70 % من أهالي القطاع يتلقون مساعدات من الوكالة

مدير «أونروا» في غزة لـ«البيان»: تقليص الخدمات أو إيقافها بالكامل

■ ماتياس شمالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في قطاع غزة ماتياس شمالي، أنّ الوكالة ستمر بوضع مالي خطير في غياب البدائل، إثر الإعلان الأميركي تجميد 65 مليون دولار من مساعداتها السنوية لأنروا.

وقال شمالي في تصريحات لـ «البيان»: «حال لم تقم أميركا بدفع التزامها المالي للأونروا ستمر الوكالة بوضع خطير جداً، ومن المبكر الحديث عن بدائل لذلك»، مشيراً إلى أنّ الوكالة تتعامل مع التطورات بشكل جدي، وتناقش الأمر على كل المستويات بشأن ما يمكن عمله في ظل تجميد الأميركيين أكثر من نصف الدعم المالي للمنظمة.

وأوضح شمالي أن «اونروا» ستبحث عن داعمين آخرين، لكنها ملتزمة في كل الأحوال بتقديم الخدمات الأساسية للاجئين، لاسيّما الصحة والتعليم، مردفاً:

«لكن سنكون في وضع كارثي، وستتأثر الخدمات التي تقدمها الوكالة، وسيكون علينا كإدارة البحث عن إيقاف خدمات أو تقليصها، والبحث عن مانحين لسد العجز». وشدد شمالي على أهمية عمل «أونروا» وتقديم خدماتها للاجئين في قطاع غزة .

والتي تساعد 70 في المئة من السكان، بإعطائهم فرص الذهاب للمدارس وتقديم الخدمات الصحية والمجتمعية، لافتاً إلى أنّ الخدمات التي تقدمها المنظّمة في قطاع غزة أكبر من الخدمات المقدمة في مناطق عمليات الأونروا الأربعة (الضفة الغربية، لبنان، الأردن، سوريا)، ما يعكس آثاراً إيجابية طويلة المدى على اللاجئين الفلسطينيين، من خلال منحهم الدراسة في 275 مدرسة.

والعلاج في 22 مركزاً صحياً يتلقون فيها خدمات الصحة والتعليم. وأبان أنّ «أونروا» من خلال تقديمها خدماتها تعتبر عنصر استقرار في المنطقة في ظل 10 سنوات من الحصار، وما زالت تقدم الخدمات الإغاثية والطارئة، في وضع غير طبيعي سببه الحصار المستمر على السكان اللاجئين في غزة.

بدائل وآفاق

وطالب شمالي المجتمع الدولي بالعمل لتحسين الوضع في قطاع غزة، ليكون هناك بدائل وآفاق إيجابية، مضيفاً:

«الأونروا تأثّرت من أزمة الكهرباء في غزة، فالمدارس والعيادات تعتمد على الكهرباء، في التعليم وحفظ الأدوية، وأصبحنا نعوض النقص في الكهرباء بالمولدات في كل مؤسسات الأونروا، ولن يؤثر ذلك في تقديم الخدمات، ولكن يؤثر في المدفوعات من الأونروا، لأن المولدات باهظة الثمن، والحصول على الوقود مكلف أيضاً، وهذه كلفة إضافية عما تقوم الأونروا بصرفه».

مرتكزات خطة

وأكّد شمالي أنّ خطة هذا العام ستتركز على ثلاث مجالات، لاسيّما بعدما اكتشف أنّ نصف السكان من الشباب، فسيقوم بفتح مدارس جديدة والتركيز على التعليم لتصبح المدارس بيئة آمنة خالية من العنف وأكثر متعة للطلاب، فضلاً عن النشاطات اللامنهجية وإثارة المتعة لدى الأطفال في المدارس، لاستثمار التعليم وتحسينه.

وأوضح مدير عمليات «أونروا»، أنّ المجال الثاني للخطة يرتكز على تحسين الخطاب حول غزة، لاسيّما وأنّه وقبل وصوله القطاع كانت الصورة لدى كل الموظفين الدوليين والمجتمع الدولي أن غزة مليئة بالتعاسة والإرهاب والكآبة، إلّا أنّه وجد عكس ذلك عند وصوله القطاع.

وقال إنّ «الأونروا» ستقوم بجهدها في هذا الاتجاه من خلال الوفود التي ستزور القطاع، لتغيير الصورة النمطية عن القــــطاع وتعريفهم بالحياة في غزة.

تحفيز داعمينوذهب شمالي إلى أنّ المجال الثالث للخطة يتمثّل في تحفيز الداعمين إلى تمويل بناء مدارس جديدة وإصلاح وتأهيل البنية التحتية، وتقديم مشاريع كثيرة في هذا المجال.

Email