تقارير «البيان»

«النبأ» وبلحاج وجهان لإرهاب «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد قناة «النبأ» المدرجة ضمن الكيانات الإرهابية، أحد أهم أبواق الإرهاب القطري في ليبيا، وهي إخبارية خاصة مملوكة لرجل قطر الأول في ليبيا الإرهابي عبدالحكيم بلحاج القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة والمصنف إرهابياً.

انطلق بث القناة الفضائي في أغسطس 2013 تحت إشراف الإخواني وضاح خنفر الذي تم تكليفه بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، بتأطير إعلام الجماعات الإرهابية في طرابلس، وظلت ضمن القنوات القليلة التي تعمل في العاصمة الليبية بعد طرد ميليشيا فجر ليبيا لكافة القنوات الخاصة وإغلاقها، قبل أن تلجأ إلى الأراضي التركية، حيث باتت تبث برامجها من إسطنبول.

التحريض والعنف

تخصصت قناة «النبأ» في التحريض على العنف وتلميع صورة الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وجبهة النصرة وبتبنيها الكامل للأجندات القطرية والتركية داخل ليبيا وخارجها، وفي 30 مارس 2016 تم إغلاق القناة إثر مداهمة مقرها من قبل مسلحين في طرابلس، حيث توقف بث القناة تماماً بعدما ظهر على شاشتها خبر كتب فيه «عاجل: أبناء مدينة طرابلس وثوارها يوقفون قناة النبأ، قناة الفتنة والتحريض وكل من يشارك في القناة بعد فتحها سيتعرض للسؤال من ثوار المدينة».

وفي 29 سبتمبر 2016 أصدرت النقابة المستقلة للإعلاميين بياناً دانت فيه حالات التشهير والتحريض على العنف والكراهية التي تبث على قناة النبأ، وأشارت إلى «كثرة البرامج غير الحيادية في القناة التي تستضيف طرفاً من أطراف الصراع في غياب الأطراف الأخرى التي تتهمها بالعمالة والخيانة والقتل، كما فعل الضيف في إحدى حلقات برنامج «بنغازي اليوم» عندما اتهم البعثة الأممية بالمساهمة في قتل المدنيين العالقين في قنفودة، الأمر الذي يعد جريمة افتراء ترتكب على الهواء وتحريضاً ضد البعثة».

وفي مارس الماضي توقفت قناة «النبأ» عن البث مرة أخرى بعد تعرضها لهجوم بقذائف «الآر.بي. جي» بمنطقة زناتة بطرابلس، وأظهرت صور منتشرة لمقر القناة اشتعال النيران في المبنى، ثم سرعان ما عادت للبث من مقر بديل تحت حراسة مسلحين تابعين لتنظيم أنصار الشريعة، ومنه انتقلت للبث من تركيا.

وفي أبريل أظهر تقرير المركز الليبي لحرية الصحافة حول خطاب التحريض والكراهية في الإعلام الليبي، أن قناة النبأ تصدرت القنوات التلفزيونية، في بث خطاب التحريض والكراهية، وكشف التقرير عن أن عملية الكرامة جاءت في مقدمة المستهدفين بهذا الخطاب.

وفي يونيو اعتبر مجلس النواب الليبي القناة كياناً إرهابياً ضمن لائحة بالشخصيات والكيانات المتهمة بالإرهاب في ليبيا.

الإرهابي الأبرز

وتعتبر قناة «النبأ» أحد أبرز أبواق الإرهاب القطري الإخواني في ليبيا والمنطقة العربية، ومؤسسها هو عبدالحكيم بلحاج الذي سافر إلى أفغانستان سنة 1988 للمشاركة في الحرب ضد القوات الروسية، حيث أسس هناك رفقة مقاتلين ليبيين آخرين ما تسمى الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة ذراع تنظيم القاعدة في ليبيا مطلع التسعينات، وبعد سقوط كابول غادر بلحاج أفغانستان، متوجهاً إلى عدة دول خصوصاً 4 شملت إقامته هي السودان وباكستان وتركيا وقطر، قبل أن يعود إلى ليبيا عام 1994، حيث انطلق في إعادة تشكيل جماعته وتدريبها في مناطق الجبل الأخضر الجبلية بشرقي البلاد استعداداً للإعلان عن بدء المواجهات المسلحة ضد نظام القذافي، إلا أن الأجهزة الأمنية استبقت تحرك الجماعة الإرهابية بضرب مراكز التدريب عام 1995 وقتل أميرها في مناطق الجبل الأخضر، في ذلك الوقت عبدالرحمن حطاب واستطاع عبدالحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلى أفغانستان.

وفي 1995 نفذت الجماعة المقاتلة أول عملية إرهابية في درنة، عندما قامت مجموعة إرهابية بذبح 14 طالباً في كلية الشرطة أثناء تمارينهم الصباحية في مرتفعات درنة، وتم تكليف اللواء عبد الفتاح يونس آنذاك بقيادة حملة أمنية وعسكرية للقضاء على جماعة بلحاج استعمل فيها سلاح الطيران لقطع دابر الإرهابيين المتحصنين في المناطق الجبلية الوعرة، وفي يوليو 2011 تم اغتيال عبدالفتاح يونس قائد الجناح العسكري لثورة 17 فبراير ضد نظام القذافي انتقاماً من حربه على جماعات بلحاج في تسعينات القرن الماضي.

واعتقل بلحاج في ماليزيا في فبراير 2004 عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأميركية ثم جرى ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل الأميركيين، من ثم نقل إلى ليبيا بتاريخ 8 مارس 2004.

وساطة قطرية

وفي مارس 2010 أفرج عن بلحاج ومجموعة من قيادات الجماعة الليبية المقاتلة، بعد سلسلة من الحوارات والمراجعات الفكرية بوساطة قطرية وبمشاركة فاعلة من الإرهابي يوسف القرضاوي، وعدد من قيادات ما يسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الممول قطرياً.

Email