أكد أن الجيش الليبي لن يخضع.. وعقيلة صالح يدعو إلى الاستعداد للانتخابات

حفتر يعلن انتهاء اتفاق الصخيرات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، نهاية الاتفاق السياسي الموقّع في مدينة الصخيرات المغربية قبل عامين، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تخضع لأية جهة، وأنها ستنصاع لمطالب الشعب رغم التهديدات التي تواجهها من بعض القوى الدولية، فيما دعا رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح الليبيين إلى الاستعداد للانتخابات
وفي كلمة توجه بها أمس إلى الليبيين، قال حفتر: «تشهد بلادنا هذه الأيام منعطفاً تاريخياً خطيراً ويراقب العالم المجاور والبعيد بانتباهٍ شديد مجريات الأحداث في ليبيا وتطوراتها.

مع بلوغ يوم 17 ديسمبر الجاري اليوم الذي تنتهي فيه صلاحية ما يسمى بالاتفاق السياسي لتفقد معه كل الأجسام المنبثقة عن ذاك الاتفاق بصورة تلقائية شرعيتها المطعون فيها منذ اليوم الأول من مباشرة عملها».


وهم وسراب
وأضاف أن «المواطن الليبي يشعر مع مطلع هذا اليوم أن صبره قد نفد، وأن مرحلة الاستقرار والنهوض التي انتظرها بفارغ الصبر ودفع من أجلها الأرواح والدماء قد أصبحت بعيدة المنال، إن لم تكن وهماً وسراباً مع تشابك المصالح الدولية في الأزمة الليبية وسقوط الوعود الأممية وتعهدات الساسة المنخرطين في مسارات ما يسمى بالوفاق الوطني، ويشعر أيضاً بأن كل آماله وأحلامه التي بناها على وعود المسارات القائمة أصبحت تتبدد وتتلاشى ليحل محلها الإحباط وخيبة الأمل والرجاء وفقدان الثقة بكل المؤسسات المحلية والدولية التي تعهدت بمد يد العون لليبيين، وأخذت على عاتقها مسؤولية ومعالجة أوضاعهم المتردية ورفع معاناتهم المتفاقمة مع مرور الزمن».


وأردف حفتر أن الليبيين يرون بكل مرارة وأسف مؤشرات دخول الدولة الليبية في مرحلة خطرة تنذر بتدهور حاد في كافة الشؤون المحلية بلا استثناء، وقد يمتد مداه إلى الأطراف الإقليمية والدولية ويفتح الأبواب أمام كل الاحتمالات دون اكتراث أو مبالاة من العالم الذي يدعي قدرته على إيجاد الحل وفرضه، ودون أن يلمس الشعب من المؤسسات المحلية والدولية التي تدعي حرصها على معالجة الوضع وتبنيها ما يسمى بمسارات الوفاق أي إجراءاتٍ استباقية عمليةٍ جادة تطمئن الشعب على حاضره ومستقبله، وتجنب البلاد هذا المنزلق الخطر نحو المجهول رغم كل الشعارات البراقة التي كانت تطلقها حوارات المتصارعين على السلطة بدءاً بحوارات "غدامس"، وانتهاء بحوارات تونس مروراً بجنيف والصخيرات وغيرها، والتي انتهت جميعها بحبر على ورق، وفق ما أعلن.


انصياع لإرادة الشعب
وأبرز حفتر أن القيادة العامة للقوات المسلحة «عمدت منذ أكثر من عام، من منطلق الحرص على تجاوز الأزمة التي طال أمدها إلى التواصل المكثف والمباشر مع المجتمع الدولي وتحديداً مع الدول المهتمة بالقضية الليبية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتقديم المبادرات للدفع بالعملية السياسية للأمام والتحذير من مغبة إطالة أمد الأزمة والتغاضي عن معاناة الشعب الليبي، والتنبيه إلى ضرورة الإسراع في دفع الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة إلى حل شامل قبل تاريخ 17 من ديسمبر الجاري، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة تمهيداً لانتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقتٍ ممكن كمقدمة لتحقيق الاستقرار السياسي، إلا أن التراخي الأممي والعناد المحلي وتغليب الذات على مصلحة الوطن والشعب، أدت جميعها لانقضاء الأجل دون تقديم أي ضمانات تؤدي إلى حل شامل وعادل حتى بلغ الأمر حد التهديد والوعيد ضد القيادة العامة للقوات المسلحة باتخاذ إجراءات دولية صارمة في مواجهتها إذا ما أقدمت على أي خطوة خارج نطاق المجموعة الدولية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا»
وأردف: «رغم ما نواجهه من تهديدات نعلن بكل وضوح انصياعنا التام لأوامر الشعب الليبي الحر دون سواه، فهو الوصي على نفسه والسيد في أرضه ومصدر السلطات وصاحب القرار في تقرير مصيره بمحض إرادته الحرة ونرفض رفضاً قاطعاً أسلوب التهديد والوعيد ونتعهد للشعب الليبي بأننا ملتزمون بحمايته والدفاع عنه وعن مقدراته ومؤسساته حتى آخر جندي في صفوفنا، كما نعلن رفضنا القاطع لخضوع الجيش الليبي إلى أي جهة مهما كان مصدر شريعتها ما لم تكن منتخبة من الشعب الليبي حفاظاً على كياننا ووحدته، وفاءً لشهدائنا وجرحانا وتقديراً لتضحيات جيشنا البطل».


بدوره،أعلن رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق، أن المجلس مصرّ على إكمال مهمته وتحقيق مطالب الشعب في بناء دولة القانون والمؤسسات.


وفي كلمة متلفزة للشعب الليبي، دعا صالح إلى الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأن يشارك الشعب في بناء مستقبله والبدء في العمل.
وشدد على أن الانتخابات التي ستكون تحت إشراف المجتمع الدولي، هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في البلاد وعدم العودة إلى المربع الأول وإبعاد البلاد عن التدخل الأجنبي.
واعتبر عقيلة صالح أن من لا يريد إجراء انتخابات هو من لا يريد استقرار البلاد.


تحرك نحو طرابلس
في غضون ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة "الصاعقة" العقيد ميلود الزوي، أن الأوضاع الأمنية في بنغازي وضواحيها تسير بحسب الخطة الموضوعة من قبل الغرفة الأمنية المركزية في المدينة.
وكشف الزوي أن تحركات القوات المسلحة الليبية نحو طرابلس تم وضعها تحت بند السرية التامة.


دعوة أممية
حض المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، جميع الأطراف الليبية للإنصات إلى أصوات مواطنيهم، والامتناع عن القيام بأي أعمال يمكن أن تقوض العملية السياسية.
ونبه سلامة إلى أن القصد من خطة العمل هو تهيئة الظروف الملائمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً في الوقت ذاته أن المفوضية تعمل بشكل مكثف على إيجاد الظروف السياسية والتشريعية والأمنية المناسبة للانتخابات المقرر إجراؤها قبل نهاية العام المقبل.

Email