صحيفة أميركية: الدوحة تستميــت لتبييــض صفحتها دون جدوى

■ الصحيفة الأميركية نددت بمساعي قطر تبييض صفحتها من الإرهاب | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت صحيفة «ذا هيل» الأميركية أن قطر تحاول أن تصور للعالم أنها ضحية عقب المقاطعة الخليجية والعربية بسبب دعمها للإرهاب، وأنها عملت منذ بداية الأزمة على تبييض صفحتها من دعم الإرهاب.

وتحدثت صحيفة «ذا هيل» عن محاولات قطر المستميتة تبييض سجلها الداعم للإرهاب، وإظهار ذاتها في دور الضحية منذ بداية الأزمة القطرية، وإعلان دول الرباعي العربي قطع العلاقات الدبلوماسية معها طيلة السبعة الأشهر الماضية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى أنه منذ بداية الأزمة في الخامس من يونيو الماضي، كثفت الدوحة اتصالاتها مع عددٍ من الشخصيات والجهات الأميركية المؤثرة، ساعيةً ما أمكنها إلى إظهار النظام القطري بوجه معتدل لمواجهة الاتهامات الموجهة إليها باستضافة إرهابيين متطرفين وعدد من قادة حماس، إضافة إلى دعمها لقناة «الجزيرة» لتمويل الإرهاب.

اللوبي اليهودي

وذكرت صحيفة «ذا هيل» أن قطر حاولت من أجل إنقاذ نفسها أن ترتب لاجتماعات بين قيادتها العليا ورؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2017، وقد استخدمت شركة علاقات عامة واستضافت العديد من أعضاء المجتمع المؤثرين، معتقدةً أن تجسيد الأصوات المؤيدة لإسرائيل سيجعل الدوحة تبدو أكثر اعتدالاً.

وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في مركز الأمن الأميركي الجديد، ديفيد كوهين، في مارس 2014، «إن قطر حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وقامت منذ سنوات عديدة بتمويل جهات مشبوهة، وهي مجموعات لا تزال تقوض الاستقرار الإقليمي، وقامت حملة جمع لتنظيمات تابعة للقاعدة».

وبرغم محاولات قطر في الولايات المتحدة وأوروبا لتصوير نفسها كضحية للسعودية والإمارات، فإن التسريبات الدبلوماسية الأميركية تكشف حقيقة أن أميركا ذاتها لديها منذ فترة طويلة مخاوف إزاء استضافة قطر للمتطرفين.

وأشارت وثيقة مسربة في يناير 2009 إلى أن رجل الدين يوسف القرضاوي بث خطبة تبث الكراهية والسموم ضد الزعماء العرب والدول الغربية وإسرائيل، ونقلتها قناة الجزيرة، وكل ذلك يشير إلى موافقة ضمنية من قِبل الحكومة القطرية على ما يبث على المنابر والقنوات القطرية.

دعم الإرهاب

وفي يناير 2010 عند زيارة رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني إلى واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إنه من الضروري تبادل «المخاوف بشأن الدعم المالي لحماس من قِبل المنظمات الخيرية القطرية.

ومخاوفنا بشأن الدعم الأخلاقي الذي تتلقاه حماس من يوسف القرضاوي على النقيض من الادعاءات القطرية التي تردد أن دعم حماس ووجود قياداتها في الدوحة، جاء وفقاً لطلب أميركي، برغم أن كل التسريبات تكشف أن أميركا كانت تعارض أكثر من عقد من الزمان تصرفات قطر واستضافتها مشبوهين».

وقالت «ذا هيل» في تقريرها: «المشكلة في محاولة قطر إعادة تصنيف نفسها كدولة معتدلة وضحية للسعودية، هي أن قطر لم تكن أبداً نظيفة حقاً، من ناحية دعمها لحماس وتمويل الإرهاب».

وكشفت الكثير من التسريبات أن قطر حاولت أن تقدم صورة معتدلة عن نفسها للعالم، وأنها تتغير للأفضل، ومنها حين تخلى الأمير حمد بن خليفة عن قيادة قطر لابنه تميم، إلا أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون أنه لا يوجد أي دليل مقنع أن قطر توقفت عن سلوكها السابق.

وفي يوليو 2017، وقّعت قطر اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة خلال زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وقال تيلرسون للصحافيين: «إن المذكرة تحدد سلسلة من الخطوات التي سوف يتخذها كل بلد في الأشهر والسنوات المقبلة لوقف تدفق تمويل الإرهاب وتعطيله».

وجاء القرار المفاجئ الذي اتخذته قطر لتوقيع هذه الاتفاقية، بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وهو أحد الأدلة على أن قطر كانت بالفعل تموّل الإرهاب.

وتساءلت الصحيفة الأميركية: «إذا كانت قطر حقاً لا تدعم الإرهاب، ما الذي يجعل قطر توقع اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب مع واشنطن عقب المقاطعة الخليجية والعربية؟!».

وأضاف التقرير الأميركي أن قطر تحاول أن تقدم قناة الجزيرة على أنها نموذج لحرية التعبير، إلا أن الواقع ليس كذلك، فوسائل الإعلام القطرية ليست حرة، والجزيرة ظلت منبراً للمتطرفين على مدى عقود، كما أنها تنشر معلومات مضللة.

مراجعة الماضي

وذكرت الصحيفة الأميركية أن آخر الدلائل المؤكدة لذلك هو المقال الذي كتبه المحامي الشهير والمؤلف آلان ديرشويتز، تحت عنوان «لماذا يتم حصار قطر؟»، الذي وصف فيه قناة «الجزيرة» الممولة من قطر، كمثال على «حرية التعبير»، كما زعم فيه أن قطر أصبحت «إسرائيل لدول الخليج».

وأكد الموقع أنّ قطر سعت لتحسين صورتها من خلال دعوة ذلك الكاتب الشهير، مشيراً إلى أن الدوحة نفذت استراتيجية متعددة الجوانب، من خلال استضافة بعض المسؤولين الغربيين بشكل متكرر، لا سيمّا في ظل وجود القاعدة العسكرية الأميركية في قطر.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه إذا أرادت قطر الآن أن تظهر نفسها كمجتمع مفتوح، فيجب أن تنتقد ماضيها، فهي، بدلاً من ذلك، تنشر معلومات مضللة عن أسباب استضافتها أعضاء حركة حماس والدعاة المتطرفين مثل القرضاوي.

Email