مساع لقطع الطريق أمام حرب المجموعة الاقتصادية «سيدياو» على الإرهاب

فشل محاولات قطر كسر عزلتها عبر إفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتت جولة تميم بن حمد في القارة الإفريقية، متزامنة مع تقارير داخلية وخارجية تؤكد مدى المأزق الذي يعيشه تنظيم الحمدين في الدوحة، الأمر الذي دعاه لمحاولة البحث عن نوافذ للتنفس واستكمال سياساته التخريبة في كل مكان تصله يداه، إلا ان هذه الجولة أنتهت بنتائج مُخيبة لامال تميم بن حمد.

ويرى مراقبون أن تميم بن حمد، يحاول من خلال زيارته الإفريقية قطع الطريق أمام جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) في حربها ضد الإرهاب، الا انه فشل، فنظام الدوحة لا يزال يسعى إلى اختراق القارة السمراء من خلال الجمعيات الخيرية والدعاة المتشددين وقوى الإسلام السياسي المرتبطة بجماعة الإخوان والتي استطاعت خلال السنوات الماضية التغلغل داخل بعض التيارات الصوفية، وبخاصة في دول غرب إفريقيا.

وكان تميم بن حمد دشن جولة الى عدد من دول غرب إفريقيا تشمل ستة بلدان؛ هي مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال، وهي ضمن الدول التي تواجه الإرهاب المدعوم من نظام الدوحة والمنتشر في منطقة الساحل والصحراء.

ووفق مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن تنظيم الحمدين في الدوحة الذي وقف بشدة ضد التدخل الفرنسي في شمال مالي في العام 2012، لا يزال يراهن على الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في إطار لعبة إستراتيجية الهدف منها ابعاد روسيا والصين وفرنسا من المنطقة، والسيطرة على منابع الطاقة كالغاز والنفط واليورانيوم وغيرها من الموارد الطبيعية، وأن هذا المشروع تم الاتفاق عليه بين قطر والإدارة الأميركية السابقة وإسرائيل، قبل أن يتحول الى مشروع قطري بالدرجة الأولى.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الدوحة التي تستعمل النشاط الخيري والإنساني كغطاء لدعم الجماعات المتشددة والترويج للإسلام السياسي عبر تحريك الخلايا النائمة وتنشطيها حينا تحت شعار نصرة الإسلام ومواجهة حملات التنصير وأحيانا تحت شعارات الدعوة لما تسميه بالصحوة الإسلامية التي يقودها دعاة مرتبطون بما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتنظيم العالمي للإخوان المصنفان إرهابيان.

الدوحة وباريس

وأضافت المصادر أن باريس تدرك حجم المؤامرة القطرية على مستعمراتها القديمة إلا أنها تغض الطرف عنها بسبب الصفقات والإستثمارات التي يضخها لها نظام الدوحة، والأسبوع الماضي، أدركت قطر حجم المخاطر التي يتعرض لها مشروعها عندما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن دولاً عربية ستساهم في تمويل القوة المشتركة لدول الساحل التي تحارب المجموعات الإرهابية في مالي والبلدان المجاورة.

وأطلقت قوة دول الساحل «جي5» والمؤلفة من جيوش مالي، موريتانيا، النيجر، بوركينا فاسو، وتشاد، عملية عسكرية رمزية بمناسبة تشكيلها في أكتوبر وسط تنامي الاضطرابات في منطقة الساحل التي يتسلل عبر حدودها السهلة الاختراق متمردون بينهم عناصر تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، يدعمهم تنظيم الحمدين في قطر.

هاشتاغات

وحذر المغردون الخليجيون والعرب عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، الدول الإفريقية من الغدر القطري، عبر بعض التعليقات وأيضًا هاشتاغات بعنوان #حذروا_أفريقيا_من قطر، و#تميم_يدعم_الإرهاب_بأفريقيا.

وقال ج الجابري: «إرهاب قطر وتميم يصل إلى أفريقيا لدعم وتقوية الجماعات الإرهابية»، واستنكر م الظهوري زيارة تميم لدول إفريقية، قائلًا: «لم يكتف تميم الإرهابي من دعم الإرهاب في الخليج والوطن العربي والآن تميم يدعم الإرهاب بإفريقيا خلال جولة جديدة له في إفريقيا مستغلاً فقر تلك الدول ودعمها بمال الإرهاب».

وقال د.طارق فهمي، الخبير في الشؤون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن قطر تحاول مزاحمة الدور المصري العائد بقوة إلى الساحة الإفريقية، مرجحًا أن السياسة القطرية سيتبعها تحركات أخرى في المستقبل القريب، على غرار المحاولات الإيرانية وغيرها لفرض سيطرتها في تلك المنطقة.

Email