تقارير البيان

تعز.. الوضع الصحي في تدهور والموت يهدد المئات من المرضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مضي أكثر من عامين ونصف العام من الحرب والحصار المطبق على مدينة تعز من قبل الانقلابيين في اليمن، لا يزال الوضع الصحي في تعز يشهد معاناة كبيرة ويكاد الوقت ينفد أمام المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى في مستشفى الثورة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، فالعبء ازداد على المرافق الطبية - التي تكافح للاستمرار في العمل تحت حصار الحوثيين.

وحتى الأسبوع الماضي كان المستشفى يعمل بموارد محدودة جداً، وهذا هو الحال طوال نحو سنتين ونصف هي عمر المدينة المحاصرة التي منع الحوثيون دخول الطعام والإمدادات الطبية إليها. وبحسب المصادر فإن مرضى الفشل الكلوي باتوا مهددين بالموت جراء نقص المحاليل الخاصة بعمليات الغسيل الكلوي، إضافة إلى توقف العديد من المستشفيات بسبب نفاد الوقود الذي تعمل عليه المولدات الكهربائية.

تشير المصادر إلى أن ما تبقى من المستشفيات في المحافظة تعمل بالحد الأدنى، وهو ما أكده أيضاً الدكتور صادق الشجاع، حيث قال: «أكثر من مستشفى أطلق نداء استغاثة حول الجرحى ومرضى الفشل الكلي والأورام، وأيضاً حاجة المستشفيات إلى المشتقات النفطية ولكن الاستجابة غالباً لا تكون بالمستوى المطلوب».

وإلى جانب معاناة مرضى الفشل الكلوي هناك أقسام تخصصية أخرى تعاني الأمر نفسه، حيث قالت المصادر إن أقسام الأورام السرطانية والجراحة والباطنية والقلب ومرضى السكري والأمراض النفسية والعصبية وأمراض النساء والتوليد باتت مهددة هي الأخرى.

وفيات

وتوفي ما يزيد على ثمانين مريضاً بالفشل الكلوي نتيجة لاضطرار المركز للإغلاق لنفاد مواد الغسيل الكلوي، أو لعدم قدرة بعض المرضى على دفع تكاليف المواصلات لسكنهم في أماكن بعيدة تضطرهم لدفع آلاف الريالات في ظل الحصار الذي تعيشه مدينة تعز. وتفاقمت معاناة مرضى الفشل الكلوي منذ تسبب الميليشيات الانقلابية باندلاع الحرب بتعز في أبريل 2015.

وقلة الدعم المقدم إلى مراكز الغسيل الكلوي بالمحافظة من المساعدات الخارجية المقدمة من مؤسسات وجمعيات وأشخاص، لتوفير المواد اللازمة للغسيل الكلوي، والماء، والمشتقات النفطية اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء للمركز. كم اتعرض مركز الكلية الصناعية بهيئة مستشفى الثورة العام بتعز، لقصف الميليشيات الانقلابية التي استهدفته بقذائفها، إضافة لقيام الميليشيا باحتجاز المواد اللازمة لجلسات الغسيل الكلوي في منافذ المدينة المُحاصرة لأكثر من مرة.

400 حالة مهددة بالموت

ويتهدد الموت ما يقارب الـ 400 حالة تعاني من الفشل الكلوي في تعز، حسب بيان لهيئة مستشفى الثورة العام بتعز، ناشدت فيه الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، لإنقاذ المئات من مرضى الفشل الكلوي المهددون بالموت جراء نفاد المواد الطبية.

مناشدة

وأوضحت الهيئة في بيان الاستغاثة الصادر عنها «أن ما يقارب 400 حالة مسجلون في مركز الغسيل الكلوي يُجري لهم المركز من 80 -88 غسله يومياً، خلافاً للحالات الإسعافية التي يستقبلها المركز بين الحين والآخر».

وأضافت أن مواد الغسيل ومستلزماته توشك على النفاد، ولم يتبق منها سوى كمية لا تكفي إلا لأقل من أسبوع، مشيرة في بيانها إلى أن المناشدة تأتي بعد محاولات حثيثة مع الشركة الموردة للمواد والمستلزمات الخاصة بالغسيل الكلوي، لإقناعها بتوريد كمية بالمواد الطبية إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، بعد ارتفاع مديونيتهم إلى 600 ألف يورو.

مركزان

أوضح د.عبدالرحيم السامعي مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز، أنه لم يتبق سوى مركزين يعملان في كل من مشفيي الثورة والجمهوري بعد إغلاق مركزين للغسيل الكلوي في مستشفى اليمن الدولي والعسكري، مضيفاً أن المركز في مستشفى الجمهوري تدعمه منظمة أطباء بلا حدود، ولكنه دعم غير كاف في ظل غياب الميزانية.

فيما أعلن مركز الكلى في الثورة أن الأدوية الخاصة بغسيل الكلى ستنفذ خلال الأسبوع الحالي إن لم يتم دعمه، وإلى الآن لم يصل له دعم من أي جهة، ما يعني أن هذين المشفيين من دون موازنات وكادرهما الطبي دون رواتب.

Email