كاتبان: تعامل ترامب مع القضية أشبه بمفاوضات على ملكية عقارية في مانهاتن

صحف دولية ترى ترامب على خلاف مع العالم

■ شاب يحمل إطاراً لإشعاله خلال مواجهات رام الله | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

صبّت صحف العالم، جام غضبها على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حفلت الصحف البريطانية بمقالات تنتقد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفي مقالة بعنوان: «هل يمكن لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن تنجو بعد قرار ترامب بشأن القدس؟»، على صحيفة «غارديان» البريطانية، أفاد كل من بيتر بومونت وجوليان بورغر، بأنّ الاعتراف الأميركي يكشف عن إدارة أميركية تغرد بعيداً عن عمقها الدبلوماسي.

مشيريْن إلى أنّ تخلي ترامب عن قود من السياسة الأميركية، وضعه على خلاف مع بقية العالم، وأنّ الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة، مؤكديْن أنّ واحدة من القضايا الأكثر تعقيداً في العالم، تبدو أكثر استحالة اليوم أكثر من أي وقت مضى.

واستعرض الكاتبان ما أفاد به جارد كوشنر صهر ترامب في منتدى سابان في واشنطن، بأنّ سياسة إدارة ترامب بشأن عملية سلام إقليمية، تسبق الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، قد تمّ التخلي عنها، لافتيْن إلى أن تعامل إدارة ترامب مع القضية، كان أشبه بمفاوضات على ملكية عقارية في مانهاتن، في طلاق كامل للحساسيات السياسية والتاريخية والثقافية.

وفي مقالة أخرى، نشرت صحيفة «غارديان» مقالاً للأستاذ الجامعي رشيد الخالدي، بعنوان «خطأ ترامب بشأن القدس، هو كارثة على العالم العربي والولايات المتحدة أيضاً»، أشار فيها إلى التداعيات السلبية لقرار ترامب في الانقلاب على حوالي سبعة عقود من السياسة الأميركية، والعديد من تلك التداعيات من المستحيل التنبؤ بها.

ويؤكّد الكاتب أن القدس هي الأهم، ضمن ما يسمى قضايا الوضع النهائي، التي تم تأجيلها مراراً وتكراراً خلال المفاوضات بسبب حساسيتها القصوى، بيد أن ترامب انطلق في هذه الفوضى كالثور الهائج في متجر للخزف الصيني، مركزاً على القضية الأكثر تعقيداً وإثارة للعواطف لكل من تجمعه صلة بفلسطين،.

مشيراً إلى أنّ إعلان ترامب، لا يعني فقط أن أميركا تبنت الموقف الإسرائيلي بأن القدس تعود بشكل حصري لإسرائيل، بل إضفاء الشرعية بأثر رجعي على استيلاء إسرائيل واحتلالها العسكري للقدس الشرقية خلال حرب 1967، وفرضها قوانين عنصرية على آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. ولفت إلى أنّ هذه الخطوة تلغي أهلية الولايات المتحدة للعب دورها الطويل الأمد كوسيط، وأنّ الآثار الحتمية لهذه الخطوة، ستؤثّر في المصالح الأميركية الحيوية في كل المنطقة.

تقويض موقف

وأضفى إعلان ترامب، وفقاً للكاتب، الشرعية على مصادرة إسرائيل القدس الشرقية العربية، في حين لا توجد دولة تعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، وأنّ هناك إجماعاً دولياً على أنه، وإلى حين التوصل لتسوية، فمن غير المشروع الحكم مسبقاً على نتائج المفاوضات أو تحديدها، مضيفاً: «لا أحد كان يتوقع إنصافاً في هذه القضية من الأميركيين.

ويصعب الآن رؤية كيف أنّ اتفاقاً مقابل للحياة أصبح ممكناً، وهذا الجرح الذي سببه ترامب لنفسه سيتردد صداه لزمن طويل في سجلات الدبلوماسية، مقوضاً الموقف الأميركي بصورة أكبر، ومعقداً العلاقات مع الحلفاء ومع المسلمين والعرب، وأصحاب المنطق السليم في جميع أنحاء العالم».

خرق للدبلوماسية

وعنونت صحيفة «الفايننشال تايمز»، افتتاحيتها بـ «قرار ترامب الخطير بشأن القدس». وقالت الصحيفة إن قرار ترامب المضي قدماً في تنفيذ الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية والاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، يعتبر خرقاً للدبلوماسية. وأضافت إن ترامب استطاع بهذا القرار توحيد جميع الناس ضده تقريباً.

وتابعت الصحيفة بالقول، إن ترامب مضي قدماً بإعلان اعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل، بالرغم من جميع التحذيرات التي أبلغ بها، إذ هدد الأتراك بقطع علاقاتهم بإسرائيل، كما قال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن قرار ترامب يجعل أميركا بلداً غير مؤهل للقيام بأي دور لها في التوصل إلى سلام بين البلدين. وختمت الصحيفة بالقول إنّ وضع القدس لطالما كان ينظر إليه كقنبلة موقوتة، إلا أن الخوف الآن بأنّ ترامب أزاح الفتيل عنها».

حافة انفجار

بدورها، أجمعت الصحف الأميركية الرئيسة، أنّ خطوة ترامب تضع الشرق الأوسط على حافة الانفجار. وقال صحيفة «وول ستريت جورنال» في عنوانها الرئيس أنّ خطوة ترامب تفتح فصلاً من عدم اليقين في الشرق الأوسط.

خلق مشاكل

وعلّقت صحيفة «الموندو» الإسبانية إنّ ترامب تفاخر خلال حملته الانتخابية بأنه ليس سياسياً، وكان محقاً في ذلك. ورأت أن من المأسوي، أنه، بعد مرور عام على قيادة ترامب أقوى دولة في العالم، لم يدرك حتى الآن أن أعظم مسؤولية له تتمثل في حل المشاكل وعدم خلقها.

Email