إيران المتصيّدة تحتل اقتصاد قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتقن نظام الملالي في طهران اللعب على التناقضات والتصيّد في المياه العكرة وانتهاز الفرص لخدمة أجنداته. وبرز هذا التوجّه خلال الأزمة الأخيرة التي تسبب به النظام القطري الذي استجاب للانتهازية الإيرانية وراح يزيد من ارتمائه القديم - الجديد في الحضن القطري.

وزاد نظام الملالي من تغلغله في اقتصاد قطر، التي تكبدت خسائر اقتصادية فادحة بعد نحو 6 أشهر من المقاطعة، التي تفرضها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب على الدوحة منذ يونيو الماضي.

وفي تقرير نشرته صحيفة «فايننشال تريبيون» الإيرانية على موقعها الإلكتروني، قالت إن طهران رفعت من صادرات سلعها غير النفطية إلى قطر بنسبة 117.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبيانات إدارة الجمارك الإيرانية (إيريكا).

وأشارت الصحيفة إلى أن منتجات البيتومين (القار) والمواد الغذائية والزراعية تمثل الجزء الأكبر من الصادرات، حيث بلغت قيمة صادرات القار 28 مليون دولار، وهي نسبة أعلى بكثير من قيمة صادرات السلع الأخرى التي تم شحنها من إيران إلى قطر خلال هذه الفترة.

وإلى جانب القار، كانت الطماطم (6.61 ملايين دولار)، والحليب والقشدة (4.1 ملايين دولار)، والخيار (3.9 ملايين دولار) والبطيخ (3.8 ملايين دولار) من بين أكبر الصادرات الإيرانية إلى قطر.

وسجلت صادرات إيران الرئيسية إلى قطر في السنة المالية الأخيرة (مارس 2016 -2017 )، بما في ذلك الإسمنت والفستق والزعفران، نمواً طفيفاً هذا العام على الرغم من أن حصّتها من إجمالي الصادرات لم تعد كبيرة بعد الآن.

وتشير بيانات إدارة الجمارك الإيرانية إلى نمو مطّرد في قيمة الصادرات غير النفطية إلى قطر خلال الأشهر الأربعة الأولى بعد الأزمة. وقال عدنان موسابور عضو لجنة التصدير في غرفة التجارة والصناعة والتعدين الإيرانية أن في تصريحات صحافية إن «معظم خطوط الشحن الإيرانية حولت الآن خدمات النقل إلى قطر».

وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تذرّع في سبتمبر الماضي بالمقاطعة الاقتصادية ليفسّر ارتماء الدوحة في أحضان إيران، علماً أن العلاقات المشبوهة بين الدوحة وطهران تسبق الأزمة الأخيرة بكثير، وهي مثبتة وموثّقة ومدعّمة بالوقائع.

شركة شحن

وتعتزم «تورانج داريا للشحن»، أكبر شركة شحن خاصة في إيران، توسيع أعمالها في قطر، وتتوقع أن تتزايد التجارة بين قطر وإيران في الأيام المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة وتيرة شحناتها القادمة من قطر.

وقال مدير الشركة أمير خاني في تصريحات صحافية: «الآن لدينا الرغبة والخطة للاستيراد والتصدير من قطر، إننا نريد توسيع نطاق أعمالنا في قطر». وقال مسعود خياط زاده رئيس غرفة التجارة الإيرانية إن الغرفة تجري محادثات مع شركات قطرية كبرى لإقامة رصيف حصري في قطر للسلع الإيرانية في محاولة لتسهيل النقل إلى الدولة المجاورة.

وبحسب وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني عباس أخوندي، شكلت الدولتان لجنة مشتركة لتعزيز التعاون في مجال النقل الجوي والبحري خلال زيارة وزير النقل القطري جاسم سيف السليطي إلى طهران في أواخر أكتوبر الماضي، كما تعمل الدولتان على تشكيل ممر خاص لتيسير نقل البضائع من إيران إلى قطر.

وسهلت الحكومة القطرية رحلات رجال الأعمال الإيرانيين بإصدار تأشيرات لمدة 6 أشهر، وقد أدت هذه الخطوة إلى ارتفاع الطلب على رحلات العمل إلى قطر في الأسابيع الأخيرة.

وتبلغ قيمة مبيعات الشركة نحو 5 مليارات دولار سنويا، وتصدر منتجاتها إلى 75 بلداً وهي المجموعة الوحيدة المتكاملة لإنتاج الحلويات الإيرانية.

ضغوط

جودة القروض إلى ذلك، قالت وكالة موديز لخدمات المستثمرين، أمس، إن الضغوط على جودة القروض التي تقدمها البنوك القطرية، لا تزال متواصلة. وأرجعت الوكالة في تقرير لها استمرار الضغوط تلك إلى تراجع القطاع المصرفي القطري بعد المقاطعة التي فرضت على الدوحة. وحذرت وكالات تصنيف دولية من إمكانية ارتفاع تكلفة القروض مع استمرار المقاطعة بفعل الضغوط التي تعرض لها القطاع المصرفي القطري.

 

Email