قرقاش أكّد أن مخرج الدوحة بتراجعها عن خطاياها

رئيس وزراء قطر صمت دهراً ونطق كُفراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن المخرج الوحيد لقطر هو أن تتراجع عن خطاياها بحق جيرانها، وكتب في تغريدة على صفحته في موقع تويتر "في أزمتك لن ينفعك أن تقنع نفسك، بل مخرجك، بعيداً عن ضجيجك وصداه، أن تتراجع عن خطاياك بحق جيرانك".

ويأتي هذا في وقت ظهر عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، في تلفزيون إمارته الرسمي، الأربعاء، ليدلي بتصريحات أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها أكاذيب تطمس الحقائق طمساً لا هداية بعده، حيث وضع الوزير المقل في في المقابلات الإعلامية، نفسه في خانة «مــن صمــت دهــراً ونطــق كفــراً».

أجوبة

وبرأي مراقبين، فإن المقابلات الصحافية هدفها الحصول على أجوبة عن الأسئلة التي تشغل الرأي العام، لكن مقابلة عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وضعت علامات استفهام وأكاذيب أكثر مما تحدّث بما يفيد بلاده على صعيد الأزمة التي وضعها بها تنظيم الحمدين.

وجريا على عادة الأسطوانة المكررة للمسؤولين القطريين منذ بدء الأزمة، أنه عندما يتعلق الأمر بتهم رعايتهم للإرهاب، التي أثقلت عليهم بها الدول العربية الأربع الداعية للإرهاب والمقاطعة لقطر، بسبب دعمها للإرهاب وتدخّلها في شؤون الدول الأخرى، قال عبد الله بن ناصر، الذي نادراً ما يجري مقابلات إعلامية منذ توليه منصبه 2013، دون أن يرف له جفن، إن بلاده كان لها دور في «كشف خلايا إرهابية في المنطقة، وبخاصة في بعض دول الخليج».

لكن رئيس الوزراء الذي يحتفظ أيضاً بمنصب وزير الداخلية، المعني بمثل هذه القضايا، صال وجال مدافعاً عن سجل بلاده، من دون أن يسرد واقعة لإرهابي واحد ساعدت الدوحة في احتجازه.

قوائم موثّقة

وفي المقابل، قدم رباعي مكافحة الإرهاب، قوائم أفراد وكيانات إرهابية تحتضنهم الدوحة، موثّقة بالأسماء والتواريخ والوقائع، إلا أن الرجل لم يتجرأ حتى للدفاع عن سجل هؤلاء المقيمين على ترابه.

وعوضاً عن ذلك، راوغ المسؤول القطري وهو يستشهد بتوقيع بلاده مذكرة تفاهم مع واشنطن حول مكافحة الإرهاب، متحايلاً على حقيقة أن هذه المذكرة وُقعت بعد مقاطعتها من جيرانها، كمحاولة يائسة لرد الإدانة عنها.

وتمادى الوزير في غيه، عندما أرجع مقاطعة الجيران لهم، إلى ما أسماه «نجاح» قطر إقليمياً وعالمياً، مستدلاً على ذلك باستضافتها المقررة لكأس العالم 2022، دون أن يضع ولو إجابة مقتضبة عن سجل الرشى الذي تضج به كُبريات وسائل الإعلام حول العالم.

وكعادة أميره ومرؤوسيه، لجأ الرجل إلى استدرار العواطف وهو يتحدث عن قيم الأخوة والنوايا الطيبة لحل الأزمة الراهنة، دون أن يعطي مثالاً واحداً احترمت فيه إمارته هذه التقاليد مع جيرانها.

محاولة تغطية

إلا أن تصريحاته كانت محاولته التغطية على الاتهامات التي تلاحق حكومته بشأن «استرقاق» العمالة الأجنبية في أراضيها، بالقول إن أمير بلاده، تميم بن حمد آل ثاني، يسأل في كل اللقاءات عن أحوال المواطنين والمقيمين.

فهكذا، بضربة لا يزال رئيس الوزراء يقول إن حكومته تضع رعاياها في مرتبة واحدة مع العمال الأجانب، الذين تتساقط أرواحهم من الروافع التي تبنى بها ملاعب الكأس سالف الذكر.

وماضياً في تناقضه، شرح الرجل كيف أن بلاده لم تتأثر من المقاطعة، واصفاً التأثير بأنه كان «بسيطاً جداً»، وفي الآن ذاته، أصرّ على وصف ما حدث بأنه «حصار»، وليس مقاطعة، ما يطرح تساؤلاً، كيف يرقى هذا الحدث الهامشـــي والبسيــط، إلــى وصفــه بـ «حصــار»؟.

مكابرة

وبرأي المراقبين فإن المكابرة القطرية لن تصمد طويلاً إذ أدخلت البلاد في مشاكل كثيرة. وكشفت مصادر دبلوماسية في لندن أن جاسم بن حمد المبعوث الشخصي لأمير قطر نقل رسالة شفوية لأمير الكويت تعلن فيها بلاده استعدادها لتنفيذ المطالب، علماً بأن تصريحات مشابهة صدرت مراراً عن نظام الدوحة ليتبين أنها للاستهلاك المحلي والمراوغة.

وزار مبعوث أمير قطر، الذي كاد أن يكون أميـراً يومــاً مــا، الكويت برفقة أخيه جوعان، بشكل مفاجــئ، حاملاً رسالــة من الشيخ تميم، لم يعلن عن فحواهــا بشكــل رسمــي.

تجاهل

وبينما قررت الدول المقاطعة تجاهل ملف قطر لفترة طويلة، فإن الدوحة تزايدت عليها الأعياء الاقتصادية والسياسية جراء هذه المقاطعة التي حاصرتها إقليمياً.

يأتي ذلك في الوقت الذي تجاوزت الأزمة القطرية 6 أشهر منذ اندلاعها في يونيو الماضي، بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، مقاطعتها الدبلوماسية والتجارية لقطر بسبب دعمها للإرهاب وارتمائها في أحضان إيران.

خسائر فادحة

وقد تكبدت الدوحة منذ إعلان المقاطعة خسائر اقتصادية كبيرة بعد أن تراجعت قيمة عملتها بشكل كبير، وهو ما ساهم في تحجيم دورها السياسي في عدد من الملفات الاقليمية أبرزها المصالحة الفلسطينية، وكذلك في الأزمة السورية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أمس، أن شركتي قطر غاز وراس غاز لإنتاج الغاز، بدأتا هذا الأسبوع تنفيذ تخفيضات في الوظائف جرى تأجيلها بسبب الأزمة الدبلوماسية بين قطر ودول مجاورة لها. كان من المخطط في البداية تنفيذ خفض الوظائف في يونيو، بعد قرار بدمج وحدتي الغاز الطبيعي المسـال التابعتيــن لقطــر للبتــرول.

وكان الرئيس التنفيذي لقطر للبترول، قال إن اندماج راس غاز وقطر غاز سيساعد في خفض تكاليف التشغيل بمئات الملايين من الدولارات في أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم. وقال أحد المصادر طالبا عدم نشر اسمه بسبب حساسية المسألة، إن بعض المهندسين تلقوا خطابات تعيين جديدة من الكيان الجديد المندمج، بينما تم إخطار آخرين بالاستغناء عنهم. وذكر مصدر آخر أنه جرى الاستغناء عن 500 موظف، كدلالة على الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد القطري.

Email