مرضى غزة بلا طعام والمستشفيات بلا نظافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدت علامات الغضب واضحة على وجه وائل مغاري المريض بالفشل الكلوي بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية توقف شركات النظافة عن العمل في مستشفياتها بعد تراكم الديون على الوزارة منذ عدة أشهر، خاصة أن مرضه يستوجب عملية غسيل للكلى ثلاث مرات أسبوعياً.

ويعتبر مغاري وجود عمال النظافة مهماً جداً في المستشفات خاصة أن أقسام الكلى تستوجب وجود عمال نظافة لمتابعة أحوال المرضى الذين يتواجدون باستمرار في المستشفى من أجل إجراء عمليات الغسيل للكلى، خاصة بعد تغيير المحاليل أكثر من مرة خلال عملية الغسيل.

ولفت مغاري إلى أن المرضى في أقسام الكلية الصناعية يضطرون في بعض الأوقات نتيجة تعطل الماكينات، إلى تغيير المحاليل الواصلة من الماكينة إلى الشرايين والأوردة، وتسقط حينها الكثير من الدماء على الأرض، مما يتسبب برائحة كريهة جداً في المكان لا يطيقها المقيمون داخل القسم.

فيما اشتكى المواطن عبدالله شكر من تأجيل عملية زوجته التي تحتاج عملية لاستئصال المرارة، مشيراً إلى أن زوجته تزداد آلامها ومعاناتها يومياً بسبب تأخر إجراء العملية الخاصة بها، بعد إعطائها موعداً تزامن مع إضراب عمال النظافة.

بلا وجبات

وقبــل أيام قليلة مـــن إعلان وقف شركات النظافة عن العمل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطـــينية، أن مرضى قطاع غزة سيكـــونون بلا وجبات غذائية، بسبب وقف توريد شركات التغذية للوجبات إلى مستشفيات القطاع الحكومية، نتيجة تراكم الديون المستحقة على وزارة الصحة.

ويعاني القطاع الصحي بغزة أيضاً من نقص مستمر في المستهلكات الطبية والأدوية، بسبب تأخر إرسالها إلى القطاع، بالإضافة إلى أزمة التحويلات الطبية التي توقفت في الأشهر الماضية ضمن العقوبات المفروضة على القطاع.

وقال رئيس قسم التغذية في مستشفى الشفاء حاتم قوطة، أن خدمة تقديم الأغذية الصحية للمرضى المنومين في 8 مستشفيات في قطاع غزة قد توقفت بعد توقف الشركات الموردة عن التوريد جراء عدم تلقيها المستحقات المالية.

وذكر قوطة أن المستشفيات تستهلك ما يقارب 3000 وجبة يومياً، وأكد على أن توقف هذه الوجبات سيؤثر سلباً على صحة المرضى، نظراً لأن هذه الوجبات كانت تراعي الاحتياجات الغذائية لمرضى الكلى والسكر والقلب وغيرهم.

توقف العمليات الجراحية

وتوقفت جميع العمليات الجراحية باستثناء الطارئة منها في مستشفى الشفاء الطبي وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، تزامناً مع الإضراب الذي ينظمه عمال النظافة في مستشفيات قطاع غزة احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم للشهر الرابع على التوالي.

وألغيت جميع العمليات المجدولة والعمليات الخاصة بمرضى الأورام في كل الأقسام التخصصية والعامة، وتم الاكتفاء بإجراء العمليات الطارئة جداً والتي تتوقف عليها إنقاذ الحياة، وسط حالة من الشلل التام التي تسود الأقسام الجراحية، والتي تنذر بانتشار البكتيريا والميكروبات المعدية في أقسام المبيت في المستشفيات في حال استمرار الإضراب داخل المستشفى، وتراكم المخلفات الطبية.

وبحسب وزارة الصحة، فإنه يعمل داخل المرافق الصحية في وزارة الصحة بغزة 824 عامل نظافة ضمن شركات خاصة متعاقدة مع وزارة الصحة، حيث لم تتلقَ هذه الشركات دفعات مالية منذ أربعة أشهر. وحــــذر الناطــــق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة، من تداعيات توقف شركات النظافة عن العمل في مشافي القطاع، والذي سينعكس على العمل، ويؤدي إلى وقف إجراء العمليات الجراحية، وسيكون له تداعيات خطيرة في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير.

Email