انحيازه للتحالف العربي وجّه ضربة قوية للانقلابيين

ظهور طارق صالح يربك حسابات الحوثيين ويفاقم عزلتهم

Ⅶ طارق صالح خلال وصوله إلى شبوة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه القائد العسكري لـ«انتفاضة صنعاء» العميد طارق صالح لطمة جديدة لميليشيات الحوثي الإيرانية في أعقاب وصوله الى شبوة الخميس معلناً انحيازه الكامل لجهود التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن.

وتمسكه بوصية عمه، ومثل الظهور المفاجئ لقائد حرس الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ونجل أخيه، مفاجأة غير سارة ومربكة لميليشيات الحوثي الإيرانية بعد تضارب أنباء عن اغتياله مع عمه وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي وكشف عزلتها.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا للعميد طارق صالح في مدينة عتق بمحافظة شبوة، وهو يؤدي واجب العزاء لأسرة عارف الزوكا أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام الذي اغتيل برفقة صالح في الرابع من ديسمبر الماضي خلال انتفاضة صنعاء ضد الميليشيات الإيرانية. وقال طارق صالح، خلال زيارته مجلس عزاء الزوكا:

«نحن مع ما أوصى به الزعيم، من منطلق فيه الحوار وإيقاف الحرب وفك الحصار عن شعبه». وقال طارق ناقلاً وصيّة عمه الراحل: «نمد أيدينا لأشقائنا وخاصة في المملكة العربية السعودية للعمل على إنهاء الحرب وإعادة الأمن والاستقرار لليمن وللمنطقة». وشدد طارق صالح على أن «اليمن لن ينسلخ عن عروبته أو يتجه إلى أي اتجاه آخر».

وأشار إلى تضحيات اليمنيين وخاصة الأمين العام للمؤتمر الشعبي، قائلاً: «نبارك لكم على الشهيد عارف الزوكا الذي سطر أروع معاني العظمة والوفاء والأخوة، وعلّم اليمنيين وأعطاهم درساً في الرجولة والفداء».. «نحن على درب الشهداء سائرون، وبوصايا الزعيم ملتزمون».

ويرى مراقبون أن ظهور الرجل القوي ذي الشعبية الكبيرة في صفوف قواعد حزب المؤتمر الشعبي والقبائل، قد أربك حسابات الحوثيين الذين كانوا يعولون على اغتيال صالح ودائرته المقربة في إخماد الانتفاضة اليمنية، كما أحبط بدرجة كبيرة مساعيهم الرامية إلى التخلص من قيادات حزب المؤتمر والسيطرة على قراره.

وكذب ما ذهبوا إليه بأن انتفاضة صنعاء انتهت، معتبرين وصول طارق صالح إلى شبوة، يعد مؤشراً على إعادة لملمة صفوف العسكريين الموالين له للانخراط في المعارك التي تقودها الحكومة الشرعية وقوات التحالف ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية.

تعميم

وكانت الميليشيات الحوثية قد عممت صوراً للعميد طارق مع قادة آخرين في كافة المناطق التي تخضع لسيطرتها باعتباره الشخص الأول المطلوب للجماعة من العسكريين بسبب قيادته ثلاثة ألوية تعد من أقوى ألوية الحرس الجمهوري عتادا وتدريبا، بالإضافة إلى مسؤوليته عن قيادة الانتفاضة المسلحة التي دعا إليها الرئيس السابق.

عزلة ووهم

وقال نبيل الصوفي، الصحفي المقرب من الرئيس الراحل، عبر موقع "تويتر"إنه قضى أياما داخل مناطق الحوثيين في العاصمة صنعاء وغيرها ثم تحرك في طول البلاد وعرضها، وأضاف: "ما حدث أكد لنا أن السيطرة الأمنية الحوثية وهم فارغ".

وكشف وصول العميد طارق طبقاً للمراقبين العزلة التي يواجهها الحوثيون من الشعب اليمني، مشيرين إلى أن خروجه من صنعاء ووصوله الى شبوة يعني أن قبائل ومشايخ اليمن لا تقف مع الحوثيين، مؤكدين أن طارق صالح لا يمكنه قطع كل تلك المسافة دونما مساعدة من القبائل.

ويعد انحياز طارق صالح لجهود التحالف العربي ضربة نوعية باعتباره شخصية عسكرية ذات ثقل ودراية بالأوضاع في صنعاء ضربة موجعة ومربكة للحوثيين وبداية لتحالف محكم بين الجبهات التي تحارب الحوثي، مما يعيد للمنطقة أفقها العربي الأفريقي، ودورها في حماية البحر الأحمر.

Email