أحكام بالإعدام والسجن والإبعاد للأقلام الصادقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في واقعة غير مسبوقة، أصدرت محكمة مسيطر عليها من جانب مليشيا الحوثي الإيرانية حكماً بالإعدام، في أبريل الماضي، ضد الصحافي يحيى الجبيحي، بتهمة «التخابر لصالح السعودية».

تلك الحادثة تعكس المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها العاملون في الإعلام اليمني، من تعرض لأحكام جائرة تصل إلى السجن والإبعاد وحتى الإعدام.

ففي عام 2016، وفي خطاب تلفزيوني، حذر قائد مليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي واصفاً الإعلاميين بأنهم «أخطر على البلاد من القوميين والمرتزقة»، وفق تعبيره، ما يظهر عداء هذه الميليشيا المستحكم للإعلام الذي يكشف أهدافها من خلال توصيل الأخبار والتقارير الحقيقية، ما يعمل على تجهيل متابع الأخبار اليمنية، ولكي يعتمد على إعلام ميليشيا إيران في اليمن ويجعله ضحية سهلة لدعايتها.

المركز الوطني للمعلومات في اليمن، ذكر في تقرير منتصف العام الماضي، إنه قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، كان في اليمن حوالي 295 قناة إعلامية، أربع منها مملوكة للدولة، و14 قناة خاصة.

مسألة حيوية

وتعتبر السيطرة على الخطاب المحلي والعالمي مسألة حيوية بالنسبة لمليشيا الحوثي. فحينما سيطرت هذه المليشيا على صنعاء في 2014، قامت بقصف مقر تلفزيون الدولة، وبعدها على الفور قامت باستبدال العاملين في الإعلام بعاملين آخرين موالين لها.

بينما كان يحدث ذلك في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، تم إغلاق الصحف والقنوات في الشمال والجنوب، كقناة "الثورة" التابعة للدولة وصحيفة "14 أكتوبر". وقامت الميليشيا بالسيطرة على قناة "الثورة" وحوّلوها إلى منبر موال لهم يقوم بتغطية الشمال فقط.

ثمة 10 مطبوعات ورقية مملوكة لميليشيا الحوثي الإيرانية، وقناتان تلفزيونيّتان مملوكتين لهم، في مناطق سيطرتهم، وهناك قناة تلفزيونية واحدة مملوكة لحزب المؤتمر سيطروا عليها الشهر الماضي.

في المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي. وحسب التقرير، شنت هذه الميليشيا حملة على الإعلام، حيث قام مزود خدمة الإنترنت، «يمن نت»، بحجب مواقع معينة تناهض الحوثيين، كما اتهم وزير الإعلام ميليشيا الحوثي المنابر الإعلامية بـ «التحريض على الخيانة».

استهداف أوسع

وأصبح الاستهداف الحوثي لوسائل الإعلام أشد وأوسع انتشاراً عقب بدء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حملة "عاصفة الحزم" والتي تبعتها "اعادة الأمل". وكانت أكثر الانتهاكات دموية ضد الصحافة في اليمن حين قامت مليشيا إيران في اليمن باتخاذ اثنين من الصحافيين اليمنيين كدروع بشرية لحماية منشأة عسكرية، ما أدى إلى مقتلهما. في واقعة أخرى، تم دس السم للمدون والمحقق الصحافي محمد العباسي، الذي عرف بكتابة تقارير عن فساد الحوثيين. وتشير اصابع الاتهام الى الحوثيين في تلك الجريمة.

هذه بعض الانتهاكات ضد الصحافة في اليمن التي لم تجعل من اليمن أخطر الأماكن لعمل الصحافيين فحسب، لكنها أيضاً تسببت في وضع مليشيا الحوثي الإيرانية كثاني أسوأ منتهكين لحرية الصحافة في العالم ــ وكان المركز الأول من نصيب تنظيم داعش.

الكثير من الصحافيين اليمنيين في الشمال يقولون إنهم لا يعملون لأنهم أجبروا على العودة إلى قراهم للهرب من حملات الحوثيين، ويؤكدون أن الحوثيين يسمحون فقط للصحافة التي تنحاز لصالحهم بالتواجد.

إشادة

في فبراير العام الماضي، عقد وزراء الثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعاً استثنائياً في الرياض، حيث أشاد وزير الإعلام اليمني بوزراء «التعاون» على اهتمامهم بمناقشة الوضع اليمني، والدعوة لاستمرار تطوير الآلية الإعلامية لكشف جرائم ميليشيا الحوثي الإيرانية التي ترتكب يومياً جرائم بحق أبناء اليمن الأبرياء.

وبيّن أن الحوثيين اختطفوا الصوت اليمني الشرعي من خلال الاستيلاء على التلفزيون الرسمي، ووكالة الأنباء اليمنية، ولا يزالون يبثون الأكاذيب عبرهما بغية التشويش على المتابع من خلال المعلومات والصور المزيفة التي لا تعكس حقيقة إجرامهم بحق الشعب اليمني.

 

Email