تمويل ورعاية وإشراف واحتضان قطري مباشر

المصنّفون إرهابيين..معاول فوضى وسفك دماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى مراقبون أن القائمة الجديدة التي أعلنتها دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب والمقاطعة لقطر، إصرار هذه الدول على مكافحة إرهاب الدوحة الذي يهدف لتدمير المنطقة العربية.

وتؤكد هذه القائمة، وهي الثالثة منذ يونيو الماضي، أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، تقاوم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تمولها قطر وتتخذ من الجمعيات الخيرية ستاراً لها، حيث ضمت القائمة عدداً من الشخصيات التي أفتت بالقتل، وجعلت نفسها معاول للفوضى والتخريب وسفك الدماء، وأعطت الضوء الأخضر للجماعات الإرهابية لتنفيذ عملياتها الإجرامية والتخريبية.

وكانت الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، أصدرت أمس تحديثاً لقائمتها السابقة للإرهابيين المرتبطين بالدوحة، تضمنت إضافة كيانين و11 فرداً للقوائم السابقة.

اتحاد القرضاوي

ومن أبرز الكيانات المضافة ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوي، وهو كيان لقي دعماً من زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وقطر، حسبما كشفت أخيراً وثائق كشفت عنها الاستخبارات الأميركية.

وكشفت الوثائق التي نشرت في منتصف نوفمبر الحالي، رسالة كتبها بن لادن بخط يده، دعت إلى دعم إنشاء ما سماه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأعرب عن ثقته في استجابة قطر لتعليماته حول تبني المشروع وتمويله والإعداد لإنشائه. كما دعا بن لادن لتشكيل «مجلس توحيد المسلمين» وتطويره ليصبح حكومة على أن يكون فيما بعد نواة «دولة القاعدة».

وكشفت الوثائق تورط الدوحة في دعم قيادات متطرفة لإقامة هذه الدولة المزعومة وتبني فكرة بن لادن بإنشاء المجلس وإطلاق اسم اتحاد علماء المسلمين عليه.

وطالب زعيم تنظيم القاعدة بضم شخصيات لتأسيس الاتحاد مثل محمد الأحمري وعبد الله النفيسي وحامد العلي، على أن تتحمل قطر تكاليف تأسيسه. واقترح بن لادن أن يكون مقر الاتحاد خارج قطر، مؤكداً قدرة قطر على «تحمل تكاليف إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإعداد والتشاور».

وكيل الإرهاب

محمد جمال أحمد حشمت عبد الحميد، المعروف إعلامياً في مصر بجمال حشمت، يُعَد أحد أخطر قيادات تنظيم الإخوان الهاربين بالخارج، من مواليد دمنهور بشمال مصر عام 1956، وهرب إلى تركيا من حكم بالإعدام في مصر.

يُعَد حشمت أحد مؤسسي حزب الحرية والعدالة الإخواني المنحل، وعضو الهيئة العليا للحزب قبل حله في أعقاب ثورة 30 يونيو بمصر. فر الطبيب البشري الذي حولته الجماعة لإرهابي متطرف إلى السودان عقب ثورة 30 يونيو، ومنها إلى تركيا، وهناك استغل دعم أنقرة للجماعة الإرهابية وحمايتها، وعمل على جمع فلول الفارين من مصر، ليرأس ما يسمى بالبرلمان المصري الموازي بالخارج، ويعمل من هناك على تبني الدعوات والفعاليات لإسقاط النظام وهدم الدولة المصرية.

قاد حشمت مجموعات العمل النوعي من تركيا لتصدير الإرهاب إلى مصر ودول المنطقة عبر عمليات تهدف لتقويض الدولة، وإشاعة الفوضى من خلال تنفيذ عمليات إرهابية.

سالم جابر

ورحبت الأوساط الليبية بتصنيف سالم جابر عمر ضمن قائمة العناصر الإرهابية الصادرة عن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، معتبرة أن هذه الخطوة جاءت في وقتها نظراً للدور التخريبي الذي ما انفك يقوم به الإرهابي المذكور الذي يعتبر خامس ليبي ينتمي إلى ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويصنف إرهابياً، بعد علي الصلابي وسالم الشيخي والصادق الغرياني وونيس المبروك.

ويرى المراقبون أن سالم جابر، المعروف بتحريضه على العنف والإرهاب، وبعلاقاته الوطيدة بنظام الدوحة، دخل خانة التصنيف الإرهابي من خلال مواقع عدة منها انتماؤه لجماعة الإخوان والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وشراكته في وكالة بشرى المرتبطة بـ «مجلس شورى مجاهدي بنغازي».

ميسر الجبوري

جاء اسم الإرهابي ميسر علي موسى الجبوري، على قوائم الكيانات والأفراد الإرهابية المدعومة قطرياً التي أصدرتها الدول الأربع المكافحة للإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين).

هو أبو مارية القحطاني، أو أبو مارية الهراري، أو «البقال»، وكلها أسماء حركية أطلقها تنظيم داعش عليه، وهو مفتي جبهة النصرة، و«أمير المنطقة الشرقية» سابقاً.

كان الجبوري ضابطاً سابقاً في الجيش العراقي ضمن ما سُمي «جيش فدائيي صدام» حتى دخول القوات الأميركية إلى العراق. عقب حل الجيش العراقي، وإصدار الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر، قراراً بإعادة هيكلة جهاز الشرطة، انتسب الجبوري إلى الشرطة الجديدة، ليعمل تحت قيادة وإشراف ضباط أميركيين في النقاط الأمنية بشارع بغداد في مدينة الموصل.

ومع صعود التنظيمات المتطرفة، ترك الجبوري الجيش العراقي لينضم إلى الفصائل المتطرفة، قبل أن يُقبض عليه ويقبع لعدة سنوات في السجن بالعراق. وعقب الإفراج عنه، اختاره أبو مصعب الزرقاوي ليكون أحد «شرعيي» داعش في العراق، وبعدها انتقل للعمل في «الحسبة والعلاقات مع العشائر» إلى أن تم إلقاء القبض عليه للمرة الثانية.

وبعد الخروج الثاني من السجن، تم تعيينه في «قاطع الجنوب»، إلا أنه هرب من داعش ووصل إلى سوريا في العام 2010، حيث افتتح محلاً لبيع الخضراوات، واستمر في مهنة البقالة حتى اندلاع الأحداث هناك، وإيفاد الجولاني إليها بناء على أوامر أبو بكر البغدادي زعيم داعش، ليتم تعيين الجبوري مفتياً عاماً لجبهة النصرة من قبل الجولاني.

القحطاني و«مبايعة» زعيم القاعدة

بايع أبو مارية القحطاني أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وأصبح أحد أبرز وأهم قياديي «جبهة النصرة».

في كانون الأول عام 2012 أصدرت وزارة المالية الأميركية قراراً يقضي بفرض عقوبات على قيادات النصرة، وشمل القرار ميسر الجبوري، وأنس حسن خطاب «أبو عبد العزيز القطري» لعملهما نيابة عن تنظيم القاعدة في العراق.

الصومالي محمد علي سعيد أتم

محمد علي سعيد أتم أدرج ضمن قوائم الإرهاب. ويعد الإرهابي الصومالي قائد حركة المجاهدين في شمال شرق الصومال، والرجل الثاني في الحركة، ونفذ العديد من العمليات الإرهابية ضد ولاية بونتالند.

وأكدت حكومة بونتالند الصومالية أنه لا يزال يمارس نشاطاً يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية من خلال وجوده في قطر التي حصل على اللجوء السياسي فيها. وسبق أن تم إدراج سعيد أتم في قائمة العقوبات الدولية التابعة للأمم المتحدة، قبل أن يتم حذف اسمه من القائمة.

شملت قائمة السوداء للإرهابين المدعو حسن علي محمد جمعة سلطان رجل الدين المتشدد، المسقطة جنسيته والهارب إلى لبنان بعد تورطه في أحداث قلب نظام الحكم في مارس 2011م.

تلقى سلطان علومه الدينية في إيران منبع التشدّد في العالم، وكان أحد كوادر حزب الدعوة الإسلامي، وهو أول تنظيم شيعي حركي في العصر الحديث تأسس في النجف العراقية في عام 1957م، ثم امتدت أفكاره ودعواته بعدها بسنوات قليلة إلى الدول المجاورة خاصة البحرين والكويت، وتأسس فرعه البحريني تحديداً في عام 1968م، ثم التحق المذكور بجمعية الوفاق البحرينية، وهي الجمعية التي خرجت من رحم حزب الدعوة الإسلامي؛ لممارسة السياسة، ولكنها عملت على تقويض استقرار البحرين، وقلب نظام الحكم في أحدث 14 فبراير 2011، ما أدى إلى حلها، وهروب الكثير من أفرادها إلى الخارج، وإسقاط جنسية بعضهم.

وجمعت مكالمة مسربة فاضحة بين رجل الدين المتشدد، وحمد بن خليفة العطية مستشار أمير قطر الحالي، وكشف التسجيل الصوتي الذي أطلقت السلطات البحرينية سراحه عبر التلفزيون البحريني في يونيو الماضي، عن دعم قطر لإثارة القلاقل والفوضى في المملكة، وأظهر التسجيل المسرب إشارة العطية إلى تحفظ قطر على إرسال قوات قطرية للمشاركة في تهدئة الأوضاع في البحرين، وفض التظاهرات الطائفية المدعومة من إيران، والاكتفاء بإرسال ضابطين قطريين.

وكشف التسريب الصوتي كذلك عن تبعية المعارضة البحرينية لمرجعياتها الكبرى في قُم والنجف ولبنان. ويرتبط سلطان بحزب الله اللبناني الإرهابي ويتلقى منه الدعم المالي واللوجستي للمجموعات الإرهابية في البحرين، وبحسب بعض المعلومات فهو يوجد حالياً في لبنان.

المركز السادس

واحتل المرتبة السادسة في قائمة الإرهاب القطري محمد سليمان حيدر محمد الحيدر. ويعرف محمد الحيدر، بأنه رجل أعمال قطري، وابن لعائلة ثرية تعمل في قطاعات عدة من خلال الثروة التي يمتلكها، لكن اسمه ارتبط بالإرهاب أيضاً، حتى ما قبل صدور القائمة الجديدة.

وكشفت تقارير بحرينية رسمية في أغسطس الماضي، أن محمد الحيدر قام بإرسال حوالات مالية بشكل مستمر طوال السنوات الخمس الماضية إلى المنامة، حيث استخدمت في تمويل الإرهاب.

ثعلب قطر

يعد الإرهابي خالد ناظم دياب أحد أهم الشخصيات المدرجة في القائمة الجديدة، وهو أميركي من أصول سورية. ويعد هذا الإدراج هو الثالث لدياب على قوائم الإرهاب العالمية بعد إدراجه على القوائم الأميركية وقوائم الأمم المتحدة منذ العام 2002.

ويعتبر دياب أحد أبرز المؤيدين لتنظيم «الإخوان» الإرهابي، وسبق أن ألقي القبض عليه في لبنان عام 2013 بسبب دعمه الجماعات الإرهابية في سوريا.

وعيّن النظام الحاكم في قطر دياب مديراً لإدارة الإغاثة والتنمية الدولية التابع للهلال الأحمر القطري، ويعتبر أحد الممولين للميليشيات المسلّحة في سوريا، ووصل نشاطه الإرهابي إلى اليمن وموريتانيا والعراق وجيبوتي.

وعلى الرغم من وصف الهلال الأحمر القطري لكيانه بأنه يستمد رؤيته ونطاق تحركه من مبدأين أساسيين هما الإنسانية والعالمية، وشعاره «نفوس آمنة.. وكرامة مصونة»، إلا أن المراقبين أوضحوا أن الأحداث الأخيرة كشفت أن مدير هذه الإدارة هو أحد أخطر الإرهابيين في القوائم الدولية.

Email