5 آلاف ريال ثمن كل مكالمة بين أم وابنها المعتقل لدى الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً إثر آخر تتكشف انتهاكات حقوقية مؤلمة من قبل ميليــشيات الحوثي الإرهابية، وبممارسات يخجل الإنسان السوي عن الإتيان بها. أم محمد، المرأة التي تعيش في مديرية بيحان محافظة شبوة، والتــــي تم تحريرها من الميليشيات خلال الأيام القـــليلة الماضية هي إحدى الحالات التي تعرضت وكامل أسرتها لانتهاك حقوقي مؤلم على أيدي الحوثيين.

تقول أم محمد: «في إحدى الليالي في مدينة العليا بمديرية بيحان، قتل أحد أفراد الميليشيات في منطقة قريبة من بيتنا ولا نعلم كيف قتل، وخلال صلاة الفجر داهمت الميليشيات منازل المواطنين واعتقلت عدداً كبيراً من الشباب، من ضمنهم شباب كانوا في المسجد».

وتضيف، أم محمد، مع لوعة أسى: «أخذوا ولدي الذي لا يتجاوز عمره 17عاماً وهو نائم على فراشه قبل صلاة الفجر». ويمكث طفلها في المعتقل الحوثي منذ عام ونصف العام، وهي بحسب ما تروي كانت حتى إعلان تحرير شبوة تدفع أسبوعياً خمسة آلاف ريال مقابل كل مكالمة هاتفية تتلقاها من ابنها. أبلغها عنصر من الميليشيات: «إذا أردت سماع صوته فعليك دفع المبلغ، وإلا سيكون مصيره مجهولاً».

بمثل هكذا سلوك خارج عن أي قيم أو عرف أو دين، تتعامل الميليشيات في وطن منكوب.

تواصل أم الفتى «كان يأتي إليّ أحد عناصر الميليشيات يأخذني من البقالة التي حددوها مسبقاً، وكنت استلف هذا المبلغ مضطرة للاطمئنان على ولدي ولو كلفني هذا الأمر ما كلفني».

ويقول أبو سلطان علي الحواني مدير إذاعة مأرب: «كانوا يشترطون على الولد المعتقل بأن لا يحدث أحداً غير أمه، وإلا سيغيب عنهم، لذا فقد كانت هذه المرأة تجمع زوجها واخوانه واخواته كل يوم جمعة وتفتح لهم السماعة الخارجية ليسمعوا صوت ابنها دون أن يتفوهوا بكلمة معه، فقط كانوا في كل مكالمة يذرفون الدموع منذ بداية المكالمة حتى نهايتها لأنهم يسمعون صوته ولا يستطيعون أن يحدثوه، وكل ذلك في حين كانت مدة المكالمة لا تتجاوز ثلاث دقائق ولا تتعدى جملاً اطمئنانية مثل : كيف حالك عساك بخير!».

Email