خبراء إقليميون يبحثون في المنامة مواجهة «فوضى الدوحة» بالمنطقة

قطر أزمة ممتدة في الشرق الأوسط وأداة للتقسيم والإرهاب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مشاركون في منتدى «قطر عراب الفوضى والأزمات في الشرق الأوسط»، الذي انطلق أمس، في العاصمة البحرينية المنامة، أن قطر بحد ذاتها أزمة ممتدة في المنطقة وقد جعلت من نفسها أداة للفوضى والتقسيم، لافتين إلى أن تهديد قطر للأمن القومي العربي وأمن الخليج بصفة خاصة لا ينبع عن قوة ذاتية، وإنما باعتبارها خاصرة رخوة مخترقة.

وانطلقت في العاصمة البحرينية، المنامة، أمس، ندوة بعنوان «قطر عراب الفوضى والأزمات في الشرق الأوسط»؛ حيث سلط الضوء على تاريخ الدوحة في دعم الإرهاب منذ التسعينيات من القرن الماضي مروراً بتوقيع اتفاق الرياض وحتى الآن. كما أبرز المؤتمر الذي عقد بالعاصمة البحرينية المنامة، نماذج للتورط القطري في زعزعة الاستقرار في دول الخليج ودول عربية أخرى، كما قدم توصيات للتعاطي مع السياسات القطرية في المستقبل.

صناعة الأزمات

وأكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن قطر في حد ذاتها تمثل أزمة ممتدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتمتع النظام القطري بقدرة فائقة على صناعة الأزمات التي تستهدف دول مجلس التعاون والدول العربية المحورية، بعد أن وضعت الدوحة نفسها كإحدى أدوات مشاريع الفوضى والتقسيم في المنطقة.

وقال في كلمة له خلال المنتدى:«مع انطلاق أعمال منتدى «دراسات» السنوي في دورته الأولى نعتز كثيراً بهذا الجمع المميز والنخبة الكريمة من المسؤولين والخبراء وأصحاب الفكر والإعلام، وفي فضاء رحب للحوار البناء، والنقاش الرصين، بما يضفي توقعات أكبر في الخروج بمقاربات جديدة، ورؤى ملهمة، تسهم في بلورة حلول للإشكالات الراهنة».

وأضاف:«إذا كانت الأزمة تعبر عن موقف يشكل تهديداً، وتتضمن قدراً من الخطر في فترة زمنية محددة، فيمكن القول: إن قطر في حد ذاتها تمثل أزمة ممتدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتمتع النظام القطري بقدرة فائقة على صناعة الأزمات التي تستهدف دول مجلس التعاون والدول العربية المحورية، بعد أن وضعت الدوحة نفسها كإحدى أدوات مشاريع الفوضى والتقسيم في المنطقة، وجندت مواردها المالية والإعلامية وغيرها لتحقيق هذا الغرض. علما بأن تهديد قطر للأمن القومي العربي وأمن الخليج بصفة خاصة لا ينبع عن قوة ذاتية، وإنما باعتبارها خاصرة رخوة مخترقة، تحاول إحداث أكبر قدر من الخسائر والأضرار في إطار حدود الدور المرسوم لها».

ربيع البحرين

وأشار د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى أن البحرين وخلال الفترة الماضية، أزاحت الستار عن أدلة وقرائن جديدة تدين دعم السياسة القطرية لخلايا وجماعات الإرهاب، وما أبدته من معارضة شديدة للإصلاحات في المملكة بعد أن تخلفت كثيراً في المسار السياسي والتطور الديمقراطي.

وقال إن البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة صنعت ربيعها الخاص، عبر مشروع شامل يتسم بالتجديد والتدرج بما يتناسب مع التطلعات الشعبية، ونجحت في تحقيق معدلات تنموية دولية مرتفعة لاسيما في مجال التنمية البشرية. ولأن دولنا الداعية لمكافحة الإرهاب لا تقبل المساومة على المبادئ والثوابت، فقد قررت أخذ زمام التحرك، ومنع انزلاق المنطقة نحو الظلام والتعصب، ووقف محاولات قطر تقويض أسس الاستقرار لخدمة مشاريع هيمنة إقليمية. وهو ما أظهرته النتائج الكارثية والمآسي الإنسانية جراء تدخلها في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية.

وأضاف: «لا شك أن هناك دوراً مهماً لمراكز الدراسات التي تعني بالشؤون الأمنية والاستراتيجية في سبيل دعم جهود دول الاعتدال، والإسهام في بناء نسق إقليمي مستقر ومتوازن. وهذا الجهد يتطلب تعزيز الشراكات بين مراكز الدراسات.

لذلك نطمح أن يكون هذا المنتدى منصة تقدم خيارات استراتيجية، ومبادرات خلاقة، وإسهامات بناءة، من شأنها تعزيز فرص الوقاية من الأزمات، وتطوير وصيانة الأمن الجماعي». وأعرب عن أمله بأن يقود النقاش والتفاعل بين الآراء إلى تحفيز الجهود للإسهام في مواجهة كل من يريد الشر والسوء بأمننا ومقدراتنا وسيادتنا.

خلية سرطانية

في السياق، توقع مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات» ضرار بالهول الفلاسي، أن تمول قطر عمليات إرهابية ضد الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب. وأضاف خلال مشاركته في المنتدى: «أتوقع تمويل وتشجيع عمليات إرهابية أوسع ضد الدول الأربع بهدف شغلهم عن قطر وما انتقال عمليات داعش إلى المدن المصرية إلا دليل على ذلك».

وأضاف المحلل السياسي أن قطر ستكون مركز إيواء محتمل لإرهابيي داعش ومن ثم نقلهم لاحقاً للدول الأربع من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، مشدداً على أن النظام القطري «خلية سرطانية» ولا بد من اتخاذ الإجراءات لاستئصاله والحد من نموه.

وشدد ضرار الفلاسي، على أن نظام الدوحة يخوض حرباً إعلامية ضد السعودية عبر حسابات وهمية، ومفبركة، تهاجم فلسطين باسم السعودية من أجل التأثير على مكانة الرياض شعبياً. ودعا الفلاسي إلى اتباع سيناريوهات لتعزيز الضغط الدبلوماسي على نظام الحمدين وعدم استثناء الخيار العسكري نهائياً ولكن ضمن مفهوم مختلف عن السابق.

وطالب ضرار الفلاسي بفرض واقع عسكري على الأرض للمواقع المختلف عليها، مثل إعادة الزبارة واستعادة الجزر المتنازع عليها، وكذلك يجب منع مرور الرحلات الجوية غير القطرية المتجهة للدوحة ومنها الرسمية والدبلوماسية والتشويش على قناة الجزيرة.

ورأى ضرورة أن توجه الدول الأربع إنذاراً للدول التي ترسل قوات عسكرية ومواطنيها للتجنيس في قطر. ‏وطالب بضرورة جر النظام القطري للمحكمة الدولية، فهي ستخسر لعدم وجود القدرة على مجابهتها.

تمويل الإرهاب

ونددت الندوة التي تستهدف وضع آفاق التصدي لمخططات الدوحة، بإصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة عبر تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالمعدات والسلاح.

وقال وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، السفير محمد العرابي، إن هناك دولاً غربية كثيرة لا تستمع لما نقوله بشأن قطر ودعمها للإرهاب، لكن الدوحة تمثل تهديداً للأمن القومي العربي واستقراره، ولذلك نراها تدخلت في العديد من الدول عبر تنفيذ الصفقات ودعمها.

وأشار العرابي إلى تورط قطر في العديد من التدخلات في المنطقة، عن طريق تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالمعدات والسلاح وأيضاً التحريض على الدول، من خلال دعم المتطرفين وخلق حالة من عدم الاستقرار، مشدداً على ضرورة ثبات الموقف العربي حيال الدوحة.

مستنقع الخيانة

من جانبه، قال وزير السياحة اليمني، محمد عبد المجيد قباطي، إن قطر وصلت إلى أعلى مرحلة في طعن الأمن القومي العربي لاسيما الخليجي، وانحدرت إلى مستنقع الخيانة حينما سعت إلى تضليل شركائها الخليجيين في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على الرغم من أنها كانت ضمن هذا التحالف، ولكنها وجهت له الضربات بدعم الحوثيين بالمعلومات والإحداثيات للقوات الحليفة. وأكد قباطي أن الدوحة لعبت هذا الدور المشبوه لصالح إيران عبر ميليشياتها الانقلابية الحوثية في اليمن.

وتطرق قباطي إلى الدور التضليلي لقناة الجزيرة، المستمر حتى الآن في اليمن، والذي لا يتعلق فقط بتقديم رسالة إعلامية مضللة، ولكن أيضاً الشراكة المباشرة على الأرض مع الحوثيين في الداخل اليمني، ووضع كل إمكانياتها من حيث الأجهزة والمعدات والطواقم، تحت إمرة عناصر تابعه لحزب الله اللبناني.

مركز إرهابي

بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة الوطن البحرينية، يوسف البنخليل، إن «قطر مركز إقليمي لجماعة الإخوان الإرهابية»، لافتاً إلى أن هذه الجماعة ونظام ولاية الفقيه وجهان لعملة واحدة، إذ يشتركان في التنشئة السياسية نفسها واستراتيجيات التغلغل في الدول حتى السيطرة عليها.

وأشار البنخليل إلى أن قطر أعاقت الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، مشدداً على ضرورة تصحيح مسار سياسات أمراء الدوحة، لافتاً إلى أن حكومة بلاده دافعت عن نفسها تجاه تجاوزات وأجندة قطر تجاهها.

وقال إن الدوحة شكلت لجنة خاصة لتقييم العلاقات البحرينية القطرية، وخلصت بضرورة احتواء الخلافات القائمة بهدف الحفاظ على سمعتها وعدم إثارة الإعلام على ما تقوم به الدوحة في البحرين.

وبين أن قطر تحالفت مع إيران لدعم الجماعات الراديكالية في البحرين، مؤكداً في ورقته التي قدمها خلال المنتدى أن السفير الإيراني في الدوحة أدار غرفة العمليات الخاصة بالبحرين. وأوضح أن السياسة القطرية اعتمدت استقطاب مراكز الدراسات والأبحاث وأبرز المنظمات الدولية للعمل في الدوحة وفتح فروع لها، لكن هذه السياسة لم يكن الهدف منها الاستفادة من خبرات هذه المنظمات بقدر استغلالها، وتوظيفها لأغراض السياسة الخارجية وأجندة قطر في الخليج العربي والشرق الأوسط.

تخريب ليبيا

من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، العجيلي البريني، إن قطر تسعى لزعزعة المنطقة العربية للسيطرة على مواردها النفطية، مستشهداً بممارسات الدوحة في ليبيا التي عدَّها سبباً في سقوط 40 ألف قتيل و30 ألف أسير.

ودلل البريني على السياسات التخريبية لقطر في ليبيا بالإشارة إلى مطار صغير في بلاده خصصته قطر كمعسكر لتدريب المسلحين. وأكد البريني أن «المال القطري الفاسد اُستخدِم لتدمير استقرار الدول العربية وليس ليبيا فقط»، مشيراً إلى أن «ما حصل في الدول العربية مما يسمى بربيع عربي مدبّر ويعد خرقاً أمنياً».

تقليم أظافر قطر

من جهتها، أكدت النائب بمجلس النواب التونسي والمقرر بلجنة التحقيق حول شبكات التسفير إلى بؤر التوتر، ليلى الشتاوي، أن قطر قامت بأعمال خطيرة في اختراق الأنظمة العربية لدعم التطرّف حتى اليوم، وعليها تحمل المسؤولية. وأضافت في كلمة بالمنتدى أن تنظيم القاعدة استغل الإعلام القطري طيلة فترة التسعينيات، مؤكدة في الوقت نفسه أن «داعش» جزء من تنظيم القاعدة. وأوضحت الشتاوي أن قطر تقوم بتمويل تنظيمات الإخوان، مبينة أن النظام التونسي قلم أظافر قطر في تونس ولا نرى لها دوراً مثل قبل.

أعلام الخليج

قام الشباب القطري بتوجيه صفعة لنظام الحمدين، حيث رفعوا أعلام دول الخليج، وكان الاحتفال على صوت أغان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده في حفل بني هاجر بمناسبة فوز أحد أبناء القبيلة في سباق مزاين قطر.

 

Email