حجج الدوحة وألاعيبها الواهية مكشوفة أمام الجميع

استطلاع "البيان": تخبّط قطري وراء اعتراض طائرات مدنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عكست عمليات اعتراض قطر للطائرات المدنية، حالة من التخبط الذي يعاني منه نظام الدوحة، على وقع العزلة التي يعيشها، ومثلت تلك العملية، في تصور خبراء ومحللين، محاولات قطرية بائسة من أجل التصعيد، تنتهك من خلالها القانون الدولي، ولن تجني منها سوى المزيد من العزلة، والمزيد من تشويه نفسها أمام المجتمع الدولي، الذي صارت حقائق الدور المشبوهة للدوحة في دعم وتمويل الإرهاب معروفة بالنسبة له.

نتائج

وكشفت نتائج استطلاعات للرأي أجرتها «البيان»، الأول على موقعها الإلكتروني، والثاني على حسابها في «تويتر»، والثالث على حسابها الرسمي في «فيسبوك»، بشأن اعتراض قطر لطائرات مدنية، أن ما بين 66 إلى 69 في المئة من المستطلع آراؤهم، أكدوا أن الاعتراض ناتج عن حالة من التخبط والارتباك.

وفي استطلاع «البيان» على الموقع الإلكتروني: «هل اعتراض قطر لطائرات مدنية مرتبط بسعيها للتصعيد بعد عزلتها أو تخبط وارتباك في سياستها؟»، اعتبر 66 في المئة من المستطلع آراؤهم، أن الاعتراض ناتج عن تخبط «قطر»، ومواصلة دورانها في مسار لن يوصلها إلا لمزيد من التيه والضياع والعزلة المتفاقمة، جراء انهيار الثقة التامة به من قبل الدول التي هي بحكم التاريخ والجغرافيا والوضع الاجتماعي الأساس لمستقبله وحاضر وغد شعبه. فيما أكد 34 في المئة من المستطلع أراؤهم سعي تنظيم الحمدين للتصعيد بعد كشف أكاذيبه.

أما نتائج للاستطلاع على حساب «الفيسبوك»، فكانت مشابهة نوعاً ما لموقع البيان، إذ اعتبرت 69 في المئة من المستطلع آراؤهم، أن التصعيد القطري ليس له ما يبرره، سوى أن هذا النظام مصاب بحالة ارتباك وتخبط غير عادية، فيما أكد 31 في المئة أنه ربما ينوي تصعيد الأمور لما هو أكثر من ذلك، لم تجد أكاذيبه أي صدى على الساحة الخارجية التي حاول هذا النظام استدعاءها منذ بداية الأزمة في يونيو الماضي بشكل ملحوظ.

استطلاع «البيان» على «تويتر»، كان متقارباً في النتائج، إذ أكد 57 في المئة من المستطلع آراؤهم، أن ذلك الاختراق إنما يجسد حالة التخبط التي يعاني منها النظام القطري بصورة كبيرة، تلك الحالة التي ظهرت في الكثير من القرارات والتحركات والتصريحات الخاصة بمسؤولين قطريين، فيما اعتبر 43 في المئة، أن الدوحة تحاول التصعيد بعدما فقدت مصداقيتها.

حالة يأس

ويعتبر مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، سيد أبو زيد، تلك الخطوة التي أقبلت عليها قطر، بكونها تؤكد تخبط النظام القطري، على وقع تواصل المقاطعة، وسعي الدوحة من أجل «التصعيد» بشكل يمثل انتهاكاً واضحاً وصريحاً للاتفاقيات الدولية والقانون الدولي.

ويلفت إلى أن حادث اعتراض قطر لطائرة مدنية إماراتية، إنما يأتي في إطار ذلك التخبط وفقدان العقل، وحالة اليأس التي يعيشها النظام القطري بصفة عامة، في ظل ما يتعرض له من عزلة، لافتاً إلى ما تمثله تلك الخطوة التي أقدمت عليها الدوحة من مخاطر شديدة، يجب التصدي إليها باستخدام الكروت المتاحة كافة، بالتوجه إلى المنظمات الدولية المعنية لملاحقة قطر. كما يلفت إلى أن التحرش القطري من خلال تلك الوقائع، يؤكد النهج القطري في التعامل مع الأزمة، ورفض العودة إلى الحضن العربي والخليجي، مقابل إصرارها على علاقاتها العضوية مع تركيا وإيران، بما لديهما من مخططات وأجندات معادية ضد المنطقة.

ضعف

ويعتقد مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، بأن ممارسات الدوحة كلها، تعكس حالة التخبط في سياساتها، وتنصلها من تعهداتها السابقة أمام مجلس التعاون الخليجي، وكذا إصرارها على مواصلة إدارة ظهرها للمطالب العربية، وقد جاءت الأحداث الأخيرة، لتمثل تأكيداً على ذلك الأسلوب القطري الكاشف لحالة اليأس والضعف التي يعيشها نظام الدوحة في الوقت الراهن، في ظل العزلة المفروضة على قطر.

ويلفت في السياق ذاته، إلى أن الدوحة تستخدم أدواتها كافة، من أجل أن توحي للمجتمع الدولي بأنها طرف مظلوم، غير أن المجتمع الدولي يدرك تمام الإدراك، خاصة عقب عملية المقاطعة، حقيقة ما تقوم به قطر من أدوار مشبوهة في دعم وتمويل الإرهاب، وباتت حجج الدوحة وألاعيبها الواهية مكشوفة أمام الجميع، ما وضعها في حالة من التخبط الواضحة على قرارات مسؤوليها وتصريحاتهم المختلفة.

وبحسب تعبير الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابقاً، السفير طلعت حامد، فإن قطر «تعيش حالة من الجنون والتخبط»، ما دفعها إلى القيام بتلك الخطوة، التي تعبر عما تعيشه الدوحة من اضطراب مع تصاعد العزلة. موضحاً في السياق ذاته، أن تلك الأمور لن تجني منها شيئاً، ولا حل أمامها سوى بالاستجابة للمطالب المقدمة من الدول الأربع، على اعتبار أن ذلك السبيل الوحيد للخلاص من أزمتها، لكن ربما لا تبدو في الأفق أي مؤشرات على ذلك.

اختراق للقانون الدولي

عضو مجلس الوزراء الأردني، د. عبد الله عويدات، بيّن أن هذا الاعتراض، يعكس التخبط والارتباك في السياسة القطرية، وليس التصعيد، فهم ليسوا بمستوى التصعيد والمواجهة، فهذا السلوك مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو اختراق للقانون الدولي، وتهديد لأمن المسافرين. وسينتج عنه العديد من الآثار السلبية، وسيزيد من تعقيد الأزمة بين الدول.

الخبير الاستراتيجي الأردني، د. أيمن أبو رمان، أكد أن لكل طائرة مسارها المحدد والمحمي من قبل الدول، وهذه الخطوة تجاوز للقانون الدولي، يردف قائلاً: الطائرات المدنية لا يجوز الاقتراب منها، ومعروف مسبقاً بالنسبة للدول، فهذا تهديد صريح لحياة المدنيين. وليس تخبطاً في القرارات أو السياسات، فهو أمر مدروس، وطائرتان وليس طائرة واحدة، وبالتالي، هي حركة مخطط لها مسبقاً.

وبدوره، أكد الكاتب الصحافي الأردني، جهاد أبو بيدة، أنه "إن كانت قطر توجهت إلى هذا الخيار من أجل التصعيد، فهو خيار خاطئ ومدان من قبل دول العالم أجمع، ولا يجوز لها أن تستهدف المدنيين المحميين. بالطبع، هذا التوجه يعكس التخبط في القرارات الداخلية لدى تنظيم الحمدين ومن وراءهم".

ومن جهته، يعتقد الكاتب والخبير الاستراتيجي الأردني، د. عامر السبايلة، بأن اعتراض المقاتلات القطرية للطائرات المدنية، يفسر حجم الأزمة، ورغبة قطر في إيجاد مخرج عبر التصعيد الجزئي، أي خلق مشكلة جديدة مع طرف واحد، لكنها فضحت أمرها»

Email