واشنطن تدعو إلى ضبط النفس وتحذّر من استغلال «داعش»

قتلى وآلاف النازحين في معارك عفرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الهجوم التركي على عفرين سيّد المشهد، إذ تواصلت الاشتباكات في محيط المدينة ما أدى إلى سقوط قتلى وفرار آلاف المدنيين، وفيما أنهى مجلس الأمن جلسة دون إصدار إدانة أو إعلان مشترك، دعت الولايات المتحدة، تركيا، إلى ضبط النفس محذّرة استغلال تنظيمي داعش والقاعدة للعمليات العسكرية.

وتواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، بين قوات سورية الديمقراطية والقوات التركية والفصائل المدعومة منها في محيط عفرين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات التركية تهدف إلى السيطرة على قرى حدودية تتيح لها التوغّل إلى عمق المنطقة، موضحاً أنّ الاشتباكات تدور على محاور في راجو وحمام وباليا وقرنة، ومحاور أخرى في ناحية جنديرس ومحيط هضبة برصايا وقسطل جندو على الحدود الشمالية لعفرين مع تركيا وعلى الحدود الغربية مع لواء إسكندرون.

ورجّح المرصد مقتل 25 على الأقل من الفصائل السورية وجندي تركي، فضلاً عن 26 على الأقل من مقاتلي «قسد». وأعلن الجيش التركي، مساء أول من أمس، مقتل أول جنوده في اليوم الثالث للهجوم الذي يشنه على أهداف كردية في شمال سوريا.

تفادي

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن آلاف الأشخاص يهربون من المعارك والقصف التركي على منطقة عفرين. وذكر المرصد نقلاً عن مصادر لم يسمها، أنّ قوات النظام تمنع النازحين من عفرين من عبور نقاط التفتيش التي تسيطر عليها، ليصلوا إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد من حلب.

وقال ناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية، أمس، إن ثلاثة أشخاص قتلوا في قصف المدفعية التركية لبلدة رأس العين السورية. في الأثناء، دعت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، أمس، لحشد كبير للدفاع عن عفرين ضد عملية عسكرية تركية.

في السياق، نقلت قناة خبر ترك التلفزيونية عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله، إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع قوات النظام أو القوات الروسية أو الأميركية خلال عمليتها شمال سوريا، لكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.

لا إدانة

سياسياً، أنهى مجلس الأمن الدولي، جلسة عقدها لبحث هجوم عفرين، من دون أن يصدر إدانة أو إعلاناً مشتركاً. وأعرب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر في ختام جلسة مشاورات عاجلة عقدت بطلب من باريس، عن قلق عميق حيال الوضع في شمال سوريا وسط التصعيد المستمر، متطرّقاً إلى الوضع الإنساني المأساوي الناجم عن عمليات النظام السوري، لاسيّما في إدلب والغوطة الشرقية.

وأكّد دولاتر أنّ الأولوية هي لوحدة الحلفاء في الحرب ضد تنظيم داعش، مشيراً إلى أنّ عفرين لا تشكّل سوى أحد عناصر الأزمة في سوريا.

ضبط النفس

من جهته، حضّ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، تركيا على ضبط النفس في عملياتها العسكرية بشمال سوريا، مشيراً إلى أنّ هذه العمليات تعطّل العودة السلمية للاجئين وقد يستغلها تنظيما القاعدة وداعش.

وأضاف ماتيس للصحافيين خلال جولة لإندونيسيا: «يمكن أن يستغل تنظيما داعش والقاعدة ذلك بالطبع، لأننا لا نركز عليهما الآن، ويخاطر ذلك بالتأكيد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي تمر بها معظم أجزاء سوريا». كما عبّر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عن قلقه إزاء حملة الجيش التركي في شمال سوريا، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

تساؤلات

بدورهم، قال مسؤولون أميركيون، إن السؤال الرئيسي للولايات المتحدة بشأن هجوم تركيا، هو ما إذا كانت أنقرة ستواصل التقدم من عفرين إلى منبج حيث توجد قوات أميركية وحلفاء لها في مواجهة تنظيم داعش.

وصرّح مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه: «منبج حررها التحالف وهذا سينظر إليه بشكل مختلف إذا ما بدأت تركيا التحرك في ذلك الاتجاه، تحدث الأتراك بشأنها، لكن ليست هناك دلالة على أنهم سيواصلون التحرّك شرقاً حيث توجد قواتنا، في المرحلة الحالية، في عفرين معركة مختلفة جداً ووضع مختلف للغاية عما إذا تقدموا شرقاً».

قلق

أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، عن قلقه إزاء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، داعياً حكومة أنقرة إلى ضبط النفس في عملياتها ضد القوات الكردية في المنطقة.

وأضاف للصحافيين: «أتيحت لي فرصة إبلاغ نظيري التركي بأنّ هذا الهجوم يقلقنا، رغم أننا نتفهم قلق تركيا إزاء أمن الحدود، لا يسعنا سوى أن ندعو تركيا للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس في ما يتعلق بهذا الأمر».

توضيح

طالب حزب اليسار الألماني المعارض، بصدور بيان حكومي من المستشارة أنغيلا ميركل خلال الأسبوع المقبل، بشأن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي في سوريا.

وقال البرلماني اليساري البارز يان كورته، إنّه يتعيّن على ميركل توضيح سياستها تجاه تركيا، في ظل زحف قوات عسكرية تركية في عفرين.

توقيف

أوقفت السلطات التركية، أمس، 42 شخصاً بتهمة نشر الدعاية الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هجوم عفرين. وأفادت وكالة الأناضول، بأنّ 23 شخصاً أوقفوا في إزمير في الغرب، بينهم المسؤول المحلي لحزب الشعوب الديموقراطي شركس إيدمير.

واعتقل 14 شخصاً آخرون في محافظات فان وأغدير وموس في الشرق، وخمسة في مرسين في الجنوب.

Email