر «لا تعليق» فيما علق دبلوماسي في بلد أوروبي آخر «الأمر رهيب». وكان السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبنزيا من أوائل من غادروا الاجتماع، مؤكدا أن إعلان وقف إنساني لإطلاق النار هو أمر «غير واقعي». وأوضح أن الوضع الإنساني على الأرض لم يتغير منذ الشهر الماضي، مضيفاً «نرغب في رؤية وقف لإطلاق النار، انتهاء الحرب، لكن الإرهابيين، لا أعتقد أنهم يوافقون على ذلك».


وأكد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوفكوك أمام مجلس الأمن أن «الظروف رهيبة» كما نقل دبلوماسي، مؤكدا أن السكان يعانون سوء التغذية مع عدم تمكن أي قافلة إنسانية من دخول المنطقة منذ شهرين. ويحتاج نحو 700 شخص إلى إجلائهم في شكل ملح.


وتطرق المسؤول الأممي أيضا إلى الوضع الإنساني في منطقتي عفرين والرقة، المعقل السابق لتنظيم داعش، حيث لم تتوافر بعد الظروف لعودة آمنة مع تأمين مساعدات إنسانية للسكان. وأشار خصوصا إلى وجود متفجرات، بحسب دبلوماسي.


تحذيرات دولية

وأمام فشل مجلس الأمن في إعلان الهدنة، حذرت مجموعة منظمة «كير انترناشونال» الإغاثية الدولية من كارثة إنسانية جراء حملة القصف العنيفة التي تشنها قوات النظام السوري وتعرقل عمليات الإغاثة الضرورية في الغوطة الشرقية.

وقالت مديرة العلاقات العامة المسؤولة عن سوريا لدى المنظمة جويل بسول «يواجه شركاؤنا في الغوطة صعوبة في التنقل. كيف يمكنهم الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟»

دعوات فرنسية

وفي السياق ذاته، دعت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إلى إنهاء الضربات الجوية في سوريا وفتح ممرات إنسانية في أسرع وقت ممكن وقالت إن استهداف المدنيين أمر غير مقبول.

وركزت بارلي حديثها على القتال في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في إدلب وشرقي دمشق.
وقالت في تصريحات لراديو «فرانس إنترناسيونال» «نحن قلقون جداً. يجب وقف الضربات الجوية». وأضافت «المدنيون هم الأهداف في إدلب وشرقي دمشق. هذا القتال غير مقبول إطلاقاً»، وأعلنت وجود خط أحمر واضح جداً وهو استخدام سلاح كيميائي من أي جهة كانت ستؤدي إلى رد فعل ورد فوري من جانب الفرنسيين.


بدوره، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من نظيره الروسي فلاديمير بوتين «القيام بكل ما في وسعه حتى يوقف النظام السوري التدهور غير المحتمل للوضع الإنساني»، واعرب عن قلقه حيال «إمكان استخدام الكلور» ضد المدنيين.

Email