علاقات قوية بحجم التحديات الإقليمية

الإمارات والسعودية.. وحدة الهدف والمصير

علاقات وطيدة تربط بين قيادتي وشعبي البلدين | ارشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل العلاقات بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، والصداقة المبنية على حُسن الجوار والمصالح المشتركة، فما يجمع الإمارات والسعودية من روابط الأخوة الحقة والعلاقات المتميزة من الصعوبة بمكان الإلمام به أو حصره بجوانب محددة لأنه يعني علاقة الشقيق بشقيقه تزداد أصالة سنة تلو أخرى عبر مسيرة حافلة بالعطاء والحكمة والعمل المشترك.

العلاقة بين الدولة وشقيقتها المملكة العربية السعودية، يربطهما قلب واحد وعلاقتهما تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وتزداد قوة وصلابة على مر الزمن، حيث تتفرد هذه العلاقات بالكثير من السمات التي تجعل منها نموذجاً في العلاقات بين الأشقاء، ومن أهم هذه السمات التي أضفت على العلاقات قوة كبيرة وكانت وما تزال تدفع بها للأمام في جميع المجالات، وهي تواصل الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، والانسجام التام في المواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية وكيفية التفاعل معها، والعلاقات الاقتصادية والتجارية المتينة بين البلدين.

نموذج استثنائي

فالعلاقات بين البلدين تعد نموذجًا استثنائيًا وثريًا للتعاون والتكاتف على كافة الأصعدة الأمر الذي وجد صداه عملياً في تعاضد البلدين الشقيقين إزاء مختلف القضايا التي تعاملت معها المنطقة من خلال التفاهم التام بين البلدين، في أهمية دعم وتكامل الرؤى تجاه عديد من قضايا منطقة الخليج العربي، ومنطقة الشرق الأوسط.

وتستند العلاقات التاريخية بين البلدين على أسس راسخة، وتاريخ طويل، عنوانه «المحبة الخالصة» التي جمعت بين الشعبين على مر العصور؛ فضلاً عن الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم.

وتصب هذه العلاقات في دعم المصالح المشتركة بين البلدين وتعزيزها، كَذَلِكَ علي الجانب الْأخَر أنها تمثل ركناً أساسيا من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج والأمن القومي العربي، إضافة إلى منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.

فالعلاقة نتاج قناعة تامة وإيمان عميق تَرسّخ في أذهان الاماراتيين والسعوديين قبل غيرهم، بأنهم بلد واحد يواجهان نفس التحديات، وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتشريبها لذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر على ذات النهج والمضمون؛ ما يوفر مزيداً من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة.

سد منيع

التعاون الإماراتي السعودي بات بالفعل سداً منيعاً امام أطماع الطامعين، ويوفر قاعدة أساسية راسخة لحماية المصالح الاستراتيجية للدول والشعوب الخليجية والعربية، وأصبح واحداً من النماذج الإيجابية في توظيف الموارد والمكانة من أجل صيانة المصالح والتصدي لمصادر الخطر والتهديد الاستراتيجي. وهناك تكامل الرؤى بين البلدين تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خصوصا في أزمة اليمن فقد امتزاجت دماء شهداء البلدين،لنصرة الحق في اليمن وإعادة الشرعية لهذا البلد.

كما توجد رؤى متطابقة حول الأزمة السورية و القضية الفلسطينية، لا سيما أن قيادة البلدين يحرصون دائماً على تكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال وإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

انسجام تام

فمواقف الدولة الداعمة لأمن المملكة السعودية واستقرارها وتكريس حضورها الدولي لا يمكن أن يسعها مداد قلم أو تدوّن بين دفتي سجل الكتب فهي حاضرة وماثلة للعيان منذ قديم الزمن، ويتفق المحللون على أن الحديث عن العلاقات بين المملكة والإمارات هو نفسه الحديث عن علاقة الأشقاء؛ بما تحتويه هذه العلاقة من ألوان الحياة ودفئها وانسجامها والتقاء المصالح بين الدول والشعوب التي هي أيضاً تنسجم مع بعضها البعض، وهذا التناغم لا يتعلق بقضية واحدة أو جملة من القضايا، بل هو قائم تجاه جميع هذه القضايا وهو أمر لا يمكن أن نراه إلا عندما نتحدث عن العلاقات بين الدولة و المملكة السعودية، ومن أهم هذه السمات التي أضفت على العلاقات قوة كبيرة وكانت وما تزال تدفع بها للأمام في جميع المجالات، وهي ارتفاع وتيرة الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، والانسجام التام في المواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية وكيفية التفاعل معها، والعلاقات الاقتصادية والتجارية المتينة بين البلدين.

ويرى بعض المراقبين أن الزيارات المتبادلة والرسائل، تعتبر أفضل دليل على الرغبة المشتركة لترسيخ علاقات الأخوة والجيرة والنماء والتعاون والترابط التاريخي وتعزيزها فضلاً عن كونها مؤشراً إلى تقدم مستوى التفاهم والتعاون المشترك.

علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين تشهد كل يوم إضافة جديدة يرتفع معها البنيان أكثر وتزداد التطلعات إلى مزيد من الإنجازات والنتائج الإيجابية التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، ولا سيما أن العلاقات الإماراتية - السعودية تزداد رسوخاً وصلابة وعمقاً بفضل حنكة قيادة البلدين وما يجمع شعبي البلدين من رؤى تجمع وتعزز وتطور وتخدم العلاقات وتدفع بها إلى الأمام وبلورة آفاق واعدة وأرحب في المجالات كافة.

وتحرص الدولة والمملكة على التواصل المستمر والتشاور بشأن مختلف التطورات في المنطقة، وتأكيد المملكتين على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب والمحاولات الخارجية الآثمة لزعزعة الاستقرار، وتتعاونان في دعم جهود الأمن في المنطقة من خلال التحالفان الإسلامي والدولي لمكافحة الإرهاب.

محاربة الإرهاب

وتقود الدولة والمملكة العربية السعودية التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يمثل تحدياً للأمن والسلم الدوليين، حيث أولى البلدين التصدي لظاهرة الإرهاب اهتمامًا بالغًا على مختلف المستويات، وقدما خطوات جادة في مكافحته، كما أسهما بفعالية في التصدي له وفق الأنظمة الدولية، وامتدت جهودهما لتشمل تعزيز التعاون الدولي لمحاربته، وتواصل العمل لمكافحته بجميع أشكاله ومظاهره.

فالدولة والمملكة هما صمام الأمان للأمن القومي العربي، حيث تسعى قيادتا البلدين إلى تحقيق أكبر قدر من التنسيق السياسي والأمني العربي في مواجهة الأخطار كافة، في ظل توافق رؤى الجانبين حول أهمية الوقوف يدًا واحدة في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

Email