قطر دفعت 43 مليون دولار مقابل منظومة مخابرات القذافي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مصادر ليبية وثيقة الإطلاع أن نظام الدوحة استحوذ على منظومة المخابرات والجيش الليبيين السابقين مقابل 43 مليون دولار أميركي، دفعتها الدوحة إلى الإرهابي عبد الحكيم بالحاج الذي دعمته الدوحة أيضاً ليكون في مقدمة من دخلوا العاصمة طرابلس بعد أن نجحت قوات متعددة الجنسيات، من بينها وحدة خاصة قطرية، في اقتحام باب العزيزية.

وأضافت المصادر أن بالحاج كان بعيداً عن ساحة المعارك، وسعى تنظيم الحمدين إلى الإبقاء عليه في منطقة الجبل الغربي، إلى حين انتهاء مهمة دخول طرابلس، ثم جلبه وتقديمه عبر قناة «الجزيرة» كفاتح للعاصمة، ليقع تنصيبه رئيساً للمجلس العسكري بها.

ووفق رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية العجيلي البريني، فإن من بين الأولويات التي تم تكليف بالحاج بتأمينها، الحصول على منظومة المخابرات والجيش، ووثائق الأمن الخارجي، لنقلها إلى الدوحة، ومنع وصولها إلى أطراف أخرى، وذلك لأسباب عدة منها الخوف من انفضاح أمر تنظيم الحمدين من خلال وثائق أو تسجيلات، كالتي تم تسريبها لمحادثات بين القذافي وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس حكومته حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتتضمن مخططات لضرب أمن واستقرار المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى.

وكانت مصادر ليبية قالت لـ«البيان» إن قوات خاصة قطرية دخلت العاصمة الليبية طرابلس يوم 20 أغسطس 2011 مرفقة بميليشيات إخوانية وأخرى تابعة للجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بالحاج إلى جانب مئات المرتزقة من جنسيات مختلفة، واتجهت مباشرة إلى باب العزيزية حيث المقر السابق لإقامة العقيد الراحل معمر القذافي للإستحواذ على الوثائق السرية التي يمكن أن تكون موجودة داخلها.

بينما تركت لعبد الحكيم بالحاج حرية التصرف في الأموال والمجوهرات والمقتنيات الثمينة، وهو ما يفسر تحول إرهابي في تورا بورا وسجين سابق بتهمة الإرهاب ثم في سجون القذافي إلى رجل أعمال ثري، يمتلك شركة طيران ومنتجعات سياحية واستثمارات أخرى في عدد من الدول.

نقل الوثائق

وأشارت المصادر إلى أن العميد في الجيش القطري حمد فطيس المري أمر بحمل كل الوثائق والملفات والتسجيلات المرئية والمسموعة التي تم العثور عليها إلى المطار العسكري بقاعدة معيتيقة الجوية لنقلها جواً إلى الدوحة، بالإتفاق مع عبد الحكيم بالحاج الذي وعدته قطر بأنه سيكون رجلها الأول في البلاد، بتوافق مع عواصم غربية، وخاصة واشنطن في ظل الإدارة السابقة.

وأضافت إن تنظيم الحمدين كان يخشى من حصول أطراف مناوئة له، على تسجيلات أو وثائق، تدعم التسجيلين السابقين اللذين سربتهما المخابرات الليبية ويتضمنان مواقف معادية للمملكة العربية السعودية أثناء لقاءين جمعا بين القذافي وكل من حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووزير خارجيته حمد بن جاسم.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن سلطات الدوحة كانت مصرة على جمع كل الوثائق المرتبطة بعلاقاتها بالنظام الليبي السابق، وخاصة المتعلقة منها بالعلاقات مع دول الخليج العربي ومصر، حتى لا يتم تسريبها كما حدث مع تسجيلي الحمدين. وأكدت المصادر أن النظام الليبي السابق تخلص من أغلب الملفات بالحرق والإتلاف بينما تم نقل التسجيلات إلى أماكن لا تزال مجهولة إلى اليوم. ورجح مسؤول ليبي سابق لـ«البيان» أن يتم في مراحل لاحقة الكشف عن تلك التسجيلات التي تدين تنظيم الحمدين بتهمة التآمر على الدول الخليجية والعربية ودعم الجماعات الإرهابية.

وأردف المسؤول أن قطر تركت للميليشيات المسلحة وأمراء الحرب لدى دخولها طرابلس في 20 أغسطس 2011 حرية نهب المصارف والمؤسسات الحكومية والأملاك العامة والخاصة وغيرها، مقابل أن يتم تسليمها أية وثائق يعثر عليها المسلحون. وتابع قائلا إن العميد القطري حمد بن فطيس المري اتفق على ذلك مع عبد الحكيم بالحاج مقابل 43 مليون دولار.

ضمان الصمت

ورجح المسؤول أن يكون تنظيم الحمدين اختار استضافة رئيس المخابرات الليبية الأسبق موسى الكوسا في الدوحة ومنحه امتيازات مالية مهمة، لضمان صمته وعدم التصريح بأية معلومات عن مؤامرات تنظيم الحمدين التي كان نظام القذافي على علم بها أو شريكاً فيها، لافتاً إلى أن هناك شخصاً آخر يمتلك الكثير من الحقائق وهو سيف الإسلام القذافي الذي حاولت قطر تصفيته عن طريق عملائها في مناسبات عدة،ولا تزال تسعى إلى القبض عليه أو قتله.

ويرى مراقبون محليون أن النظام الليبي السابق كان يمتلك الكثير من الأسرار حول تنظيم الحمدين وهو ما جعل القذافي يخاطب حكام الدوحة بالقول «من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة، ستندمون يوم لا ينفع الندم»، لافتين إلى أن النظام القطري كان وراء اغتيال القذافي بعد توقيفه حياً من قبل مسلحين مدعومين من الدوحة، وأن التخلص من القذافي كان بهدف ضمان صمته إلى الأبد.

وقال مصدر ليبي، رفض الإفصاح عن هويته، إن قطر استطاعت التخلص من أغلب رموز النظام السابق إما عبر الرمي بهم في السجون، أو باستضافتهم لديها، أو بملاحقتهم في عدد من العواصم والتحريض عليهم،ووهي في كل الحالات تعتمد على سياسة الترهيب والترغيب.

Email