انطلق في القاهرة بمشاركة وفد الإمارات وممثلين عن 86 دولة

مؤتمر الأزهر: القدس بوابة الحرب والـــسلام

■ لقطة عامة للجلسة الافتتاحية للمؤتمر | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت في القاهرة، أمس، فعاليات مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الرئيس المصري.

وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد كبير من العلماء ورجال الدين والمفكرين والكتاب وممثلين من 86 دولة. ويناقش المؤتمر على مدار يومين قضايا استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية، والمسؤولية الدولية تجاهها. وأكد المجتمعون أن القدس هي بوابة الحرب والسلام، وسط دعوات لمواجهة مؤامرات تفتيت المنطقة لصالح إسرائيل.

يشارك في المؤتمر وفد من الدولة يضم سعادة الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس هيئة الهلال الأحمر، وسعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وسعادة النائبة عزة سليمان الجاسم عضو المجلس الوطني الاتحادي.

عام القدس

وقال شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: «نحن دعاة سلام ولا ندعو للحرب، لكنه سلام لا يعرف الذلة ولا الخنوع، مشروط بالعدل والاحترام»، وأكد أن المؤتمر هو استمرار لدور مصر والأزهر في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

واقترح الطيب، أن يخصص هذا العام (2018) ليكون عاماً للقدس الشريف، تعريفاً به ودعماً مادياً ومعنوياً للمقدسيين، ونشاطاً إعلامياً وثقافياً متواصلات تتعهده مؤسسات رسمية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمات المجتمع المدني. وطالب بصفة خاصة بـ «إعادة الوعي بالقدس والقضية الفلسطينية» في الدول العربية، وانتقد المقررات والمناهج الدراسية العربية.

مؤكداً أنه «لا يوجد مقرر واحد يخصص للتعريف بالقضية وإلقاء الضوء على ماضيها وحاضرها». وقال إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يجب أن يُقابل بتفكير إسلامي وعربي جديد وجدي يحترم عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وتوجه الطيب بنداء للأمة الإسلامية والعربية كلها، بالقول «إنها أمة مستهدفة بدينها وهويتها ومناهجها التربوية ووحدة شعوبها»، وأضاف أن «العد التنازلي لتقسيم المنطقة بدأ لتفتيتها ولتنصيب الكيان الصهيوني شرطياً عليها»، قائلاً: «ندق من جديد ناقوس الخطر للتصدي للعبث الصهيوني الهمجي الذي تدعمه سياسات دولية».

مؤامرة كبرى

من جهته، شدد الرئيس الفلسطيني في كلمته، على أن «هناك مؤامرة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثل من معان تاريخية وثقافية وحضارية، وتضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية». وقال إن «تلك المؤامرة بدأت بوعد بلفور المشؤوم قبل 100 عام على حساب الشعب الفلسطيني ومقدساته، بل إن المؤامرة بدأت قبل ذلك بكثير بوضع جسم استعماري لخدمة مصالح الغرب»، مؤكداً أن القدس هي بوابة الحرب والسلام.

ودعا العرب إلى زيارة المدينة المقدسة، وأكد أن «التواصل العربي مع فلسطين والقدس هـــو دعم لهويتها». وقال إن «القدس بأمس الحاجة لنصرتها والوقوف معها... والتواصل العربي مع فلسطين والقدس هو دعم لهويتها وليس تطبيعاً مع الاحتلال»، وأكد عباس أن «القدس ستظل عاصمتنا الأبدية التي ننتمي إليها وتنتمي إلينا، ولم يولد بعد الذي يمكن أن يساوم على القدس أو فلسطين».

وأشار عباس إلى أن فلسطين حصلت على 705 قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، و86 قراراً من مجلس الأمن منذ 1948، ولكن هذه القرارات لا تُطبق على أرض الواقع. وتساءل: ماذا على الشعب الفلسطيني أن يفعل إن كانت أعلى منصة في العالم وهي الأمم المتحدة لم تنصفنا. وطالب الدول العربية والإسلامية بأن تقف وقفة واحدة في «وجه هذا العالم الظالم».

وأعاد التأكيد على أن إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «لن يعطي لإسرائيل أي شرعية فيها»، وتابع: «هو انحياز لجرائم إسرائيل والعدوان»، معتبراً أن الولايات المتحدة «اختارت أن تخالف القانون الدولي وتتحدى إرادة الشعوب العربية والإسلامية والعالم» بهذا القرار.

وأضاف: «لن نثق بالإدارة الأميركية التي لم تعد تصلح لدور الوسيط في عملية السلام، وسنتمسك بالسلام، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، وسنذهب إلى كل الخيارات»، لافتاً إلى أن فلسطين ستعود لتستخدم الوسائل القوية للدفاع عن حقوقها وعلى رأسها العودة إلى جماهيرية القضية وتحدي هذا الاحتلال ومواصلة الانضمام إلى المعاهدات الدولية.

طمس الهوية

وأكد رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، أن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «ظالم» ويسعى لطمس الهوية العربية للمدينة المحتلة.

وقال السلمي، في كلمته، إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين والمسيحيين الأولى والمحورية، مطالباً الجميع بـ «تحمل مسؤوليته تجاه المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني».

من جانبه، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس، إن السلام اختيار لا بديل عنه، ولا يأتي إلا باحترام الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن قرار الرئيس الأميركي لم يراع مشاعر المسلمين والمسحيين. وأضاف أن القدس لها مكانة مهمة في قلب كل إنسان.

موقف ثابت

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية وسعيها للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.

وشدد السيسي خلال استقباله الرئيس الفلسطيني، على ضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية لمدينة القدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.

Email